الصالح والطالح: في أي جانب أنت؟
ucgen

الصالح والطالح: في أي جانب أنت؟

1015

بوجهٍ عامٍ، يرغب البشر في الحياة بسلام ووئام في مجتمعاتهم، لكن واقع هذا العصر يبدو كما لو كان على العكس من هذا، ويبدو كما لو كانت رغبة القتل قد نمت لدى الناس. لماذا يسعى الناس لسفك الدماء بينما من الأسهل في النهاية حل المشاكل عن طريق عقد مناقشات حولها؟

يتكون العالم من نوعين من الناس: الصالح والطالح، ولا يوجد وسط كما يدعي الكثيرون. هناك أيضًا صراع بين الخير والشر، سعى فيه الخير دائمًا نحو حياة أفضل له وللآخرين من حوله. لم يكونوا أبدًا أنانيين، وفكروا دومًا في سعادة الآخرين وحريتهم قبل أنفسهم.

الشر في سعيٍ دائمٍ خلف مصالحه، على سبيل المثال، يستخدم الأشرار كل الوسائل لبلوغ غاياتهم بدون التفكير في أنهم سيؤذون الآخرين، بل إنَّ الاعتراف أيضًا بأنَّ بعض هؤلاء الناس يستمتعون حتى بقتل أو اغتيال الآخرين يُعدُّ أمرًا مثيرًا للهلع.

من المؤسف أنَّ منطقة الشرق الأوسط - منطقة تتكون في الغالب من دول إسلامية - مكانٌ تقع فيه معظم المذابح. فمثلًا، حلب، المدينة التي كانت يومًا جميلة، هي اليوم أطلال بسبب الحرب الأهلية، تُقصف أماكن عامة عديدة مثل المساجد والمستشفيات والأسواق بشكل يومي.

يبدو واضحًا أنَّ هجمات كتلك لا يوجد خلفها أي هدف عسكري، إنَّها بالكامل نتيجة لأفعال الأشرار، وهذا عطش للدماء لا يُمكن إشباعه، إنَّهم يستمرون في القيام بتلك الهجمات لأنَّه داخل عقولهم المريضة لا يترددون في قتل الأبرياء في سبيل تحقيق أهدافهم، لا يُمكن تفسير الأمر بأي شكلٍ آخر.

من المزعج أن نرى أناسًا يبتهجون فعلًا لمشهد اللاجئين اليائسين، وهم يغرقون في البحر في جماعات أثناء هروبهم من وطنهم، للنجاة بحياتهم. يشرعون في رحلة، آملين في تحقيق حياة أفضل، ولكن ينتهي بهم الحال غارقين بدلًا من ذلك.

كانت رؤية بعض الرسومات الكرتونية القبيحة، في منشورات وسائل إعلام غربية عديدة، لطفلٍ جميلٍ يُدعى إيلان، مرتديًا سروالًا قصيرًا وسترة حمراء والذي عُثر على جثمانه على شاطئ البحر، أمرًا صادمًا. في الوقت الذي تأثّر فيه الأخيار تأثرًا عميقًا بهذا المشهد، وجد الأشرار طريقة لتسلية أنفسهم مُستخدمين هذه المأساة، بسبب عقولهم الشريرة.

مثال على هذا من الإعلام الغربي، المجلة الفرنسية تشارلي إيبدو التي صنعت غلافًا بعنوان "الدليل على مسيحية أوروبا"، مصحوبًا برسم لمسيحي ملتح يسير على ماء البحر، وطفل صغير يظهر غارقًا، ورأسه مغمور في الماء. وكان شرح الصورة: "يسير المسيحيون على الماء، ويغرق المسلمون هكذا" .

من يرسمون مثل تلك الصور الكرتونية ليسوا مغرمين بالكائنات البشرية مسلمين كانوا أو مسيحيين، إنَّهم يكرهون الجميع بخلاف أنفسهم. هناك لعبة تُلعب هنا، وهؤلاء المتآمرون مُجرّدون من الحب والرحمة والتعاطف. لو تَأتَّى لشخص أنْ يكون عديم الرحمة إلى هذا الحد، وأن يرسم مثل هذه الصورة الكرتونية لجثة طفل بريء ميت، فإنَّ المرء يتوقع أيّ نوعٍ من الغلِّ من إنسانٍ كهذا.

يقوم مُعظم هؤلاء الأشخاص أصحاب العقول الشريرة بقتل المؤمنين المسلمين لإشباع رغباتهم الأرضية فقط. فمثلًا، يعيش المدنيون السوريون داخل مناطق حرب في ظروف صعبة للغاية، ويجدون صعوبة في معرفة كيفية النجاة والهروب. يُقصفون عندما يمكثون في بيوتهم، ويُقصفون عندما يخرجون للشوارع، أو المستشفيات، أو المساجد. وعندما يرغبون في ترك وطنهم، يرفض الآخرون استقبالهم، ومن المرجح أنَّهم يُقتلون في طريقهم على أي حال. يبدو الأمر كما لو كان نهاية مسدودة، وهم يحاولون باستماتة الوصول إلى طريق للخروج.

لا يبدو الأفراد المنحازون للجانب الطالح مهتمين بعدد الناس الذين فقدوا حياتهم في الصراعات التي أشعلوها عن عمد، بالإضافة إلى ذلك، لا يبدو تحديد عدد الناس الذين قتلوا في مناطق الحرب أو الذين قتلوا في طريقهم للهروب من الصراع ممكنًا. في الواقع، لا تهم الأرقام بأي حال لأن حياةً بشريةً واحدةً تساوي كل شيء، لأن هذه الحياة تحتوي على روح. يجب على الأخيار تقديم أفضل ما لديهم لإنقاذ حتى مجرد روحٍ واحدة لأنَّ إنقاذ روحٍ يعادل إنقاذ البشرية كلها، بينما يسعى الأشرار بقوة لتحقيق أهدافهم بارتكاب أفعال شريرة ضد الناس.

هذا هو الوقت المناسب للصالحين للنهوض وتوحيد القوى ضد الطالحين. يجب على قادة الدول المحورية تنظيم اجتماعات مهمة لتحديد الطرق المتعلقة بكيفية كشف هذه الأفعال الشريرة، ونتائجها، عبر اللقاءات الصحفية، وعروض التلفزيون، وتقارير الأخبار. يجب أيضًا على قادة العالم الإسلامي أن يُصدروا إعلانًا موحدًا بالاتحاد من أجل حماية أرواح المسلمين.

من الواضح أن السبب الرئيسي الذي يبدو بسببه المسلمون ضعفاء، وتحت الهجوم، هو أنَّهم منقسمون. ستعمل الوحدة القوية في المنطقة كقوة ردع ضد هؤلاء الذين يُحاولون إيذاء المسلمين أو أي أشخاص أبرياء آخرين. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد على المستوى الشعبي تنظيم مظاهرات قانونية لإدانة مثل هذه الأفعال الشريرة، وتعزيز السلام، والأمن، والحرية في العالم بأسره. ولا يجب أن يكون هناك شكٌ في أن الخير ينتصر دائمًا في النهاية.

http://www.raya.com/news/pages/e1c1f232-4b7e-49bf-aa70-9c078d3388f4

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo