هذه سمكة عمرها 54 مليون سنة، إنها سمكة القمر. نحن ننظر إلى حفريات سمكة القمر التي تم اكتشافها في إيطاليا، نراها كما كانت منذ 54 مليون سنة. يقوم علماء الأحياء أو الحفريات الحيوية الآن بتصنيف الأسماك بناء على هيكلها العظمي، عن طريق عدّ العظام، وكم عدد العضلات الموجودة و أين تتواجد. كمثال، تملك بعض الأسماك ما يزيد عن 40 عظمة، أغلبها في منطقة الأنف. بعبارة أخرى، الأسماك هي من أشكال الحياة ذات العظام الكثيرة، و هيكل عظامها هو ما يُعَرِّفها.
الآن لإثبات أن سمكة القمر تلك تماثل هذه الموجودة اليوم، يجب أن تتم رؤية عظامها بوضوح. يُظهِر لنا هذا شيئين. الأول، الحفريات في يدي رائعة للغاية، يمكن رؤية كل عظامها بوضوح، وسيتمكن علماء الحفريات الحيوية (البيولوجيا الأرضية) من جعلها أكثر وضوحا عن طريق صبغ العظام ببعض الأصباغ الأساسية. أولاً هذه بقايا جيدة. ثانيا، سمكة القمر الحالية تملك أكثر من مجرد بضعة عظام، إنها تملك حوالي 100 عظمة مختلفة عن بعضها البعض، إلا أنهم مماثلون لبقية الحفريات. بعبارة أخرى، رغم مرور 54 مليون سنة، إلا أننا لا نجد فروقًا في سمكة القمر. في كل الأحوال، إن تغير أي مخلوق هو نتيجة لتغير حمضه النووي. والتغير في الحمض النووي هو طفرة ناشئة عن تأثيرات مشعة أو سامة مختلفة. يظهر علم الوراثة بوضوح أنه ما من طفرات وراثية مفيدة قط. الأمراض هي مثال على طفرات تضر الكائنات الحية، مؤدية إلى اختلالها و قد تقود للموت. هذه الأمراض، وآثارها هي تحولات وطفرات. هل يمكنك رؤية أي طفرات في هذا الكائن؟ لا. هل يماثل العينة الموجودة حاليا؟ نعم. ماذا يعني هذا؟ هذا الشكل من أشكال الحياة لم يتطور البتة.