ان من يحققون في اسباب الاختلاف بين الدول دائما ما يعزون هذا الأختلاف الي الأفكار والأعمال الراديكالية وان مثل هذا الحكم يعتبر صحيحا جدا.
ان الراديكاليين من العنصريين والفلاسفة والملحدين والشيوعيين وراديكاليين اخرين ، يمثل كل منهم ايديولوجية منفصلة عن ايديولوجية الأخر وانهم جميعا ينتمون الي مجموعات متسامحة مع الطرف الأخر. ان من اهم الأسباب للفشل في التغلب علي مثل هذه الراديكالية يكمن في ان الخطاب السياسي يحتوي علي غضب ونفاق لا ينسجمان مع الطبيعة الأنسانية .
تسيطر علي السياسة روحا مؤذية ، فالسياسيون قادرون علي مخاطبة بعضهم البعض بطريقة غير ملائمة تماما واما بالنسبة للسياسة المحلية فان القادة المحليين غير قادرين علي التوصل الي تسوية او حل وسط فيما بينهم بل علي العكس من ذلك فانك تجدهم قادرين بسهولة علي الدخول في أجواء غير مستقرة لا تمكنهم من ادراة حاضر ومستقبل بلادهم.
تعتبر السياسة الخارجية احد الساحات التي تعبر فيها تلك اللغة الحادة والغير حميمية عن نفسها الي درجة انها تدخل في منعطفات مخيفة. ليس هناك دولة قادرة علي تجرع اخطاء دولة اخري. وربما يؤدي مثل هكذا خطأ أو اي تجاهل كان الي تحذيرات من قبل الجانب الأخر في حدود " انتبه"!ّ، فنحن نمتلك القوات البرية والجوية ونمتلك اسطولا بحريا.
اما الدول التي يجمع بينها تحالفا ما، فانه ليس بالسهولة بمكان لها ان تطلق تهديدات لبعضها البعض في ظل تأثير قوتها واهميتها الأستيراتيجية، الا انه ان تكون دولة ما ، حليفة فهذا لا يعني ان الحب يسود بين الدول المتحالفة. ويصف السفير السابق والسياسي التركي الحالي ، انورمين هذا النفاق بالكلمات التالية:
"علي سبيل المثال لا الحصر، ان قيل في اعقاب مفاوضات ما " كانت المناقشات مفتوحة جدا وصادقة " وهذا يعني ان الأطراف المتفاوضة كانت علي خلاف شديد في الرأي.
"سوف نتخذ الأجراءات اللازمة في الوقت المناسب" وهذا يعني ان حل المشكلة سوف يأخذ وقتا طويلا ،وربما لن تحل ابدا"
" لقد استمعت باهتمام الي ما ترغب في قوله "وهذا يعني انني لا اتفق معك وان قيل مثلا :" اهتممت جدا بأرائك" يعني ذلك انني لم استمع الي هراؤك "
" سوف اسمع ارائك الي مستويات عليا" وهذه تعتبراسلوبا مؤدبا للقول " نحن لا نتفق تماما" . وان قيل " انه من مصلحتكم قبول اراءنا بدل من ان تصروا علي ارائكم" وهذا يعني احيانا " اننا سنضر بمصالحكم ان لم تفعلو ما نقول"
ان القادة اللذين يصافحون بعضهم البعض امام الكاميرات يفهمون جيدا رسائل التهديد التي يرسلها الطرف الأخر. ففي ظل هذه الاجواء من النفاق السياسي ، الصراع يستمر ولن يثق احد بأحد .
ان العالم مازال يتعامل بهذا المنطق وانه ولذلك فان وجود الراديكالية في السياسة ايضا يسرع في انهيار الدبلوماسية لان الافتقاد للحب والأخلاص واللذي بدأ يسيطر علي هذا العالم ، لأمر لا ينسجم مع طبيعى الأبداع الأنساني .
ان العالم بحاجة الي روح اخري ، فالبشر والعالم كلاهما مخلوقان للحب. ولذا فانه ولطالما نسي الناس هذا الحب ، سوف تبقي الروح والجسد في ثورة دائمة . يجب ان تكون السياسة رهن الحب، يجب ان تؤسس علي الحب. ولابد ان تخدم السياسة الحب ولابد ان تبقي اداة لاكتساب الحب.
في الحقيقة ان الحب مقبول لكل شخص وفي اي شيئ. بالحب يكون الشخص صاحب رغبة طيبة لتقديم تضحيات. فالمصلحة الذاتية والأنانية والمنفعة ليس لهم مكان في الحب. في وجود الحب لايمكن ان يكون هناك كارهون منافقون يختبئون وراء الأبتسامات. فالحب قوة هائلة بحد ذاته.
بالحب يكون بالأمكان استقرار وسياسة واقتصاد، فالحب هو اساس الأديان وهو الرد الأمثل علي أولئك اللذين يصفون الوحشية والكره بالعقدية. ولابد ان لا ننسي انه ليس من حقنا القول " ماالذي يمكن ان تحققه جهودي البسيطة المتواضعة"؟ الحب كان ولا زال قوة وانه سيسود حتي لو كان انصاره أقلة قليلة.
http://www.harunyahya.org/tr/Articles/217165/Siyasette-alisilmadik-bir-kavram-Sevgi-