الإرهاب لا دين له
ucgen

الإرهاب لا دين له

848

نحن في وقت أصبح القبح والعنف والكراهية فيه شيئا عاديا. في كل ركن من العالم تقريباً، هناك أنباء عن المزيد من إراقة الدماء، والعنف يستهدف الأبرياء في الغالب.
الهجمات الإرهابية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في كينيا وباكستان وضعت الإسلام وموضوع العنف على جدول أعمال العالم مرة أخرى، على الرغم من أن الإسلام هو دين الحب والسلام ، لماذا هناك الكثير من الألم والعنف في العالم الإسلامي؟
من البديهي انه ليس هناك دين يأمر بالعنف، وليس هناك دين يشجع على القسوة والذبح. العنف والظروف التي من شأنها أن تمهد الطريق للعنف تتطور عندما تحل الأيديولوجيات التي تعزز الصراع محل القيم الأخلاقية للدين، الذي يرى الناس متساويين ويقوم على التواضع، الصبر والرحمة والحب بلا مقابل.
الإرهابيون الذين يسمون أنفسهم مسلمين، والذين يعدمون الناس بإطلاق النار عليهم عندما لا يحصلون على إجابة بعد أن يسألوهم عن ‘أركان الإيمان’، والذين يلجأون إلى بنادقهم عندما يسمعون الإجابة بـ’نعمب عند السؤال ‘هل أنت مسيحي؟ب والذين يقتلون الأبرياء بلا رحمة، ينفون باعمالهم هذه صفة المسلم عنهم.
الهجوم الانتحاري على الكنيسة في باكستان لا علاقة له بالإسلام كذلك، فالله تعالى يذكر الكنائس في القرآن الكريم بصفتها دور عبادة ويقول جل وعلا: ‘ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراب وهكذا، فان الكنائس ضمن دور العبادة الاخرى في حماية الله، وأي شخص يحاول الاضرار بالكنائس يناقض أمر الله.
دعونا نلقي نظرة على العالم الإسلامي اليوم، فبعض المسلمين الشيعة لا يقبلون بالسنة مسلمين حقيقيين، وهناك سنيون لا يعتبرون الشيعة مسلمين. ومع ذلك، بغض النظر عن خلافاتهم، الشيعة والسنة مسلمون يؤمنون بنفس الله ونفس الأنبياء، يتوجهون إلى نفس القبلة ويقرأون القرآن الكريم نفسه. لا يوجد فرق في القرآن بين السنة والشيعة. ما السبب في وجود العداوة بدلاً من البحث عن القاسم المشترك؟ لماذا إراقة الدماء والكراهية؟ الجواب بسيط: انعدام الحب، المشكلة ليست الطائفية.. الطائفية مجرد اسم آخر لتشريع الكراهية والعنف.
إن جوهر الإسلام هو الحب، الرحمة والصداقة. المسلمون ملزمون بالدفاع وحماية حرية الفكر والإيمان، كما أمر القرآن الكريم، ‘لكم دينكم ولي دينب و’لا إكراه في الدينب. هذا النهج هو أفضل وصف للديمقراطية ويضمن الحماية لكل الأديان.
التشجيع على العنف جهل وقسوة. على كل مسلم ان يلتزم العمل بالاية امَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا…ب بغض النظر عن الجنس او الدين او المعتقد.
احد من الأسباب التي تؤدي ببعض المسلمين الى تبني الإرهاب والعنف على أنه االمسار الصحيحب – على الرغم من هذه الأوامر الصريحة في القرآن الكريم – هو أنهم ينجرفون بعيداً عن جوهر الإسلام. عندما يتم الجمع بين العقلية المتعصبة التي تحتضن الأحاديث الكاذبة التي تتعارض مع القرآن الكريم والجهل، تبرز بنية من الكراهية والغضب.
السبيل الوحيد لتجنب هذا، نشر روح الاسلام الحقيقية وأخلاقه المستمدة من كتاب الله، الذي هو الحب والسلام. هناك العديد من الدروس التي يحتاج العالم الإسلامي الالتزام بها من النبي محمد (ص). الذي سمح للمسيحيين بأداء صلاتهم في المسجد النبوي (المسجد النبوي في المدينة المنورة)، مد عباءته ليجلس عليها ضيوفه اليهود والمسيحيون، ووقف احتراماً عند مرور موكب جنازة يهودية. لنتعلم من هذه الدروس، العالم الإسلامي يجب أن يعرف القرآن ونبينا أكثر. انهم بحاجة إلى اكتشاف جمال الإسلام بعقلانية وواقعية، من وجهة نظر نقية من الخرافات. هذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال التعليم.
لدى الغرب أيضاً بعض المسؤوليات لوضع حد للعنف، يمكن أن يكونوا صادقين، ويتخذوا الخطوة الأولى بالاعتراف بالآلام الناجمة عن السياسات التي اتبعت منذ بداية القرن العشرين، على الغرب تغيير أسلوبه غير العقلاني في محاولة تشكيل العالم الإسلامي وفقاً لمصالحه الخاصة. بدون شك، كل دولة تفكر أولاً برفاه مواطنيها وبلدها، لكن، يجب أن يعرفوا أنه عندما يفعلون ذلك بطريقة تتجاهل حقوق الآخرين وتعاملهم بقسوة، سوف تتولد ردة فعل عنيفة بالتأكيد.
السبيل الوحيد لحل هذه المشاكل الناجمة عن أخطاء القرن الماضي يتمثل ببناء حضارة جديدة. تهريب الأسلحة، دعم الأنظمة الديكتاتورية، الضغط العلني والسري والقمع لا يمكن أن يبني الحضارات. هذا يمكن أن يتحقق فقط عن طريق تغيير عقول الناس. لهذا، نحن بحاجة إلى بدء حملة ثقافية جديدة في الغرب والشرق على حد سواء. دعونا نعلم المحبة.. السلام، التسامح، الاعتدال، الرأفة، التفاهم… دعونا نكون مدرسين للحب.
إذا تحالف الحكماء، المعتدلون، من شعوب الغرب والعالم الإسلامي، يمكننا أن نقوم بتغييرات كبيرة في فترة قصيرة من الوقت. دعونا لا ننسى أن الاتحاد قوة.

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات