تمر تركيا بأيام صعبة منذ سقوط الطائرة الروسية على الحدود السورية، على خلفية تلك الأحداث المعقدة و غير المرغوب فيها، حدث شيء أسعد القيادة التركية والشعب التركي، كان ذلك الحدث هو زيارة الرئيس أردوغان إلى قطر عقب حضوره لقمة باريس.
تردد الزيارات من قطر و تركيا
من الجدير بالملاحظة أن قطر هي أكثر دولة زارتها القيادات التركية. على سبيل المثال، كانت زيارة السيد أردوغان الأخيرة هي التاسعة، بينما ذهب رئيس الوزراء داوود أغلو في زيارات رسمية أكثر من خمس عشرة مرة. تعد قطر أيضًا الدولة العربية الأولى التي زارها أردوغان بعد شغله المنصب الرئاسي. كانت هناك ستون زيارة رسمية على المستوى الرئاسي ورئاسة الوزراء والوزارات أثناء فترة حزب العدالة والتنمية. لم تكن تلك الزيارات من طرف واحد، حيث زار أمير قطر ووزراؤه تركيا خمسين مرة، تُثبت تلك الزيارات المتبادلة الرغبة في تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المناحي.
يوقع الرئيس أردوغان اتفاقات كبرى مع سمو الشيخ تميم من قطر
صدق الرئيس أردوغان، أثناء زيارته الأخيرة لقطر، وأمير قطر سمو الشيخ تميم الثاني على ستة عشر اتفاقًا مهمًا بين البلدين من مجال الطاقة إلى التعليم، ومن العلوم إلى البيئة، ومن الاقتصاد إلى التكنولوجيا، ومن المواصلات إلى حمل الفيزا.
تُعتبر كل تلك الأشياء تطورات مهمة جدًا لصالح البلدين، إلا أنه من ضمن تلك الاتفاقات يوجد اتفاق مهم ومصيري لصالح تركيا بالأخذ في الاعتبار لما حدث مع روسيا، حيث أن تركيا دولة تابعة في مجال الطاقة وتستورد أكثر من نصف غازها الطبيعي من روسيا، فهي تواجه هذه الأيام صعوبات بسبب العقوبات التي وقعتها والتي ستوقعها روسيا عليها. وبالتالي، فإن توقيع اتفاقية الغاز الطبيعي مع قطر أراح تركيا بوجود مصدر بديل لاحتياجاتها من الطاقة.
كما تم توقيع اتفاق آخر بخصوص العمالة، طلبت قطر 500 ألف عامل، مؤهلين ولديهم المهارة. أفاد أردوغان بأن مبعوثنا لقطر سيقوم بمقابلة الوزير المسؤول ومناقشة متطلباتهم ثم إرسال العمالة من مواطنينا. يعد ذلك الاتفاق ذو أهمية كبيرة للعاطلين عن العمل في تركيا. الخبر الجيد، هو أن الاتفاق مقصور على المواطنين الأتراك فقط ولكنه يُغطي أيضًا احتياجات اللاجئين.
في مقابلة خاصة مع الصباح اليومية، صرح السفير القطري لدى تركيا سالم مبارك الشافي بأنهم على استعداد لإعطاء أي دعم مطلوب لتبنى علاقات أقوى وأضاف أنه لا يرغب في أن تكون العلاقة على مستوى الدول ولكنه يرغب أيضًا في أن تتقارب شعوبنا من بعضها البعض و إعفاء مواطني الدولتين من شرط الحصول على الفيزا لدخول البلدين، هو دليل على تلك الرغبة.
ما أهمية العلاقات الخارجية؟
هل فكرت قبلًا في أهمية العلاقات بين الدول والاتفاقات المشتركة؟ من أجل أن يتم توفير أمن قومي وضمان مستوى الرضا لدى المواطنين، تحتاج الدول لتطوير تعاونها مع البلدان الأخرى. و بالرغم من ذلك، الاعتقاد السائد هو أن الدول معزولة حتى وإن حاولت بكل جهدها تكوين علاقات قوية. معظم الاعتقاد هي أن بغض النظر عن توقيع الاتفاقات على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو التجاري أو في مجال الطاقة إلا أن كل دولة تبحث عن مصلحتتها. من وجهة نظري، ليست تلك هي الحقيقة لأن الدول لا تستطيع أن تواجه كل احتياجاتها بمفردها، ولكنهم يستطيعون أن يكتبوا تاريخًا مُشتركًا مع دول حريصة وجهًا لوجه في السياسة والعلوم و الثقافة و الاقتصاد والعلم أو محاربة الإرهاب. العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا هي خير دليل على ذلك التعاون المشترك، تطورت الروابط بينهما حتى صارت القضايا المختلفة مع الوقت نوعًا من السياسة المحلية.
بالإضافة إلى أن الدول التي تتفهم أهمية الاتحاد القوي، سوف تستطيع الوصول إلى نجاحات كبيرة باتحادتها وليس بانعزالها. تقوي الخطوات التركية القطرية القوية الروابط بين البلدين في كل مجال وهي خير دليل على ذلك النجاح. أملنا وأمنيتنا هي أن تقوم مزيد من الدول بالانضمام وتتبع خطوات تلك الدولتان لتحسين الوضع في المنطقة.
http://www.al-watan.com/