ننظر الآن لأوراق من شجرة جنكة عمرها 50 مليون عام. تُعتبر شجرة الجنكة إحدى أقدم الأشجار على وجه الأرض، وترون معي الآن أوراقًا متحجرة منها. وسأعرض عليكم كل تفاصيل هذه الحفرية، إن شاء الله. وستناول هذه الحفرية لأن علي ديميرسوي أحد أشهر دعاة التطور الأتراك قد تحدث عن هذه الشجرة وقدم برامج بخصوصها في القناة الوطنية التركية. وقال إن شجرة الجنكة ذات الفصين إحدى أوائل الشجر ظهورًا في الوجود، ولكنه ادعى أيضًا أنها تطورت لاحقًا وتحولت إلى أنواع أخرى من الشجر. لكن ما تزال أشجار الجنكة تعيش على الأرض حتى اليوم، وإن كانت أعدادها قليلة. وعندما ننظر لصور عينات من ذلك النوع من الشجر الموجود في هذا العصر، ونمعن النظر لأوراقها فسنرى نفس الشيء الذي نراه في حفريات الأوراق الموجودة منذ 50 مليون عام والتي أحملها بيدي، هذا بالرغم من وجود حفريات أوراق منذ 200 وحتى 270 مليون عام. سنلاحظ أنه لا يوجد أي فرق بينهما، ولا أي أثر للتطور. ولهذا فإن أساطير التطور التي يعتنقها المؤمنون بتلك النظرية – أينما كانوا – ليست مدعومة بحقائق من السجل الحفري.
المصدر الرئيسي للمراجع على الإنترنت هو ويكيبيديا. ويستطيع اليوم أي طفل عمره 3 سنوات أو أي طفل أكبر أو أصغر بمقدوره القراءة والكتابة أن يتصفح ويكيبيديا عندما يدخل على الإنترنت، فهي مصدر معلومات سهل الولوج إليه. وعندما تبحث عن شجرة الجنكة عليه، فستعلم أن تلك الشجرة ظهرت للوجود منذ 270 مليون عام مضت. وبعبارة أخرى، ذلك التاريخ هو أول مرة تتم ملاحظتها فيه. وقيل إن آخر مرة تمت ملاحظتها فيه كان في العصر البليوسيني من 2.5 إلى 3.5 مليون عام مضت. ويُستنتج من هذا القول إن تلك الشجرة قد اختفت فجأة. لكن هل نجت تلك الشجرة؟ وأين ذلك؟ يقال إنها نجت في الصين وبعض المناطق القليلة في بريطانيا. إذن لماذا تقول إنها قد اختفت؟ بناءً على سجل الحفريات. إذن لماذا لا تقول إنها ظهرت للوجود فجأة أيضًا؟ لأن هذه أيضًا حقيقة بناءً على سجل الحفريات. أنت لا تقول تلك الحقيقة لأنها لا تتناسب مع هدفك، هذا هو السبب. وأنا أتحدث هنا عن دعاة التطور. بعبارة أخرى، عندما ننظر للسجل الحفري، فمن المنطقي تمامًا أن نتحدث عن اختفائها المفاجئ لأننا نراها تختفي بالفعل في السجل الحفري. لكننا نراها تظهر فجأة أيضًا في نفس السجل.
وبغض النظر عن ماهية هذه الحفرية، فقد ظهرت كل أشكال الحياة للوجود في العصر الكمبري منذ 540 مليون سنة في نفس اللحظة. والديناصورات الأوائل أيضًا أتت كلها للحياة في نفس اللحظة منذ 290 مليون عام. وأول الثدييات أتت للعالم في نفس اللحظة منذ 160 مليون عام. فقد ظهرت كل الكائنات الحية للوجود فجأة. وقد كتب ستيفن جاي جولد من قبل في أحد كتبه عن هذا الظهور المفاجئ في الحياة. كما كتب أيضًا عن عدم تغير الكائنات الحية بأي طريقة على الإطلاق. وعند هذه النقطة اتهمه التطوري الشهير ريتشارد داوكينز بتصعيب الأمور عليهم وبإمداد ستيفن لمؤيدي نظرية الخلق المباشر بالأدلة. لكن سينتصر الحق دائمًا على الباطل. وينطبق هذا أيضًا على التطور. بالطبع هناك أشكال حياة اختفت فجأة وانقرضت. ولكن علم المتحجرات وملايين الحفريات تخبرنا بأن الكائنات الحية أتت للوجود في لحظة واحدة وذلك بمجرد أن قال الله "كن".