بقلم: هارون يحيي
مع انطلاق مباحثات جنيف الأسبوع الماضي، أعربت تركيا عن معارضتها لمشاركة حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي بالقول : "لن نحضرتلك المحادثات ان شارك فيها حزب الأتحاد الديمقراطي الكردي. انه لمن غير المنطقي اشراك منظمة ارهابية في محادثات تهدف الي رسم مستقبل سوريا"
وقد لاقي الأعتراض التركي قبولا من قبل المشاركين في تلك المحادثات ولم يتم دعوة حزب الأتحاد الديمقراطي اليها . وعلي الرغم من ان المحادثات انطلقت في جنيف بدون الحزب، الا ان دبلوماسيين بريطانيين وفرنسيين وممثل الرئيس الأمركي باراك اوباما في الأئتلاف الخاص بمحاربة تنظيم الدولة الأسلامية المعروف بداعش، السيد بريت ماغورك ، قد قامو بزيارة مفاجئة لكوباني.
وفي الوقت نفسه ، التقي نائب وزير الخارجية الأمريكية ، توني التقي بصالح مسلم ، احد زعماء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بجنيف.
وفي اعقاب تلك الزيارة صرح مصدر كردي بالقول " ان وفدا عسكريا رفيع المستوي يمثل الأئتلاف الدولي ، قد التقي بأعضاء بارزين في حزب الاتحاد الديمقراطي ". ويتضح من هذه التصريحات بأن التحالف بين مسؤولين أمريكيين واوروبين مازال علي حاله ،علي الرغم من المعارضة التركية .
ان الطريقة التي ظهر فيها السيد ماغورك امام الكاميرات جنبا الي جنب مع بولات خان ، احد ابرز قيادات حزب الأتحاد الديمقراطي في محافظة قنديل، الي جانب قبوله لجائزة منه ، تستدعي تدقيقا مركزا.
فبولات خان هو ارهابي كان قد قاتل مؤخرا في قنديل في صفوف المنظمة الستالينبة الأرهابية الكردية المعروفة بPKK وبلباس ال PKK. أما الصورة التي ظهر فيها خان امام الكاميرات وهو مبتسما وهو بزي حزب الأتحاد الديمقراطي، تظهر مدي التكتيك.
وفي غضون ذلك وبعد ان اكتشفت تركيا الارقام التسلسلية للاسلحة التي سلمتها ال PKK لل PYD ان الولايات المتحدة هي التي زودت ال PKK بها. وهذه الأسلحة نفسها هي التي تستخدم حاليا ضد القوات التركية وضباط الشرطة في سيزر ، سيلبوي ونوسايبين.. وعلي الرغم من ان انقرا كانت قد نشرت قائمة الارقام التسلسلية للدول المعنية، فان الولايات المتحدة لم تتأثر الا قليلا.
ولنتذكر سويا ان المعلومات الواردة عن اقامة الولايات المتحدة لقاعدة جوية في سوريا لتقديم عون عسكري لحزب الأتحاد الديمقراطي، قد تم تأكيدها مؤخرا.
ويقول مسؤولون أمريكيون: " نحن لا نعتبر حزب الأتحاد الديمقراطي منظمة ارهابية" وفي غمار هذه التطورات يعتبر ذلك اقرارا باللامبالاه. ان الطريقة التي ارسلت فيها طائرتان محملتان بالأسلحة الي منطقة كوباني بالرغم من التحذيرات الأخيرة التي اطلقتها أنقرا ، قد أثارت علامة استفهام كبيرة في تركيا ازاء مفهوم الولايات المتحدة للتحالف.
انه ليس سرا بانه بات من المستحيل هزيمة داعش علي الأرض ، ولهذا السبب تجد الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مترددتان في الانخراط بعملية برية في المنطقة.
تدعي الولايات المتحدة بان المعلومات الأستخبارية التي زودها لها الأتحاد الديمقراطي هي معلومات قليلة المصداقية. ولا تمتلك الاستخبارات الأمريكية سوي بعض العسكريين، بدون اي بنية تحتية في المنطقة.
ان ما ندقق فيه هو ما اذا كان هناك رغبة لتقديم دعم سري لل PKK ، تلك المنظمة الارهابية الستالينية والمنخرطة في نشاطات انفصالية في تركيا. ومن المعروف ان الأجهزة السرية للولايات المتحدة عمدت خلال المائة سنة الماضية علي تقسيم تركيا .
ولانه من المستحيل بالنسبة لتلك الأجهزة تقديم دعم مباشر لل PKK، والتي تبدو في قائماتها للمنظمات الأرهابية وهي المنظمة التي في حالة حرب مع تركيا وحلف الناتو ، فانهم يقدمون هذا الدعم بشكل غير مباشر وبواسطة حزب الأتحاد الديمقراطي بسوريا. فالسلاح الذي تقدمه هذه الأجهزة السرية الأمريكية، يستخدم حاليا ضد القوات التركية وضباط الشرطة . ويبدو ان الردع الذي يمكن ان يمثله تحالف الناتو يتهاوي امام هذا السيناريو .