وسائل الإعلام الاجتماعية: وسيلة لوضع حد للشر
ucgen

وسائل الإعلام الاجتماعية: وسيلة لوضع حد للشر

1713

 

إن أي مشكلة في أي مكان في العالم يمكن أن تصلنا في غضون ثوان معدودة من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية القوية والفعالة، فهي تمكن المرء أن يسمع صوت احدهم، ولفت الانتباه إلى القضايا والأمور المعروفة بشأن مجموعة من القضايا، ابتداء من السياسة إلى المشاهير، و الرياضة على وسائل الإعلام الاجتماعية. عندما تستخدم وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل مناسب، تكون أداة جيدة لوضع المجتمع للعمل في الاتجاه الصحيح.

بالطبع هناك أشخاص يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية للكراهية وبث الأفكار المتطرفة ولكن هذه الشريحة معنية بالناس القادرة على إثارة الضمير وليس بالناس من أصحاب الكراهية. أنها تتعلق بالأشخاص الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية كوسيلة لإيقاظ الناس، ولكنهم يفتقرون إلى المثابرة.

أتذكر كيف جاءت وسائل الإعلام الاجتماعية على الساحة، ولا سيما بفضل ميشيل أوباما، عندما خطفت المنظمة الإرهابية بوكو حرام أكثر من 200 تلميذة في نيجيريا في أبريل 2014. وانتفض العالم كله، ناقش الساسة الموضوع وكتب المعلقون عن ذلك في أعمدتهم.؛ استخدم الناس وسائل الإعلام الاجتماعية ليلا ونهارا في محاولة لإعادة الفتيات. لقد مضت ثلاثة أشهر الآن، ولقي هروب 54 من الفتيات الصغيرات صدى قليل من التغطية. لا تزال مئات من الفتيات المتبقية في يد بوكو حرام، التي التحقت بتنظيم" الدولة الإسلامية في العراق والشام". ولكن هذه القصة فقدت شعبيتها ،ورغم ان الكثير من الأصوات ارتفعت ولكنها كانت ضعيفة. لم يتغير الكثير في نيجيريا؛ فما زال "بوكو حرام" تخطف الناس وتسفك الدماء.

تذكروا عبد القادر الملا، القيادي في الجماعة الإسلامية، الذي حكم عليه بالإعدام في بنغلاديش. وقد بدأت حملة اجتماعية واسعة من اجل التوقف عن إعدامه. تم تأجيل الحكم بسبب الحملة، ولكن عندما همدت وسائل الإعلام الاجتماعية مرة أخرى وخيم عليها الصمت، شجع ذلك المسئولين الحكوميين لتنفيذ حكم الإعدام بالرجل العجوز. لقد مر الوقت، وذهب كل إلى عمله الخاص، كما لو كان هذا النظام القذر في بنغلاديش قد وصل إلى نهايته. لا أحد يبدو مهتما في حقيقة أن 14 عضوا من المجتمع نفسه تم حكمهم بالإعدام، وقد تم نسيان الناس الفاقدة لحقها في الحياة داخل النظام المنحط، تماما مثل الآخرين.

كانت جمهورية أفريقيا الوسطى واحدة من الموضوعات الأكثر شعبية على وسائل الإعلام الاجتماعية عندما كان المسلمين يحرقوا أحياء في الشوارع؛ لا تتفاجأ لأن لا أحد يناقش هذا الموضوع الآن. على الرغم من محادثات السلام في مؤتمر القمة الأفريقية 23، تم ذبح 70 من المسلمين في بداية هذا الشهر، واجبر 14،000 شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة في أسبوع واحد. لقد أصبحت جمهورية أفريقيا الوسطى في طي النسيان على وسائل الإعلام الاجتماعية، حتى الآن الأبرياء ما زالوا يعيشون في خضم حرب أهلية مرعبة.

بدأ القتل في سوريا، حيث وصل العنف إلى أسوأ مستوياته، والآن يجري عمل إحصائية شهرية لعدد القتلى؛ وعدد قليل جدا من المجموعات تحاول الآن إيصال صوتهم للعالم و إيجاد حل للأزمة السورية. يتم نشر الأطفال الرضع التي تنتشل من تحت الأنقاض في وسائل الإعلام، وتساهم سائل الإعلام الاجتماعية في نشر إحصاءات شهرية. كم من الناس تعتقد أنهم يعلمون بان 273 برميل قنابل أطلقت على حلب وحدها منذ بداية شهر رمضان؟

وينطبق نفس الشيء على مجتمعات مثل مسلمين الروهنجيا، التي عانت من هذه المأساة لعقود. رأينا الحقيقة حول مسلمين الروهينجا في ميانمار ، والتي كانت قد أغلقت إلى حد كبير عن العالم الخارجي، عندما تم استبدال المجلس العسكري الحاكم من خلال إدارة شبه مدنية في عام 2011، وأصبح العالم مطلع على أعمال الذبح في 2012 ، وذهل من همجية الإبادة الجماعية التي تجري بحق المسلمين في ميانمار. بالتأكيد هناك أناس رائعين يحاولون زيادة الوعي حول قضية الروهينجا من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية ولكن لا يوجد جاليات كبيرة تدعم هؤلاء الناس بطريقة حازمة حتى الآن. وبالتالي فإن الوضع في المنطقة لم يتغير؛ المسلمين في الروهينجا ما زالوا بلا جنسية ، ومحرومين من حقوقهم الإنسانية و يعيشون في ظل القهر الشديد. ما زالت دول أسيا الكبرى، والمجتمع الإسلامي العالمي والقوى العظمى صامتة.

بالتأكيد هذه ليست نهاية القائمة؛ لم يتغير شيء في العراق؛ في أفريقيا، التي طالما كانت مكافحة للجوع، والإيدز، والآن تفشي الايبولا الذي لم يسبق له مثيل؛ وأيضا بلدان أخرى مثل باكستان وأفغانستان واليمن التي تواجه العديد من هجمات الطائرات بدون طيار والحرب الضروس. الشيء الوحيد الذي تغير هو محور مصالح الشعب على وسائل الإعلام الاجتماعية. إن ردة الفعل على العنف والقهر والظلم يجب ألا يقتصر على ساعات قليلة فقط أو أيام، وبخاصة عندما يكون العنف مستمر ومتفاقم.

أولئك الذين يقولون، "لا يوجد ما يمكننا فعله" هم مخطئون. ينبغي على الناس جعل صوتهم مسموعا بشأن المسائل التي لا تستطيع الدول والحكومات إيجاد حلول لها. عندما يتحالف الناس معا يكون لهم تأثير أقوى من حلف شمال الأطلسي أو الأمم المتحدة. الصمت هو داعم للشر بطريقة غير مباشرة، حتى لو لم يكن الشخص يقصد ذلك في نيته. إن صوت الأغلبية يمنع أولئك الذين يرتكبون الشر من الحفاظ على أنفسهم ويعريهم، و هو أيضا شكل من أشكال الصلاة ولكن يجب أن يكون ذلك الصوت قوي ومستمر ضد كل شكل من أشكال الشر. القضايا التي تقلقنا عندما نسمعها لأول مرة لا ينبغي لها أن تموت في داخلنا مع مرور الوقت. ومع ذلك، فإننا يمكن أن تتخذ إجراءات فعالة فقط عندما نتخلص من العقلية التي تعتبر أنهار الدماء والموت في الشرق الأوسط وأفريقيا بأنها مجرد إحصاءات، وعندما نشعر بالمسؤولية عن كل روح تزهق. يجب علينا أن نكون مصممين، مثابرين وان نصمد على هذا الموضوع. صوتنا الذي نرفعه للعالم قد يؤدي يوما ما إلى تغيير نظم العالم نحو الأفضل. دعونا لا ننسى بأن هذه هي الصلاة؛ ستحدث وتتحقق إذا أراد الله لها ذلك.

 

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo