منهج الشذوذ الجنسي
ucgen

منهج الشذوذ الجنسي

2027

هارون يحيى

كُلف مؤخرًا رجل يُعلن شذوذه قائدًا في الجيش الأمريكي للمرة الأولى، إذ أصبح "إريك فانينغ" ثاني أعلى رتبة في سلسلة القيادة للجيش بعد سكرتير الدفاع. مُنح الجنود في هذا العصر الجديد إذنًا بالإعلان بحُريّة عن شذوذهم الجنسي، ويُقدر وجود حوالي 65000 جندي شاذ في الجيش الأمريكي.

لا تُرى رياح التغيير في الولايات المتحدة بخصوص الشذوذ الجنسي في الجيش فقط، ففي عام 2015 عُيّن دبلوماسيون يعلنون شذوذهم الجنسي في ستة مناصب في سفارات مختلفة.

يحدث تطور مماثل في أوروبا أيضًا؛ ففي المملكة المتحدة، أصبحت تيريزا ماي التي تؤيد الشذوذ الجنسي رئيسة للوزراء، وفي إسكتلندا عديد من الوزراء إما شواذ جنسيًا، أو يُعلنون دعمهم لهم. وتُحْكَم كل من بلجيكا ولوكسمبورج وأيسلندا، برؤساء وزراء شواذ جنسيًا. هناك مدراء شواذ جنسيًا في كل مستوى حكومي في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا.

اعترف مئات الوزراء الحكوميين، ورجال الكونجرس، والدبلوماسيون في البرلمان الأوروبي علنًا بشذوذهم الجنسي. أعلنت وزيرة التعليم والثقافة والعلوم الهولندية بوسميكر دعمها لشبكة اللوطي المسلم الأوروبية، أعلنت الحكومة الهولندية أنها ستمول المشروع لعامين.

هذا التغير الأخير وضع الدول الإسلامية على الجبهة هي الأخرى، في المرحلة الأولى، فُرض دعم الشذوذ الجنسي على العالم الإسلامي كشرط للحداثة، رغم أن تعاليم القرآن تجعل الشذوذ الجنسي مُحرَّم: "وَلُوطًا إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)"،  (القرآن سورة الأعراف 80-82)، "أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) قالُوا أَجِئْتَنا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (70) قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (71) فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَما كانُوا مُؤْمِنِينَ (72) وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75)" (القرآن سورة الأعراف 68-75)، هؤلاء الناس بهويتهم "المسلمة" لا زالوا يروجون لها، وهؤلاء الذين يقفون ضدها يوصمون بالمتعصبين، أو الرجعيين.

تزعم كيانات إعلامية غربية بعينها أنَّ الشذوذ الجنسي مقبول من الدولة الإسلامية في التاريخ، يتذرع هؤلاء الأفراد بأمثلة من أعمال حفنة من الكتاب والشعراء المنحرفين. لكن، كان المصدر الأساسي للإسلام دائمًا بالنسبة للمسلمين هو القرآن الكريم، نتعلم ديننا من آياته.

أصبح انتشار الشذوذ الجنسي على نحو واسع بين الناس نذيرًا لمشاكل اجتماعية. أفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض ومقاومتها أنَّه في الـ 61% من حالات الإيدز الجديدة التي وقعت عام 2009، كان المرضى شواذ جنسيًا. مرة أخرى، يُمثل الشواذ جنسيًا في الولايات المتحدة حوالي 50% من حالات الانتحار السنوية.

تدفع منظمة تدافع عن حقوق الشواذ جنسيًا تدعى NAMBLA نحو إنهاء تجريم الاعتداء الجنسي ضد الأطفال، هذا أمر مرعب، لأنَّه طبقًا لدراسة على حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال أُجريت بواسطة إدارة شرطة لوس أنجليس، عانى 30000 طفل من اعتداء جنسي بواسطة شواذ جنسيًا، واليوم هناك 90000 طفل يتبناهم ما يُطلق عليه الأزواج الشواذ جنسيًا، وتمتلئ الجرائد بقصص عن الاعتداء الجنسي الذي تعرض له هؤلاء الأطفال.

الأمريكي من أصول أفغانية الذي نفذ مذبحة في أورلاندو في شهر يونيو، اتضح أنَّه شاذ جنسيًا، وأنَّه نفذ إطلاق النار من أجل الانتقام. ستة من أعتى القاتلين المتسلسلين في أمريكا هم - أو كانوا - شواذ جنسيًا. هذه الأرقام هي قمة الجبل الجليدي فقط، إذ تبقى كثير من الجرائم مجهولة أو دون حل.

وبينما تنتشر مسألة الشذوذ الجنسي أكثر وأكثر، ويزداد قبولها على نطاق واسع، سيسقط العالم في انحلال أكثر ترويعًا، وسيواجه الأطفال الذين تربوا بواسطة شواذ جنسيًا مشاكل نفسية - وربما جسدية - لا يمكن تفاديها، ونتيجة لذلك، سينشأ جيل مضطرب بشدة. الأفلام، والكتب، والمقالات التي تُنشر لهذا الغرض من أجل إضفاء الشرعية على الشذوذ الجنسي، تهدف إلى إخفاء هذه الحقيقة الفظيعة، المتأصلة.

جاءت الأعلام الملونة لإخفاء الواقع المظلم خلف هذا العالم المثير. بالطبع، نحن لا نتغاضى بأي شكل عن الأذى الذي سيُصيب الأفراد بسبب شذوذهم الجنسي، لكننا ملتزمون كمسلمين بالوقوف والتحذير ضد هذا السلوك المنحرف.

اليوم، مع هذه البروباجندا المنتشرة عبر التلفزيون، والأفلام، والإنترنت، يطرق الشذوذ الجنسي على أبواب المسلمين. وأصبح الإسلاموفوبيا أداة للابتزاز، وفرض الشذوذ الجنسي على المسلمين. والهدف من هذه الخطة القذرة هو تخريب، وإضعاف، وفي النهاية القضاء على المجتمع المسلم من خلال وسائل الانحراف الجنسي. لكن، بهذه الكلمات، "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ" (الشذوذ الجنسي)، يُحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من سلوك المسلمين لهذا الطريق.

هذا التحالف القذر الذي يُحاول إضفاء الشرعية على الشذوذ الجنسي، يُحاول خلق شباب مسلم، مغرور، وشاذ جنسيًا، وفوضوي، وأجوف، ولا يعتز بحمل القيم الأخلاقية، ويتناقض ويخجل من الإسلام. إنَّهم يسعون بجدٍ من أجل جعل عالم الإسلام ضعيفًا، وغير قادر على المقاومة، يجري مواجهة المسلمين بمنهج منظم جيدًا، وممول جيدًا، ولا يستسلم.

 

يعقد هذا المنهج العزم على كسر مقاومة العالم الإسلامي، مثلما نجحوا في كسر مقاومة العالم اليهودي - المسيحي. لهذا، من الأهمية بمكان للمسلمين أن يُدركوا هذا الخطر، وألّا يُقدموا أية تنازلات تتعلق بالقيم الإسلامية. البقاء مُخلصين لقيم القرآن الكريم هو السبيل الوحيد الذي سيقود المسلمين إلى مستقبلهم المشرق.

http://makkahnewspaper.com/article/483367/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B0%D9%88%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A

http://www.harunyahya.com/en/Articles/228415

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo