قام البعض بطرح ''نظرية المصادفات'' التي تبحث في وجود الحياة على الأرض في سبيل نكران الوجود الإلهي· هذه النظرية المستحيلة، والتي تتناقض مع الحقيقة العلمية، تقول: إنَّ كل الكائنات الحية قد ظهرت إلى الوجود عن طريق المصادفات العشوائية· ولكن إذا دققنا النظر بهذه الادعاءات التي لا تقوم على أي أساس، سنجد أنها لم تقدم أي دليل عقلاني يبرهن عن ''الكيفية التي ظهرت بها الحياة على الأرض ''· تخبرنا النظرة المتأملة في الأنظمة الحيوية التي تحملها الأحياء في أعضائها بوضوح أن هذه الأحياء قد خُلقت خلقاً، وتنسف كل المزاعم التطورية التي تتحدث عن أصل الحياة من أساسها· لم تحدث عملية اسمها التطور على سطح الأرض، والخالق هو الذي خلق الكون بهذا النظام الفريد، والتطور أكذوبة لا يمكن برهنتها· هذه هي الحقيقة ·
على الرغم من كل الحقائق العلمية والعقلية التي تدل على أن أشكال الحياة على وجه الأرض برمتها ودون أي استثناء قد خلقت خلقاً، إلا أنه لا زال هناك البعض ممن يصرون على تبني نظرية التطور، وفي هذا الكتاب نتعرض لإصرار البعض ممن يدعون العلم على هذه الادعاءات التي لا تمت إلى العقلانية بصلة· كذلك سنلاحظ كيف انهارت هذه النظرية، التي انقاد إليها الناس بعمىً مطلق، على ضوء النظريات العلمية التي أتى بها القرن العشرون · لا تقع في الخطأ الذي وقع فيه أولئك الذين يعملون جاهدين لإنكار وجود الله· لا تتجاهل أن كل ما في هذا الكون هو من خلق الله وأن ما يسمىبالتطور لم تعرفه الحياة على الأرض في يوم من الأيام ·
يدعي التطوريون أن الكائنات الحية قد تطورت من خلال آليتين وهما: ''الطفرة''، و''الانتخاب الطبيعي ''·
وحسب أقوال التطوريين، فإن التغير التطوري حدث بسبب الطفرات التي طرأت على البنية الجينية للكائنات الحية· هم يدعون أن تتالي طفرات صغيرة يخلق أنواعاً جديدة· إلا أن الطفرة ليست إلا ضرر يصيب جزيء DNA وهو البنية التي توجد فيها كل المعلومات التي تتعلق بالخلية مشفّرة· تكون آثار الطفرات دائماً ضارة ومن المستحيل أن تؤدي الطفرة إلى تشكيل أنواعٍ جديدة· كلنا يعرف أن الطفرات التي تطرأ على الجسم البشري، تؤدي إلى تشوهات جسدية مثل المنغولية، القِزم، البهاق أو السرطان· من الأمثلة على الطفرات العصرية، تلك التي ظهرت على شعبي ناغازاكي وهيروشيما، اللذين تعرضا إلى إشعاعات القنبلة النووية في الماضي القريب ·
من جهة أخرى تفيد نظرية الانتخاب الطبيعي، أن الأحياء الذين يُظهرون تلاؤماً مع الظروف الطبيعية التي يعيشون فيها سيسودون ويتكاثرون، بينما سينقرض أولئك الذين لا يمكنهم التلاؤم مع تلك الظروف· إلا أن هذا الادعاء لا يمت إلى نظرية التطور بصلة· الانتخاب الطبيعي: يعني التخلص من الأفراد الضعفاء فقط، وبالتالي ينتج عن ذلك مجتمع من الأفراد الأقوياء· بمعنى آخر: لا يمكن أن ينتج عن الانتخاب الطبيعي أنواعٌ جديدة · يعرف التطوريون هذه الحقيقة· يصرعالم المتحجرات كولين باترسون من متحف التاريخ الوطني في إنكلترا على أن الاصطفاء الطبيعي لا يمتلك القدرة على تطوير أي شيء فيقول :
''لم يقم أحد بإنتاج أي نوع من الأنواع عن طريق الانتخاب الطبيعي، ولم يقترب أحد من هذا، حتى أن أكثر النقاشات الدائرة بين الداروينيين الحديثين هي حول هذا السؤال ·'' لذا نقول لك: أياك أن تتجاهل أن أياً من الأساليب التي يختبئ وراءها الداروينيون ليس ضرباً من السحر الذي يحول الكائنات الحية إلى أشكال أكثر تطوراً ·
حسب نظرية التطور، فقد تطور كل نوع من الأنواع الحية عن أجداده· إذا كان هذا الافتراض صحيحاً، فيجب أن توجد عدد كبير جداً من الأنواع الانتقالية أو الحلقات الوسطى التي يفترض أنها عاشت فترة طويلة وهي بطور التحول· بتعبير آخر يفترض وجود مخلوقات نصفها أسماك ونصفها زواحف عاشت في الأزمان الغابرة، وتحمل بعض صفات الزواحف إلى جانب صفات الأسماك التي تحملها أصلاً· يشير التطوريون إلى هذه المخلوقات الخيالية التي يعتقدون أنها عاشت في الماضي على أنها ''الأشكال الانتقالية ''· إذا كان هذا النوع من الحيوانات موجوداً فعلاً ، فيجب أن يكون التاريخ قد شهد الملايين، بل البلايين منها، والأهم من ذلك أن توجد ،على الأقل، بقايا من هذه المخلوقات العجيبة في سجلات المتحجرات· إلا أنه ولدهشة الجميع، لم ينتج عن الأبحاث المكثفة في علم المتحجرات أي متحجرةمن أي نوع تشير إلى ''الأشكال الانتقالية'' التي تحدثوا عنها! فبينما يزخر سجل المتحجرات بأنواع المخلوقات المختلفة، إلا أنه لم يتم العثور على أي متحجرة من ذلك النوع تحديداً ·
فلا تتجاهل إذن أن غياب الشكل الانتقالي يبطل المزاعم التطورية ·
حسب السيناريو الخيالي للتطوريين، فإن بعض الأسماك شعرت بضرورة انتقالها من البحر إلى البر لأسباب مختلفة· وحسب هذه الحاجة (!)، طرأت بعض التغيرات على السمكة، لتنتقل إلى نوعٍ من البرمائيات مع مرور الوقت· هذا ملخص عن السيناريو التطوري الذي يناقش الانتقال من الماء إلى البر· لنأخذ بضع دقائق في تأمل ذلك· ماذا يحدث لو قررت السمكة أن تخرج إلى البر؟ هل يمكن أن تبقى السمكة التي تقترب إلى الشاطئ تدريجياً ثم تصل لتستقر على الرمال من البقاء على قيد الحياة؟ الجواب واضح: ما إن تخرج السمكة إلى الشاطئ حتى تموت· ينطبق هذا على ملايين الأسماك التي قد تسلك نفس السلوك عبر ملايين السنين، سوف تموت حالما تصل إلى الشاطئ قبل أن تقوم بأي تصرف من أي نوع· هذه حقيقة واضحة ·
في الرسم أعلاه يظهر ما يطلق عليه تحول نجمة البحر إلى سمكة وهو تلفيق محض. هناك العديد من مستحاثات نجم البحر والأسماك بأشكالها التي تظهر في المخطط أعلاه، في حين أن الشكل الذي يُظهر المخلوق الخيالي، نصف سمكة ونصف نجمة بحر، هو رسم فحسب. هذه الرسومات التي تظهر الأشكال الانتقالية الملفقة، لم يظهر عليها أي دليل في السجلات الإحاثية. |
إضافة إلى ذلك، أصبح من الواضح في يومنا هذا أن هذه الأحياء تختلف عن بعضها كثيراً من الناحية التشريحية والفيزيولوجية، أي أنها لا يمكن أن تكون قد تطورت عن بعضها· هناك العديد من الحقائق الجلية التي تجعل هذا الانتقال أمراً مستحيلاً : الوزن: تستهلك الأحياء البرية 40% من طاقتها في حمل أجسامها أثناء التنقل· إلا أن الأحياء
البحرية ليست لديها مشكلة في حمل أوزانها، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الهيكل العظمي والجهاز العضلي للأحياء البرية يختلف تماماً عن ذلك الذي تختص به الأحياء البحرية، وذلك حسب البيئة التي يعيش فيها كل منها · حفظ الحرارة: تتمتع الأحياء البرية بتركيب جسماني يتحمل تقلبات الحرارة الكبيرة التي تحدث على الأرض، في حين يحدث التغير في درجات الحرارة في الماء ببطء ولا يكون التباين الحراري كبيراً· لهذا السبب يختلف نظام الاستقلاب بين الأحياء البرية والبحرية بدرجة كبيرة· إن فرصة حدوث تحول كهذا غير وارد على الإطلاق ·
استخدام الماء: من أساسيات الاستقلاب (الايض أو الميتوبوليزما)عند الأحياء البرية الاقتصاد في استخدام الماء والرطوبة لندرة مصادره على وجه الأرض· على سبيل المثال صمم الجلد ليسمح بخروج الفائض من الماء بمعدل محدد، في حين أنه يمنع التبخر الزائد· تشعر الأحياء البرية بالعطش، بينما لا تشعر الأحياء البحرية بذلك، علاوة على أن جلودها غير مصممة لتتحمل العيش في المناطق غير المائية · الكلى: تتمكن الأحياء المائية من التخلص من فضلاتها بسهولة عن طريق جلودها مستفيدة من البيئة المائية التي تعيش فيها· إلا أن الوضع على اليابسة مختلف تماماً، فالماء يستخدم بشكل اقتصادي، لذلك تختص الأحياء البرية بالجهاز الكلوي· من المستحيل أن تكون الكلى، ذلك النظام المعقد، قد جاءت إلى الوجود عن طريق المصادفة ·
ماذا يحدث للسمكة إذا خرجت إلى الأرض ذات يوم؟ بالتأكيد هذا قول ناتج عن نظرة خيالية تخيلها أناس لم يفكروا مجرد تفكير بموضوعيتها. فالقول: إن السمكة عاشت على الأرض عدة عقود من الزمن، ثم قررت بعد ذلك أن تعيش كزواحف، قول لا يمت للعقل ولا للعلم بصلة، إذا لم نقل: إنه مثارٌ للضحك. |
الجهاز التنفسي: تتنفس الأسماك بامتصاص الأوكسجين الذي ينحل بالماء ويمر عبر غلاصمها، بينما تختص الأحياء البرية بجهاز تنفسي كامل · ونخلص الى نتيجة واضحة وهي:كانت الأسماك دائماً أسماكاً، والزواحف خلقت زواحف أو الى سحليات ·
أذن فلا تتجاهل حقيقة أن الأسماك لا يمكن أن تتطور إلى ثعابين وتماسيح، وأن رواية كهذه يمكن أن توجد في القصص الخيالية فقط ·
عندما عجز التطوريون عن شرح كيفية حدوث البنية المتقنة لأجنحة الطيور، زعموا أنها تطورت عن الزواحف· بديهي أن هذه المزاعم لا تستند إلى أي أساس· كشفت سجلات المتحجرات أن الطيور كانت دائماً طيوراً والزواحف لم تخلق إلا زواحف ·
وحسب الاختلافات الفيزيولوجية والتشريحية بين الطيور والزواحف (مثلما هي موجودة بين الأسماك والزواحف)، يكون هذا الانتقال أمراً مستحيلاً· لنتناول بعض النقاط : تختلف الرئتان عند الطيور تماماً عن تلك التي تختص بها الزواحف ·
تختلف البنية العظمية(أي الهيكل العظمي) عند الطيور تماماً عنها في الزواحف، فالعظام عندها أخف بكثير مما هي عليه عند الزواحف · للطيور أجنحة بينما تغطي الحراشف(التي تختلف عن الريشين كثيراً) جسم الزواحف ·
رسم خيالي: ديناصور قرر أن يطير فجأة محاولاً التقاط ذبابة. باختصار: إن الزعم الذي يقول: إن الساقين الأماميتين للديناصور قد تحولتا إلى جناحين، ثم بدأ الديناصور يطير، لا يقوم على أي أساس علمي. لا تتجاهل أن الزواحف لا يمكن أن تتحول إلى طيور. |
هناك حقيقة أخرى تبطل نظرية التطور من أساسها ، وهي أن التطوريين فشلوا في تفسير نشوء الحياة على سطح الأرض · الخلية: هي اللبنة الأساسية التي تتكون منها أجسام الكائنات الحية، فجسم الانسان يحتوي على 100 تريليون خلية، والبروتين بدوره هو حجر الأساس في هذه الخلايا، إلا أن الحقيقة التي برهنها العلم وأتت على ادعاءات التطور من أساسها، هي أنه من غير الممكن تشكيل جزيئة بروتين واحدة من بين آلاف الجزيئات البروتينية المعقدة التي تشكل الخلية تحت ظروف طبيعية ·
البروتينات: هي جزيئات عملاقة تتكون من ''أحماض أمينية'' أصغر حجماً و يتكون أبسطها من 50 حمضاً أمينياً ، ولكن يوجد أيضاً بروتينات تتكون من آلاف الاحماض الأمينية· النقطة الحرجة هنا هي أن غياب أو إضافة أو استبدال حمض أميني واحد في بنية البروتين يحوله إلى كتلة جزيئية عديمة الفائدة·· يجب أن يكون كل حمض أميني في المكان المناسب وبالترتيب المناسب · يمكن للإنسان العادي أن يفهم من خلال بعض الحسابات البسيطة، أن البنية البروتينية لا يمكن أن تأتي عن طريق المصادفة ·
ويبلغ عدد الاحتمالات الترتيب في جزئية بروتين يتألف من 12 حامضا أمينيا مختلفا ويضم 288 حامضاً أمينياً في تركيبه ····عدد الاحتمالات هو 10300 احتمالا مختلف·وهذا رقم هائل ويساوي الرقم الواحد وأمامه ثلاثمائة صفر·ولكن احتمالا واحداً من جميع هذه الاحتمالات الهائلة هو احتمال الذي يشكل جزئية البروتين المطلوب والمفيد· أي أن نسبة الاحتمال هي الرقم واحد مقسوماً على ،10300 أي أن حدوث هذه المرة الواحدة غير ممكن عملياً ·
عليك إذن ألا تتجاهل حقيقة استحالة وجود البروتينات، لبنات بناء الخلية، عن طريق المصادفة وبالتالي أشكال الحياة على سطح الأرض كما يزعم التطوريون ·
إذا كانت إمكانية تشكل بروتين واحد من هذه البروتينات معدومة، فمن الأجدر أن يستحيل تجمع مليون من هذه البروتينات عن طريق المصادفة في تشكيل للخلية البشرية ·
قام البروفسور روبرت شابيرو Robert Shapiro ، العالم الكيميائي وخبير DNA في جامعة نيويورك، بحساب احتمالات التشكل التصادفي لـ 2000 نوعٍ من البروتين الموجود في البكتريا (يحتوي جسم الإنسان على 200000 نوعٍ مختلفٍ من البروتينات في الخلية البشرية)، فتوصل الى أن هذا الاحتمال يساوي الرقم واحد مقسوماً على رقم هائل هو 1040000 وهذا الرقم يساوي الرقم واحد وأمامه أربعون ألف صفر 1
·وقد تُعلِّق شاندرا فيركراماسينغه Chandra Wickramasinghe ، البروفيسور في الرياضيات التطبيقية وعلم الفلك من جامعة كارديف، ويلز، على هذه الاستحالة بقوله :
هل يمكن أن تكون كمية المعلومات الموجودة في آلاف الكتب داخل مكتبة قد كتبت عن طريق المصادفة؟ الجواب: "لا". من البديهي إذاً عدم إمكانية تواجد جزيء DNA ،الذي يحمل كل المعلومات المشفرة التي تتعلق بالكائن الحي، عن طريق المصادفة. |
إن احتمال التشكل المتزامن للحياة من مادة جامدة هو احتمالا واحد من احتمالات يبلغ عددها الرقم واحد وأمامه أربعون ألف صفر· إنه رقم كبير بما يكفي لدفن داروين ونظرية التطور· لم يوجدحساء بدائي(يمكن أن تتولد منه الحياة) لا على هذا الكوكب ولا على غيره من الكواكب· وإذا لم تكن بداية الحياة عن طريق المصادفة، فلا بد إذاً أن تكون خلقاً من قبل أرادة واعية وعقل مدبر· 2 أياك أن تتجاهل أذن أن البكتريا الصغيرة لا يمكن أن تظهر للوجود عن طريق المصادفة أو عشوائياً· هذا يعني انهيار أساس نظرية التطور ·
يحتوي جزيء DNA الموجود في نواة كل خلية من الخلايا البالغة 100 ترليون خلية التي تتكون منها أجسامنا على مخطط بنيةالجسم البشري· توجد المعلومات المتعلقة بالخصائص الفردية والمظهر الفيزيائي وبنية الأعضاء الداخلية مشفرة في جزيء DNA من خلال نظام خاص · لو أردنا أن نكتب المعلومات المشفرة في جزيء DNA فسنحتاجإلى مكتبة عملاقة تتألف من 900 مجلد وكل مجلد يتألف من 500 صفحة ·
هذه المعلومات الضخمة المشفرة في جزيئات DNA تدعى ''الجينات'' أو ''الصبغيات''، وهنا تواجهنا نقطة تستحق الاهتمام· إن أي خطأ مهما كان صغيراً في سلسلة النويات التي تشكل الصبغي أو ''الجين'' يجعل الصبغي مركباً لا معنى له· وعندما نتفكر في الصبغيات الموجودة في جسم الإنسان والتي تبلغ 200 ألف صبغي، نتبين تماماً استحالة ترتيب ملايين النويات التي تشكل الصبغي بالتسلسل الصحيح عن طريق المصادفة ·
إذاً لا تتجاهل أن هذه البنية المعقدة لجزيء DNA هي تصميم خاص· إنه لدليل ملموس على أن هذا الجزيء من صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعاً ·
يزعم التطوريون أن كل الكائنات الحية قد تطورت من أشكال بدائية إلى أشكال متطورة· وحسب هذا الزعم المبني على فراغ، يجب أن يكون الإنسان أيضاً قد تطور من نصف إنسان يدعى ''الإنسان البدائي''· إلا أنه لا يوجد اليوم مفهوم يطلق عليه ''الإنسان البدائي''· لقد وجد الإنسان إنساناً والقرد قرداً· هذه حقيقة قد تمت برهنتها· إن المتحجرات التي تتخذ كبرهان على أجداد الإنسان، تعود في الحقيقة إلى سلالات بشرية عاشت على كوكب الأرض حتى عهد قريب - ليس أبعد من 10000 سنة- ثم اختفت، إضافة إلى وجود بعض المجتمعات البشرية في يومنا هذا تحمل نفس المظهر الخارجي والخصائص التي كانت تتمتع بها تلك السلالات البائدة، والتي يدعي التطوريون أنهم جدود الإنسان البدائيين ·
ماذا يحدث لسيارة تركت في الصحراء عقداً من الزمن؟ينص القانون الثاني للديناميكية الحرارية، الذي يعتبر أحد القوانين الأساسية في الفيزياء، على أن كل نظام يترك ليقود نفسه بنفسه تحت ظروف طبيعية سيصير إلى حالة من الاضطراب، يتبعثر، ويفسد ويتحلل وفق الفترة الزمنية التي قد تمر عليه. في حياتنا اليومية نرى الأشياء المتحركة والثابتة من عطب وتبعثر وفساد تلاشٍ. فلو تركنا على سبيل المثال، سيارة في الصحراء وعدنا لنتفقدها بعد شهر، فمن المستحيل أن نجدها قد أصبحت أحسن حالاً مما كانت عليه. على العكس من ذلك تماماً، سنجد أن العجلات قد تفسخت والزجاج قد تكسر، والهيكل قد تآكل من الصدأ، ومحركها توقف عن العمل. |
هناك اختلافات تشريحية كبيرة بين القرود والبشر ولا يمكن لأي منها أن يأتي إلى الوجود عن طريق العملية التطورية· هذه حقيقة واضحة · هناك بعضاً من الأمثلة التي تشير إلى ذلك :
اكتشفت متحجرة لوجه إنسان في عام ،1995 تعود إلى 800 ألف سنة في إسبانيا · تكمن أهمية هذه المتحجرة في أنها لا تختلف عن الإنسان الحديث، وهذا يكشف عن حقيقة ثابتة وهي أن الإنسان القديم الذي عاش قبل 800 ألف سنة هو نفسه الإنسان الحديث · تخبرنا إحدى الموضوعات التي نشرت في مجلة ''العلوم الجديدة'' في الرابع عشر من آذار 1998: أن الإنسان الذي يطلق عليه التطوريون ''هومو إريكتوس '' Homo Erectus كان يزاول مهنة الملاحة منذ 700 ألف سنة· ومن الصعب أن نطلق على ذلك الرجل، الذي كان يتمتع بعلوم وتقنيات كافية لبناء السفن واستغلال البحر كوسيلة للنقل، لفظة بدائي ·
عثر بالقرب من بحيرة توركانا في كينيا، على متحجرة لهيكل عظمي ببنية مستقيمة لطفل لا تختلف عن تلك التي يتميز بها الإنسان الحديث· وفيما يختص بمتحجرة هومو إيريكتوس، يشترك الباحثون في الإنسان القديم بوجهة نظر واحدة· يقول الباحث الأمريكي في الإنسان القديم ألان ووكر Alan Walker : ''إنه يشك بمقدرة الباحث العادي على التفريق بين متحجرة الهيكل العظمي هذه وبين الهيكل العظمي للإنسان·'' 3
كان النياندرتاليون سلالة بشرية، ومع ذلك صورهم التطوريون على أنهم ''أنواع بدائية''· إلا أن كافة المكتشفات الأثرية، بما فيها المتحجرة التي تتضمن إبرة خياطة، تعود إلى 26 ألف سنة والتي تخص هذه السلالة قد كشفت أن النياندرتالييين الذين عاشوا منذ عشرة آلاف سنة كانوا على معرفة بفن الخياطة ·
هناك موضوع تم نشره في مجلة "العلوم الحديثة" في الرابع عشر من آذار 1998 يخبرنا أن الأنواع التي يطلق عليها التطوريون "هومو إريكتوس" Homo Erectus كانت تزاول مهنة الملاحة منذ 700 ألف سنة. |
لا تتجاهل أن هذه الشعوب التي عاشت منذ مئات آلاف السنين، والتي مارست الملاحة وعرفت الخياطة، والتي كانت هياكلها العظمية تشبه هيكل الإنسان الحديث، قد صورت على أنها ''الإنسان البدائي'' وأن هذه المحاولات ماهي إلا كلام لا أساس له من الصحة ·
قام التطوريون بترتيب ''شكل انتقالي'' خيالي حول أصل الإنسان يشبه القرد، وأطلقوا على السلالة الناتجة: ''شجرة عائلة الإنسان التخيلية''· وحسب مزاعم التطوريين، فإن أصل الإنسان قرد اتخذ فيما بعد صفات الإنسان · إن شجرة الإنسان هذه خيالية بحتة· ومن أجل فهم أعمق للطبيعة التخيلية لهذا الترتيب، يكفي التأمل في الاسس التي أعتمد عليها التطوريون في هذا الصدد ·
مستحاثة "غلام توركانا"، التي تعود إلى سلالة هومو إيريكتوس، تكاد لا تختلف عن الإنسان الحديث. |
عند ترتيب شجرة النسب هذه كثيراً ما أعتمد التطوريين على عظمة واحدة من جمجمة أو من عظمة فك واحدة أو سن واحدة فقط هذه ''النماذج الانتقالية''·وبالاعتماد على عظمة واحدة لا يمكن بأي حال من الأحوال رسم صورة شكلية لأي مخلوق على وجه الأرض، وهذا ما تجرأ عليه التطوريون وقالوا به؛ فباعتمادهم على عظم وحيد، قاموا بوضع سيناريو مفصل عن مجموعة من الأحياء، ومنها أنتجوا أشجار العائلة · وبعيداً عن أشجار العائلة هذه، طور التطوريون قصصاً من عظم وحيد، مثل الصور التي انتشرت منذ عدة عقود في العديد من منشوراتهم والتي تصور رجالاً على شكل قرود مع زوجاتهم وأطفالهم الشبيهين بالقرود أيضاً، يجلسون جميعاً حول النار·قام التطوريون بإعداد هذه المنشورات بناء على التفسير الوهمي الذي تخيلوه لأصل الإنسان· وبترويجها عملوا على توجيه الشعوب وجهة خاطئة للاعتقاد بوجود كائن تاريخي نصفه قرد ونصفه إنسان· هذه الصور المفصلة للكائنات الخيالية وهي تخرج مع عائلاتها للصيد، أو تمارس نوعاً آخر من النشاطات اليومية، هي لا شك محض خيال وخداع ولا يوجد مقابل لها في السجل الإحاثِّي ·
حتى الآن، لا يوجد أي أساس علمي تستند إليه نظرية التطور، وعلى الرغم من ذلك، لا زال هناك ما هو أوضح من كل ما قلناه· هذه الحقيقة الواضحة هي كالتالي : إن الكائن الحي الذي ندعوه ''الإنسان'': هو مجموعة من ذرات الفوسفات، والمغنزيوم، والكربون والكالسيوم وأنواع أخرى· هذه الذرات ليست لها إرادة أو وعي مستقل، ومع ذلك، ولدهشتنا، تجمعت هذه الذرات الجامدة لتشكل جأنسان قرر أن يكون أستاذا في الجامعة ''بروفيسوراً· هذا البروفسور المصنوع من عدد من الذرات، قرر أن يكون خبيراً في الأحياء الدقيقة، وأن يفحص خلاياه تحت مجهر إلكتروني· ربما قرر أن يكون مختصاً في الطب وأن يعالج الأمراض التي تسببها الفيروسات التي تتكون بدورها من ذرات ·
هذا ما يزعمه التطوريون، إنهم يعرفون تماماً أن الذرة لا تتمتع بالوعي والإدراك، ومع ذلك يصرون على أنها ان تجمعت معاً بعدد كبير من تلقاء نفسها تحولت الى أناس مدركين لهم أحاسيس وعواطف وعقول ووعيالإنسان له إرادة وإدراك، فهو يتخذ القرارات ويتوصل إلى نتائج· كل هذه الخصائص والأعمال التي ترتبط ''بالروح'' تجعل من الإنسان كائناً مختلفاً يملك ارادة ووعياً وعقلاً ويتخذ قرارات ·
لا تتجاهل أنه حتى لو تجمعت كل الأجزاء التي تشكل جسم الإنسان عن طريق المصادفة، فإن هذه الكومة من الذرات سوف لن تشكل ''روحاً ''·
تبين لنا من خلال ما تناولناه في الفصول السابقة أنه من المستحيل أن تتشكل خلية واحدة من خلايا الكائن الحي عن طريق المصادفة· لنتأمل التالي: بما أنه من غير الممكن تشكل خلية واحدة على سطح الأرض عن طريق المصادفة، فهل من الممكن أن تكون هذه الأنواع الكثيرة من الكائنات الحية قد وجدت هكذا من تلقاء نفسها وبطريق المصادفة؟ الجواب بالتأكيد: ''لا'' أذن فاياك ان تتجاهل هذه الحقيقة ·
1. روبيرت شابيرو، الأنواع دليل الأنواع على خلق الحياة على الأرض: كتب القمة، 1086، ص 127
2. فريد هويل، شاندرا فيكراما سينغه، التطور من الفضاء، نيويورك، سيمون وشوستر 1984، ص 1485.
3. بويس رينبرغر، الواشنطن بوست، 19 كانون أول 1984.