يمكن لمفهومي آخر الزمان و المهدي أن لا يكونا مألوفين لدى البعض و لسوف يكون من المستحسن توضيحهما.
في العقيدة الإسلامية, آخر الزمان يوحى بالفترة الزمنية القريبة من يوم الحساب, عندما ستحكم قيم الإسلام هذه الأرض, منتشرة عندئذ بسرعة عبر مختلف الشعوب.
يبحث الإنسان بفطرته دائما عن ما هو أحسن و أوفروذلك ببحثه عن محيط أفضل و أكل أطيب و حياة هادئة. آخر الزمان يضم فترة يكون فيها كل شيء أحسن فهي فترة مباركة ينتظرها كل مؤمن بفارغ الصبر
سينتشر العدل و سيحل السلم محل الخلافات , ستعم قيم الإسلام كل أرجاء الأرض وسيأخذ الخير مكان النقص و الخصاصة .
أحاديث رسولنا (صلى الله عليه وسلم) تصف حيثيات هذه الفترة و مميزاتها وقد استند كبار أهل العلم من المسلمين على هذه التعاليم ليسلطوا لنا الأضواء على هذه الحقبة حتى غدت مفهومة.
وكذلك نعرف أن آخر الزمان سيكون زاخرا بأحداث متتابعة ومهمة
سوف يشهد العالم فترة من الفساد و الدمار قبل أن يصل إلى السلم و السعادة والإيمان الحقيقي
أولا سيفسد العالم الذي نعيش فيه بسبب الأنظمة الفلسفية التي تنكر وجود الله بجدال البشر وبنكرانهم للغاية الحقيقية لوجودهم
سيعاني الانسان من فراغ روحي و أخلاقي و كوارث عظمى و حروب , و المعانات ستكون جزئا لا يتجزأ من الواقع اليومي قبل أن يقبل الناس على البحث عن الخلاص
حتى الإيمان لن يكون معفيا فالتكهنات ستصبح أساس الدين
سيحاول الكثير من الدجالين و المنافقين باسم الإسلام ترويج أفكارهم المغلوطة و عرقلة المضي قدما نحو القيم الأخلاقية الحقيقية للإسلام. الأفكارالداعية للإلحاد ستنخر بقوة مفهوم الإيمان لدرجة أن تجد الإنسانية نفسها تائهة في الظلمات
ومع ذلك سيرحمه الله ويهب صفة المهدي الهادي لعبد من عباده لا يعلمه إلا هو يكون ذو قيم أخلاقية عالية .
و يتمثل دوره هداية الناس إلى صراط مستقيم.
يقود الامام المهدي أولا صراعا ثقافيا بالعالم الإسلامي لاسترجاع المفهوم الحقيقي للإسلام وسوف تتجلى مهامه الأساسية في ثلاث نقاط و هي كالآتي :
- إزاحة الأنظمة الفلسفية التي تخدم الإلحاد و الإعراض عن الله عز و جل.
- محاربة المعتقدات اللاعقلانية بتخليص الإسلام من المنافقين اللذين أفسدوا معانيه بكشف وتطبيق القيم الحقيقية للدين الحنيف و للقرآن .
- تقوية العالم الإسلامي على الصعيد السياسي والإجتماعي,لنشر السلام,الأمان و الرخاء والحث على الاستقرار الاجتماعي .
حسب الأحاديث النبوية سيعود النبي عيسى عليه السلام إلى الأرض في عصر المهدي.
وسيدعو المسيحيين و اليهود لإتباع تعاليم القرآن ليتطهروا من ذنوبهم.
و كأتباع للرسول عيسى عليه السلام, سينضم المسيحيون للعالم الإسلامي لتشكيل عقيدة واحدة و سينعم العالم بالسلام و الأمن و الإطمئنان و الرفاهية في حقبة ذهبية.
تتكلم أحاديث رسولنا (صلى الله عليه وسلم) كبعض الآيات القرآنية على علامات الساعة,هذا ما سيتطرق لطرحه الجزء الثاني