كما هو معروف فإن النظام الصيني الشيوعي يمارس ظلمًا عظيمًا منذ عشرات السنين ضد أتراك الأيقور المسلمين في شرق البلاد. والظلم الشديد والقمع الذي تمارسه إدارة بكين على الشعب المسلم التي أطلقت اسم "سينجان" أي (الأراضي المكتسبة) على منطقته المعروفة باسم تركستان الشرقية، هو حقيقة وثقتها أكثر من مؤسسة دولية. إن الظلم القائم في تركستان الشرقية اليوم أكثر قسوة من القمع الذي مارسته بلغاريا في عهد جيفكوف على الأقلية التركية المسلمة لديها، ويبدو بوضوح أن الصين تسعى لاستغلال حملة مكافحة الإرهاب لتحقيق مآربها.
يسعى الحزب الشيوعي الصيني، الذي يصر على الاستمرار في سياسة الظلم هذه، لاستغلال الحرب ضد الإرهاب التي بدأت بقيادة أمريكا وحلف الأطلسي بعد الهجمات الإرهابية على أمريكا في الحادي عشر من أيلول من عام 2001. لقد أصدرت الصين بيانًا بعد هجمات سبتمبر قالت فيه أنها ترغب في التعاون مع العالم الغربي ضد الإرهابيين الإسلاميين في تركستان الغربية. لا يمكن الكذب بشكل أكثر وضوحًا وتحريفًا أكثر من ذلك، لأنه لا يوجد إرهابيون مسلمون في تركستان الشرقية، بل بالعكس هناك ممارسة للقمع والعنف ولمدة طويلة ضد المسلمين المظلومين.
إن المعلقين الغربيين يؤكدون هذه الحقيقة، فبعد محاولة الدعاية الصينية هذه نشرت صحيفة الواشنطن تايمز في عددها الصادر في (14/10/2001 ) مقالة بعنوان (إحذروا من علاقات الصين مع الطالبان) للسيناتور الأمريكي السابق جيسي هيلمز الذي عمل سيناتورًا عن شمال كارولاينا لسنوات طويلة من الحزب الجمهوري، وكان عضوًا في لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ، وقد شرح هيلمز مدى مخادعة الصين في مبادرتها لكسب أمريكا والغرب إلى جانبها، وأن الصين لها علاقات وطيدة جدًا مع إدارة الطالبان في أفغانستان، ويوضح أيضًا أن الصين عدوة للإسلام ولأمريكا حيث يقول:
ثمة فرضية تقول أن الصين وأمريكا لهما مصلحة مشتركة في محاربة الإرهاب، يا لها من نزوة ساذجة وخطرة … في الحقيقة أن الحكومة الصينية الشيوعية لها علاقات وثيقة مع كل الإرهابيين والبلدان الداعمة للإرهاب في الشرق الأوسط …
إن الذين يفكرون في وجود مصالح مشتركة بين الصين وأمريكا في مكافحة الإرهاب، يسندون فرضيتهم هذه إلى مكافحة الصين للإرهاب الخيالي للأيقور في تركستان الشرقية على الأرجح. إن التفكير بهذا الشكل سيكون كارثة أخلاقية، لأن مساواة الأيقور بالمتطرفين الضارين الذين يعادوننا ليست عادلة أبدًا، فالأيقور يخوضون كفاحًا عادلاً ضد إدارة بكين الظالمة ويخوضون هذا الكفاح بوسائل سلمية على الأكثر، ولهذا السبب يتعرضون لضغوط شديدة، والحكومة الصينية تعتقل الناس وتعذبهم لأسباب سياسية، وتهدم المساجد وتطلق النار على المتظاهرين بشكل سلمي0 يجب على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تقبل الصين كجزء من الحل الذي سيطور ضد الإرهاب لا استراتيجيًا ولا أخلاقيًا فحقيقة الأمر أن الصين الشيوعية بذاتها هي جزء كبير من هذه المشكلة.
كما يلاحظ أن الأمريكيين أيضًا يدركون الحقائق القائمة في الأراضي الصينية وأن الصين تمارس ظلمًا عظيمًا على أتراك الايقور المسلمين في تركستان الشرقية ولهذا السبب يرون أنها لا يمكن أن تكون شريكة في حل مسألة الإرهاب.
وبناء على ذلك من الضروري إبراز هذه الحقيقة التي ظهرت أمام الرأي العام العالمي من أجل دعم أبناء جلدتنا وإخواننا في الدين في تركستان الشرقية .