سوف نعود في الوقت إلى 150 مليون عام مضت، ونحن ننظر الآن إلى حفرية نادرة من الشعاب المرجانية موجودة بقاع المحيط. هذه حفرية تم اكتشافها فيما يعرف الآن بدولة ألمانيا. أنا الآن أحمل جزءا متحجرا من المرجان الذي عاش منذ 150 مليون عام في الماضي. دعني أديرها قليلًا، حتى يمكن رؤية كل تفاصيلها. تتكون الشعاب المرجانية في جزء صغير جدًا من سطح المحيطات، لكن بسبب الأنشطة البيولوجية التي حدثت، فقد عاشت بجانب مجموعات حية أخرى في المحيط. تكونت التجمعات سويًا معهم. وبسبب هذه الخصائص، والطريقة التي يُلون بها المرجان قاع البحر، فهي اليوم موضوع دراسات عديدة ووثائقيات كثيرة، لأن الله خلقها بألوان براقة – ما شاء الله – وفي أشكال جذابة للغاية. الشعاب المرجانية معروفة جيدًا. لكنها ليست خاصية لكائن المرجان نفسه. تتشكل كتل صخرية بسبب تراكم المعادن على سطحه وبسبب نشاطاته البيولوجية. وبعدها تتحد مع مرجان آخر، وبما أن جميعها يمتلك نفس الخصائص، فالنتيجة تكون تجمعا مرجانيا كبيرا. ولهذا تُعرف تلك الكتل المرجانية باسم الشعاب. الحفرية، والتي تمتلك نفس الخصائص، عمرها 150 مليون عام. يمكننا مقارنتها مع المرجان الموجود هذه الأيام: سنجدها متطابقة، حتى في الطريقة التي تحمل بها المعادن وتبدو مثل الصخرة. نحن نعرف أن الأكسجين مذاب في المياه في قاع البحر ليوجد مقومات الحياة للمخلوقات الحية، ونفس الأمر ينطبق على ملايين السنين التي مضت. الحقيقة أن أشكال الحياة الموجودة الآن والتي قد وُجدت منذ ملايين السنين أيضًا توضح أن شكل الحياة لم يتغير، ولم يتطور أبدًا ولم يتحول لأي فصيلة أخرى. لم تتحول أي فصيلة أخرى لهذا المرجان، ولم يتحول ذلك المرجان – لنقل مثلًا – لقنديل البحر، لأن هذا الشكل من الحياة كان يعيش بنفس الطريقة، في نفس البيئة، من ملايين ومئات الملايين من السنين، مما يعني أنه كان لديه نفس النشاط البيولوجي مثل سلالته الموجودة اليوم. بالفعل، الأبحاث والتقارير العلمية في الوقت الحاضر توضح أنه عند زرع جين من كائن حي كان موجودا منذ 500-600 مليون عام إلى شكل حياة لازال موجودًا لليوم، فنفس البروتين يُعاد صنعه مرة أخرى. وبعبارة أخرى، وعلى المستوى الجزيئي – أنا أقول هذا من أجل الإيضاح – يمكننا أن نرى أن المصنع كما كان لم يتغير. عندما نعطيه نفس مخطط التصميم – نفس الجسم الحي بعبارة أخرى – فسوف يصنع نفس المنتج كما صنعه المصنع منذ 500 أو 600 مليون عام. لنعد لهذه الحفرية، فهي مطابقة لنظائرها التي تحيا اليوم في نفس الموطن. قد وصفت للتو دليلا آخر على خلق الله النقي.