اننا في اخر الزمان. يرينا الله التاريخ كما يقدره لنا. بعض الناس يعتقدون ان الإطاحة بمرسي جاء صدفة. لكن الحقيقة ان مرسي قدر له ان يصبح رئيسا ويطاح به منذ ولادته. يقولون ان القائد العام السيسي" تولى السلطة"، ولكن الحقيقة هي انه أيضا قدر له ان يتولى السلطة منذ ولادته. ويقولون أيضا،" ان البرادعي قد حرم من منصب رئيس الوزراء"، لكن الحقيقة أيضا انه قدر له ان يحرم من هذا المنصب منذ ولادته. اقدار الناس لا تتغير ابدا.
على سبيل المثال يوجد في مصر تلك العصابات التي تطلق على نفسها "الاكس من"، أيضا هؤلاء قدر لهم ان يكونوا بلطجية منذ ولادتهم، والا لما استطاع شخص إيجاد القوة للذهاب وتقطيع الناس اربا بالفؤوس، لم يكن ليفعلها حتى وان كان راغب بفعلها. ارادته وحكمته كانتا لتمنعاه. لما تجرأ أحد ضميره حي ليفعلها. لقد خلقوا خصيصا ليفعلو ذلك. ان حجم الحشود التي تجمعت، والهتافات التي سيطلقونها، ومن سيتحدث وجميع الاحداث التي يمكن يواجهها الشخص كانت مقدرة وصولا الى ادق التفاصيل الخاصة بها.
على سبيل المثال يظهر التصوير الجوي حشود من الناس. ان هذه الساحات قدر الله لها مسبقا ان تبنى. لماذا قسمها الله الى قسمين؟ لتقديمهم للمحاكمة، والا لمنح الله روح الاخوان لكل مصر، وكانت كل مصر هي اخوان. كان ليكون هناك مثلا 30 مليون من الاخوان وكان لهم 30 مليون من التابعين، وكانت المسألة قد حلت بهذه الطريقة. لكن الله لم يقدرها بهذه الطريقة. جعل الناس يفكرون خلاف ذلك: أصبحوا معارضين. أحيانا يجعلهم يحبون بعضهم البعض، وأحيانا يجعلهم أعداء. يقول الله سبحانه وتعالى في احدى آياته: " وكنتم أعداء فألف بين قلوبكم" فهم لا يمكن ان يتفقوا عندما يكونوا أعداء. ويقول الله للرسول عليه الصلاة والسلام: " لو انفقت ما في الأرض جميعا لما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم" مهما انفقنا من الأموال والثروات لا نستطيع توحيد قلوبهم، ولكن الله هو من يجمع قلوب الناس جميعا. ولله القوة جميعا.
يجب التعامل مع هذه الحوادث بالأيمان، وليس من خلال النظرة السياسية، يجب على العلماء تقييم الاحداث من ناحية ايمانية عميقة.
وخلاف ذلك، فهذا ما سيحصل، إذا قيموا الاحداث من خلال نظرة سياسية بحته، فسوف يحرقوا، لان النظرة من خلال المنظور السياسي البحت، يمنعهم من النظر الى الأمور من ناحية ايمانية. وهذا سيغضب الله، يجب ان التصرف بالطريقة التي ترضي الله، لأنه هو من يجعل من بعد كل عسر يسرا.
يجب على المسؤولين الا يبثوا الكراهية في خطابهم، وان تستند نظرتهم على الحب.
ينبغي على المسؤولين وعلماء الدين (في مصر) البقاء دائما على اتصال مع الله. يجب عليهم الانخراط في أكثر الأفعال عقلانية وهو الحب. وخصوصا في نهاية الزمان، أعظم سلام هو الحب. يجب علينا ان نصر على الحب وعدم السماح لبث الكراهية في خطاباتنا