يحتوي جسم كل فرد منا ما متوسطه 100 تريليون خلية حية، وكل خلية تحتوي على جزيء من الحمض النووي. وكل جزيء من تلك الجزيئات، يحوي معلومات 3 ملايين شيء مختلف، وهو حجم من المعلومات يكفي لملء 1000 مجلد من الكتب، كل واحد من تلك المجلدات يحتوي على مليون صفحة.
وإذا ما وضعنا تلك الصفحات جنبًا إلى جنب، فسوف تمتد من القطب الشمالي إلى خط الاستواء.
ولو عكفنا على قراءة هذه الصفحات على مدار 24 ساعة في اليوم، فسوف نستغرق 100 عام حتى ننتهي من قراءتها. كل هذه المعلومات الهائلة، هي معلومات جزيء واحد فقط من جزيئات الحمض النووي، والتي تتواجد في شتى أنحاء أجسامنا، سواء تواجد ذلك الجزيء في ظفر أو شعرة.
كيف يمكن أن تنزوي مكتبة بهذا الحجم الذي لا يُصدق في شعيرة متناهية الصغر لا تكاد تُرى بالعين المجردة؟ كيف يمكن أن تُحتوى مثل هذه المكتبة في كل خلية من الخلايا التي تُكون هذه الشعرة، وكل خلية من الخلايا التي تُكون أجسادنا؟
كيف يمكن لهذا الحجم الهائل من المعلومات، والذي لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نستوعبه بملء إرادتنا، أن ينشط في أجسادنا 100 تريليون مرة؟ هل يستطيع الإنسان أن يفعل ذلك بنفسه؟ هل تستطيع أي تكنولوجيا عرفها الإنسان أن تُحقق مثل هذا الإنجاز الفذ؟ هل يمكن أن تتواجد كل هذه المعلومات الهائلة في تلك الخلايا بالصدفة؟
من الواضح أن أيًا من الأحداث العشوائية، أو البشر، أو التكنولوجيا غير قادرة على صنع ذلك العمل المذهل، تلك حقيقة ثبتت صحتها علميًا، فهذا العمل المدهش داخل أجسامنا من صنع الله، الذي أخضع كل شيء لإرادته:
“إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا” (سورة الإنسان 2-3)