إن طائرات الأواكس التي تستعملها جيوش العصر الحديث صممت خصيصا لتكشف في وقت مبكر عن توقيت الهجوم و اتجاههه.
الأواكس هو منتج صرف عليه ملايين الدولارات، وعمل على تطويره مئات العلماء و المهندسين اذ يمكن لها التجسس على أنشطة العدو الذي يكون بعيدا عنها، وذلك باستعمال رادار عملاق موضوع على السطح و نظم معلوماتية معقدة.
في الطبيعة مخلوق صغير يملك طوال حياته قدرة فائقة مماثلة لتلك الموجودة عند طائرات الأواكس. على عكس الذباب، بعض الفراشات مجهزة بجهاز إنذار مبكر مثل تلك الموجودة في طائرات الأواكس. بفضل الآذان الموجودة تحت أجنحتها، هذه الفراشات يمكن أن تلتقط الموجات الصوتية المنبعثة من أعدائها (الخفافيش) على بعد مئات الأمتار. و يمكنها معرفة إحداثيات العدو و تحديد ما إذا كان الهجوم الذي يستهدفها قد بدأ أم لا.
فمن جهة طائرة الأواكس تزن 150 طن بمدى يصل إلى 40 متر و بطول 44 متر، و من جهة أخرى فراشة تزن بعض الغرامات بمدى 2.5 سنتمتر و طول 2 سنتمتر، كلاهما يملكان نفس الخصائص التكنولوجية أضف إلى ذلك، طائرة الأواكس تحتاج إلى 9.5 طن من الكيروسين للقيام بالطيران، إلا أن الفراشة يكفيها فقط بعض المليغرامات من النسغ الذي تستخرجه من النباتات حتى تقوم بالطيران، بينما الأواكس تستخدم كيلومترات من الكابلات لتشغيل رادارها و حواسيبها، يكفي فقط ليفان عصبيان قصيران لنظام الكشف الممتاز لدى الفراشة.
جهاز الإنذار المبكر الذي صنعه الإنسان بعد مئات السنين من الأبحاث العلمية المتراكمة و الذي استطاع بالكاد أن يصلح في طائرات تزن عدة أطنان، نفذ تحت أجنحة فراشة تزن بضعة غرامات في مساحة بحجم عود الثقاب.
رغم كل الفرص المستخدمة من الإنسان الذي يجد صعوبة بالغة في صنع مثل هذا النظام، الله سبحانه وتعالى خلقه بصفة متقنة في جسم فراشة صغيرة.
قال تعالى (هو الله، الخالق، البارئ، المصور له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السموات و الأرض و هو العزيز الحكيم). الآية 24 من سورة الحشر