بقلم : هارون يحيي
تسلم الأفراد و الشعوب والحكومات بشكل بديهي ببعض الحقائق علي هذا الكون. وان من ضمن هذه المسلمات هو ان كل اشكال الأرهاب مهما كانت دوافه واهدافه وطرقه واماكنه وحتي لاعبيه ، مرفوضة ومدانة من الجميع بلا استثناء.
الا ان هناك بعض صناع السياسة حول العالم يحاولون اضفاء شرعية علي الأرهاب ويسوقون مبررات عديدة لخدمة مصالحهم واهدافهم ومخططاتهم. وان من ابرز الأمثلة الراهنة علي هذا الأتجاه هي حملة التوعية التي تهدف الي تلميع جماعة ستالينية أرهابية، وهي حركة انفصالية قضت علي اكثر من اربعين الف انسان في جنوبي تركيا خلال الاربعين سنة الماضية. وللسبب نفسه صنفت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي تلك الحركة الستالينية المعروفة ب PKK علي أنها منظمة ارهابية.
بعض الأوساط الأوروبية لا يوجد لديها اليوم اي تحفظ ازاء توفير دعم خفي ومفتوح لجماعة PKK . هناك مؤسسات اعلامية وتحديدا بريطانية ، امثال هيئة الأذاعة البريطانية بي بي سي ، صحف الغارديان، الفاينانشيال تايمز، الاندبندنت والاكونومست ، الي جانب مؤسسات فكرية اخري مثل دار كاثمان، معروف انهم جميعا يقدمون استشارات مباشرة للحكومات البريطانية ، قد جعلت من تقديم الدعم لل PKK سياسة شبه رسمية.
لقد صعدت حركة ال PKK من اعتداءتها الدموية في تركيا خلال الاشهر السبعة الماضية حيث اغتالت العديد من الجنود ورجال الشرطية وحراس القري. وكانت ال PKK قد استفادت من الدعم اللوجيستي اللذي تقدمه البلديات المحلية التي تربطها علاقة قوية بالاجنحة السياسية لل PPK نفسها وذلك بأن قام مسلحو الحركة بزرع قنابل وتفجيرها علي الطرق بين للمدن.
وقد أدت تلك الهجمات الي استشهاد وجرح والتسبب في اعاقة عشرات الجنود وضباط الشرطة . وباستخدام ال PKK للاسلحة، فانها تكون بذلك قد أعلنت ما اسمته مناطق محررة في المقاطعات الجنوبية لتركيا امثال سيلفان ، نوزايبين ، سيزر وسيلوبي. وقد خلفت تلك الهجمات الكبيرة والنوعية في الأشهر السبعة الماضية ، 269 شهيدا من الأفراد الأمنيين.
وبالرجوع الي الدعم الأجنبي الذي تتلقاه منظمة ال PKK الأرهابية، ثبت بالدليل الآن ان اعداد كبيرة من الذخيرة والعتاد العسكري والتي اشتملت حتي علي طائرات بدون طيار، والتي كانت دول كالولايات المتحدة الأمريكية والمانيا وروسيا تزودها ل PYD وهو الفرع السوري لل PKK ، تحت ذريعة محاربة تنظيم الدولة الأسلامية المعروف ب داعش، قد تم تسليمها فيما بعد الي منظمة ال PKK الارهابية نفسها. هذا وقد تم تحذير
تلك الدول الاعتبارية من تزويد تلك الأسلحة، بعد الكشف عن اصولها وارقامها التسلسلية.
علاوة علي ذلك ، هناك تناقض صارخ، فالأوساط الاورويبية والتي لها صلات قوية ب PKK وتقدم الدعم اللازم لهذه المنظمة، تتخذ موقفا مغايرا تماما عندما يصوب الأرهاب نيران اسلحته الي دول غربية. فمن الملاحظ ان اي عمل ارهابي ضد اي من تلك الدول الغربية يصبح القضية رقم واحد للعالم بأسره ، ولا تتواني الأدارات الغربية في اتخاذ اقسي واشد العقوبات وردود الافعال وحتي انتهاكات الحقوق والتي من بينها، الغاء الحريات العامة مع فرض الرقابة دون ادني تحفظ ، الاعلان عن حالة طوارئ تستمر لأشهر و شن حملات اعتقالات كبيرة. كما ويصبح وضع اناسا معينين في القائمة السوداء امرا اعتياديا..
لقد آن الأوان للعالم الغربي للتخلي عن مثل هذه الازدواجية التي وصلت الي هذا المفهوم : " ان اي اعتداءات علينا هي اعتداءات ارهابية ولكن اي اعتداءات ضدكم فهي تعتبر ممارسة ديمقراطية وقتال من اجل الحرية. فكل من تسول له نفسه الاعتداء علينا، سوف يغرق في دمائه وسينقلب السحر علي الساحر ". لابد من تغيير هذا المفهوم الان وتبني اتجاها نزيها وصادقا وانسانيا"
http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=CC370266-68F4-4596-9036-1EABFBC0CD70&d=20160225&writer=0