اشتركت كثير من الشروط والظروف من أجل الإبقاء على هذا التوازن. على سبيل المثال، إذا كانت نسبة الكون قبل التوسع الذي أعقب الانفجار الكبير مختلفة بنسبة 1 في المليار (1 /1018)، لم يكن للكون أن يبدأ. وإذا توسع الكون أبطأ قليلًا من سرعته، لانهار بسبب قوة الجاذبية، وإذا توسع أسرع قليلًا، لتفتقت المادة الكونية وزالت، فإذا حدث اختلاف بنسبة 1 /1018 في سرعة الانفجار عندما وصلت السرعة إلى مستوى محدد، لدُمّر الاتزان موضع البحث، وإذا طرأت هذه الاختلافات الدقيقة، لتلاشى الكون.
لنلق نظرة حولنا، فكل شيء في حالة كمال وسكون وتوازن تام، لأن ليس هناك شيء في الكون حدث مصادفةً. وفي واقع الأمر، يعتمد كل شيء على مستوى مثالي وخال من العيوب وعلى توازنات دقيقة واستثنائية خلقها وبدأها الله تعالى، الذي يحكم كل شيء، والذي خلق إبداعًا لا يشوبه شائبة ومعجزة عن طريق انفجار وحيد، وهو الوهاب:
“الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىفِي خَلْقِ الرَّحْمِن مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)” (سورة الملك).