العقلية الداروينية و مساعيها لنسب الإرهاب للإسلام  الداروينية هي المصدر الحقيقي للإرهاب
ucgen

العقلية الداروينية و مساعيها لنسب الإرهاب للإسلام الداروينية هي المصدر الحقيقي للإرهاب

2256

إن جميع الأنشطة الإرهابية عبر العالم تحاول الخلط بين مساعيها والإسلام ، بما في ذلك المجزرة التي ارتكبت مؤخرا في قاعدة عسكرية بالولايات المتحدة ،كل هذه الأعمال ليست إلا نتاجا للفكر الدارويني و اللينيني و الستاليني والماركسي.إذ لا يمت مرتكبو عمليات القتل تلك بأية صلة للإسلام. فهم أناس تلقوا  تعليما داروينيا وماركسيا في أوروبا والولايات المتحدة ليتشبعوا باللينينية والستالينية فيما بعد. وحيث  نجد الصراع هو المحور الأساسي الذي تنبني عليه فلسفة تلك العقول المتشبعة بالماركسية واللينينية والداروينية، فلن يكون من المستغرب البتة من مثل هؤلاء، أفرادا كانوا أو جماعات، ارتكاب تلك المجازر الشنعاء. فهم يرون أن الأشخاص الدين أبيدوا ليسوا إلا دواب و إبادتهم  ضرورة  محتمة وفقا للانتقاء الطبيعي.

 

و هنا نذكر شرذمة الزنادقة الماسونيين الذين يحاولون جاهدين نسب عمليات القتل تلك إلى الإسلام حتى تشتعل نار الفتن و الضغائن بين المسلمين والمسيحيين على وجه الخصوص، هدفهم من هذا كله إضعاف المؤمنين الصادقين وتشجيع القهر و الصراعات والحروب في مختلف أنحاء العالم. يسعى هؤلاء الماسونيون- و هم الممثلون الحقيقيون لنظام الدجال (المسيح الدجال)- بكل الطرق و الوسائل لتشويه الإسلام - دين السلام والمحبة – بغية المساس و التنكيل به و خلق التحيز ضده . في حين أن الإسلام يحرم القتل ظلما و يعتبره خطيئة. وهذا ما يوضحه تعالى فيكتابه المبين:

 {مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ َفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالّبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}(سورة المائدة آية 32).

 

{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}(سورة الفرقان آية 68)

 

 يبين الله تعالى في الآية الكريمة حرمة قتل النفس الواحدة سفاحا ويساويها في الإثم بقتل البشرية جمعاء. إذن، يستحيل على شخص يعرف حدود الله تمام المعرفة أن يلحق الضرر بشخص واحد، فما بالك بمجزرة ضد آلاف الأبرياء.

وعلاوة على ذلك، فانه وفقا لما أخبرتنا به تعاليم شريعتنا السمحاء، فانه لا يمكن لمخلوق بمنظوره السطحي للأمور أن يميز بين المحسنين صنعا و المسيئين، وهذا ما تم تمييزه بوضوح في القرآن. فنجد أنه قد تم التأكيد في مواضع من الذكر الحكيم، أن لا مكان للعدوان في الإسلام، إلا في حالة الدفاع عن النفس. فالمسلم إذن لا يمنح حق التصدي و الرد على العدوان إلا في حالة الدفاع عن النفس أو الدفاع عن المحيطين به.

 

و وفقا لتعاليم الإسلام، فانه من غير المسموح الهجوم على الطرف الآخر إلا في مثل هذه الظروف، ولا لسبب غير الدفاع عن النفس.أما في حال ما أوقف الطرف الآخر المعتدي عدوانه، فعلى المسلم أيضا وقف إجراءه الدفاعي ذاك، ووقف الحرب.إذ  يقول الله تعالى  في كتابه آمرا:

 {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين. فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }(سورة البقرة آية 190-192)


فأولئك الذين يحسبون أنه باستطاعتهم الإفلات من العقوبة و الفرار من العدالة في الأرض لن يستطيعوا أبدا الفرار من لقاء الله و من حسابه عندما يموتون. لهذا السبب، فالمسلمون المخلصون لدينهم يعلمون يقينا أنه لا مفر لهم بعد الممات من السؤال و الحساب عن أعمالهم في هذه الدنيا، لذلك فهم حريصين جدا عندما يتعلق الأمر بتطبيق   الحدود التي شرعها  الله. مما يدفعنا للتأكيد على أنه من  المستحيل أن يقوم مسلم حقيقي متفاني ومخلص في إيمانه بإيذاء الناس أو ارتكاب أعمال القتل الجماعي والأفعال التي نهى  الله عن إتيانها أو إيذاء الناس بأي حال من الأحوال - و هذا بغض النظر عن القيم السامية  كالحب والحنان والتسامح ،التي تمثل جوهر الإسلام و أساسه. 

  • هذا التوجه الفكري الذي يعمل على نسب الهجمات الإرهابية للإسلام هو ليس إلا نتاج الفكر الدارويني و الماركسي والمادي المحض الذي يسعى إلى جر العالم نحو الإلحاد. فالماسونية هو نظام الدجال الذي  تولى هو نفسه  الدفاع  عنه و ترسيخه. و بإذن الله ، تعرضت هذه الخطة الخبيثة والمكيافيلية لفترة طويلة من الزمن  للمعارضة و الرفض  على عكس أيامنا الحالية التي نراها  تحصد  فيها نجاحا مما ينبأ بأن  ظهور النبي عيسى (ع) والإمام المهدي (عليه السلام) بات وشيكا. لا يمكن للماسونية ،أو لنظام الدجال ذاك أن يخدع الناس كما فعل من قبل ، فدسائس و مؤامرات هذا الفكر المنحرف الذي يضمر العداء للإسلام و للمؤمنين الصادقين ستؤول للفشل إن عاجلا أو آجلا. 


    معاينة للقاء صحفي مع السيد عدنان أوكطار بتاريخ 6  نوفمبر 2009: 

    عدنان أوكطار : لا وجود للإرهاب في الإسلام ، هناك فقط أناس من أصل مسلم تمت تربيتهم وتلقينهم أسس الفكر المادي والدارويني والإرهابي. وعلى سبيل المثال، قد يكون شخص ما من أصل تركي و بطاقة هويته تصفه بأنه تركي، لكنه في الوقت ذاته قد يكون عدو للأتراك.مثل المنظمة الإرهابية المزعومة و التي تطلق على نفسها اسم ايرجينيكون.هذه الأخيرة تحمل بطاقة تعريفية تفيد أنها تركية.  بإمكانها القول أنها مسلمة على الرغم من حقيقة أنها ليست كذلك.ليكون الفرد مسلما ، يجب عليه أن يكون محبا عطوفا متسامحا غفورا إنسانيا..
  •  التسامح لا يعني تجاهل الجرائم التي ارتكبت من قبل الآخرين، ولكن التسامح أن يغفر مثل هذه الجرائم. لذلك ، وإذا نظرتم إلى كل المسؤولين عن ما يسمى "بالإرهاب الإسلامي" ، ستجد أن مرتكبي تلك الهجمات الإرهابية في كل أنحاء العالم ، تلقوا جميعهم تعليما داروينيا. كلهم اختاروا المسار الدارويني والمادي والماركسي. إنهم في المجمل كبار محبي الشيشيمين أو الهوشيمين . وبعبارة أخرى ، هم كل الذين نشأوا في تكوين إرهابي. و لذلك لم تحرر فلسطين وسوريا الفكر الشيوعي إلا مؤخرا.والعراق كذلك،وقد دعمت هذه البلدان في السابق جميع تلك الأفكار الستالينية  والإرهابية ، ولهذا السبب ، فإن هؤلاء الماديين القدامى ما يزالون يستخدمون إلى اليوم. والإرهابيون هم المنشقون عن هؤلاء الماديين القدامى.

    عدنان أوكطار : انظروا ، لمتزعمي هذه التيارات تجدهم قد تتلمذوا بأوروبا أو الولايات المتحدة. و هم جميعا تلقوا تعليما داروينيا مكثفا.و أخذوا فكرة عن الماركسية و اللينينية والستالينية ، ثم عملوا جاهدين على نسب هذه الإيديولوجيات للإسلام. وقد سمي نفس هؤلاء في السابق بالشيوعيين الخضر. بمعنى المسلمين المؤيدين للشيوعية،  ولكن الإسلام دين نقي، دين خالص،  ولاشيء يمكنه أن يدنسه. الاسلا م سيظل على نفس هيئته الأولى التي أنزل بها، و لا يمكن أن يضاف إليه شيء أو يحرف عن أصله.

عدنان أوكطار : إن غرض الماركسيين من الإرهاب هو التفريق بين المسلمين والمسيحيين ، وخلق الفتن و النزاعات بينهما ، وإقامة نظام ماسوني ماركسي يعوض  نقصهم، لأن منهج الطرح و الافتراض ،فالمناقضة  ثم التوليف هي من الأفكار التي يدافع عنها ماركس وكذا داروين. دافع داروين عن الجدلية في الكائنات الحية.و دافعت مجموعة أخرى عن جدلية التاريخ ، فيما ذهب البعض الآخر للدفاع عن جدلية الطبيعة. وبتجميع أركان هذا الثالوث الجدلي فإننا نحصل على الجدلية الماركسية. فكرة الصراع متأصلة في الفكر الماركسي، فهم يدعون أنه لا يمكن للبشرية بلوغ الكمال إلا من خلال الصراع. فالصراع إذن، هو السمة الأساسية للماركسية. يقولون أن الماركسية نفسها، لو جيء بطرح مضاد لها فلسوف تنمو و تتطور أكثر من ذي قبل، لأنهم سيتوصلون بالضرورة لصياغة نتيجة أفضل. ويقولون أن الصراع هو سمة دائمة من سمات العالم، و أن الإرهاب أمر أساسي من أجل أن يخلق صراع. انه المخطط الأكثر شيطانية. مخطط ماركسي ماسوني، لو كان قد وضع قيد التنفيذ لكانوا قد حققوا نجاحا. لكني تصديت لكل هذه المخططات.والآن، ماذا هم فاعلون في النظرية الداروينية ، و المطالب الماركسية. مع هدم الداروينية و معرفة الناس أن هذه ليست إلا دسيسة  ومؤامرة مكيافيلية ، فأنا بهذا أحبطت خطتهم للتفريق بين المسلمين والمسيحيين. 

عدنان أوكطار : إذا أرادوا حقن العقول بالفكر الماركسي و قالوا "اذهب واقتل الناس" فلن يصبح أحد ماركسيا.و حتما، أن مظهرا إنسانيا لسوف يمنحهم  مبرر أفضل لما سيقدمون عليه من فعل تدميري. إذ  ينبغي أن يعكس قناعهم -أمام الناس- نظرة إيجابية للغاية عن روحهم  و شخصيتهم، وفي هذه الحالة ،ستكون نظرة المجتمع إليهم ايجابية. لكن هناك أيضا نظرية الصراع في الماركسية ذاتها، إذن، ما المقصود من  نظرية الصراع؟ و ما الغرض من هذا الجدل الدائم بين الأطروحة و الأطروحة المضادة ؟ هذا يعني و بالضرورة، أنه سيكون هناك إراقة للدماء على الدوام. يتحدثون عن ديكتاتورية البروليتاريا ، وتعني الدم والدموع والمعاناة ، لكنهم يقولون انه بالتأكيد سوف توجد أطروحة مضادة تفند كل ما قيل، و نقيض أطروحتهم هي الفاشية. يتحدثون عن الفاشية التي ستكون معارضة للشيوعية وعن فكر جديدة سوف يظهر، وعن نقيض أطروحتهم، التي سوف يعاد تشكيلها من جديد. وبتعبير آخر، هم يتحدثون عن الفوضى والاضطراب الدائم ، ويقولون أنه قانون شامل وعلى أساس نظرية التطور الداروينية. جدلية الطبيعة و جدلية الكائنات الحية و جدلية التاريخ .كل من كان مؤمنا ،فليس لديه خيار آخر عدى أن يكون ماركسيا، كانوا في غاية الدهاء ،حتى في أخطائهم. من كان داروينيا فلا خيار له إلا أن يصبح ماركسيا.  ومن كان يعتقد بصحة جدلية الكائنات الحية، فجدليتا التاريخ و الطبيعة هما أيضا صحيحتان بالنسبة إليه، وهناك أيضا ما يصطلح عليه بالفلسفة الجدلية. فمن كانوا مؤمنين بهذه الفلسفة الجدلية يكون لزاما عليهم القبول بفكر الصراع أيضا. وبعبارة أخرى، يجب أن يقبلوا الأطروحة ونقيضها، وبالتالي يجب أن يقبلوا الترهيب والفوضى، ولهذا السبب نجد لينين قد أمر الناس : "بمهاجمة البنوك و قتل رجال الشرطة و العسكر ثم سرقة البنوك. "هذا هو السبب الذي دفعه لسرقة تلك البنوك وقال أن الناس يجب أن ينخرطوا في هذا النضال من أجل الوصول إلى إرساء نظرية الطرح والافتراض ،فالمناقضة  ثم التوليف.

عدنان أوكطار : إنه خداع شيطاني.لا يمكن أن يوجد إرهاب باسم الإسلام، لأن القتل محرم في الإسلام. ولا إكراه في الدين، بل انه محرم أيضا. الإكراه في الدين محرم أيضا. أنا مجاهد، و أقوم بالجهاد. كلمة الجهاد مشتقة من كلمة جهد، و التي تعني العمل و التفاني. ما يفعلونه هو التقتيل. و القرآن لا يتكلم بتاتا عن القتل عدوانا. بل يشير القرآن الكريم إلى الجهد، و الجهاد، بمعنى نشر الدين و التعريف به. فنبينا صلى الله عليه و سلم قام بنشر الدين عبر ترسيخ مبادئ الحب والمودة والرحمة. أصبح الدين الآن متاحا للجميع و للناس مطلق الاختيار في تقبله أو رفضه. إذا أنت فرضته على الناس تكون النتيجة هي النفاق. هل تعرفون ما تعنيه كلمة النفاق؟ إنكم بذلك توجدون أقبح بشر على وجه الأرض. النفاق هو أسوأ من التشكيك بأضعاف مضاعفة. 

المحاور: هل من المشروع القتل باسم الدين؟ 

عدنان أوكطار :أنتم، يمكنكم الدفاع عن أنفسكم لنصرة الدين. إذا اعتدوا عليكم في بيتكم و حاولوا قتلكم أنتم و أبناءكم، هذا سيكون دفاع عن النفس. بالطبع ستدافعون عن أنفسكم في هذه الحالة. وطبعا أنتم لم تقولوا لهم: "تعالوا واقتلوني". إن الله يأمرنا بالرد على من اعتدوا علينا بمثل ما اعتدوا به مع عدم التمادي، ويطلب منا أن نستجيب و نرد، فيكون الرد على حسب الوضع ومن ثم علينا أن نعرف متى نتوقف. فيأمرنا أن نكف حالما كفوا. انه يقول لنا أن نتوقف إذا هم أوقفوا عدوانهم. ويأمرنا بأن لا نذهب أبعد من ذلك.


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo