بدأت تركيا عمليتها الثالثة خارج حدود أراضيها ضد الإرهابيين الستالينيين في شمال العراق في 11 مارس (آذار) 2018 وحيَّدت 155 عنصرًا إرهابيًا حتى الآن، كما أنشأت القوات المسلحة التركية 11 قاعدة بالإضافة إلى منطقة آمنة عرضها 25 كيلومترًا في المنطقة. تعمل تركيا الآن على إرسال مؤشرات لبدء عملية موسعة للقضاء على الخلايا الإرهابية في منطقة جبال قنديل باعتبار ذلك جزءًا من حق الدولة في الدفاع عن نفسها وطبقًا لمتطلبات المادة رقم 51 من قانون الأمم المتحدة.
نجاح القوات المسلحة التركية في العمليات العابرة للحدود لا يقبل الجدل، أُطلق على أول عملية اسم درع الفرات والتي جرت في الفترة ما بين أغسطس (آب) 2016 حتى فبراير (شباط) 2017 ضد حزب العمل الكردستاني والدولة الإسلامية. أصبحت تركيا طرفًا فاعلًا وبارزًا بجانب روسيا وإيران نتيجة لهذه العملية العسكرية في منطقة الباب في سوريا. قُتل 3045 إرهابيًا وتم القضاء على 972 هدفًا خلال العملية. قطعت تركيا كذلك تواصل الممر الإرهابي عند حدودها الجنوبية. بالإضافة إلى مصادرة 6560 جرامًا من المواد المخدرة و855680 علبة سجائر مهربة و4426 لترًا من الوقود المهرب، بفضل الاحتياطات المتخذة لمكافحة التهريب، أحد أهم المصادر المالية للمنظمة الإرهابية الانفصالية.
وجرى تحييد 4497 إرهابيًا أثناء عملية غصن الزيتون التي جرت في الفترة ما بين يناير(كانون الثاني) إلى أبريل (نيسان) 2018 في مدينة عفرين في شمال غرب سوريا. تتمثل أهم المكاسب التي حازتها تركيا من هذا التحرك العسكري في إغلاقها أبواب البحر المتوسط في وجه ممرات الإرهابيين. علاوة على ذلك، عقد مسؤولو الولايات المتحدة مناقشات خطيرة مع نظرائهم الأتراك لإيجاد حل لمنبج، وهي منطقة تقع شرق الفرات وتعد خطًا أحمر لتركيا. نتيجة لهذه الحركات العسكرية الظافرة، تحافظ تركيا الآن بثبات على عملياتها في شمال العراق.
أجاز اجتماع مجلس الأمن القومي في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، قرار بدء العمليات في جبال قنديل، والموجودة على حدود كل من إيران والعراق. تهدف القوات المسلحة التركية بهذه العملية أن تقوم بضربتين عسكرية ونفسية في حربها ضد حزب العمل الكردستاني، ما يشير إلى نقطة تحول محتملة لتركيا. استقرت هذه المنظمة الإرهابية في جبال قنديل منذ عام 1984. وعندما طُرد قائدها عبد الله أوجلان من سوريا عام 1998 انتقل مقر حزب العمل الكردستاني من دمشق إلى جبال قنديل في السنة التالية. كان حزب العمل الكردستاني موجود دائمًا في قنديل حتى عندما لم يكن في منبج وعفرين ولا شرق الفرات. وجود مقر قيادة الحزب في المنطقة لفترات طويلة منح المنطقة بالنسبة إليهم قيمة رمزية. لذا فعندما تتحكم القوات المسلحة التركية في هذه المنطقة، لن يتوقف الأمر فقط على النجاح العسكري، بل ستحظى قواتنا كذلك بأفضلية نفسية. وبالمثل، عندما أُلقي القبض على أوجلان في كينيا عام 1999 عن طريق وكالة الاستخبارات الوطنية التركية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، شعر الأتراك بالراحة على الرغم من أنهم يعرفون أن الإرهاب لن يتم القضاء عليه بالقبض على شخص واحد وإن كان رئيسهم.
تحاك المؤامرات ضد بلدان الشرق الأوسط بما فيها تركيا عن طريق مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي قدمته الولايات المتحدة في 2003. عندما خدمت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وقتها مستشارة للأمن القومي، أشارت في 7 أغسطس 2003 إلى نطاق الشرق الأوسط الكبير، الذي سينشأ إثر تغييرات في أنظمة وحدود 23 دولة. في ليبيا وسوريا والعراق، وهي دول على قائمتها، حدثت هذه التغييرات. الآن دور إيران وبعدها تركيا. على الرغم من ذلك، ستظل الأمة التركية موحدة ولن تسمح لمثل هذه المؤامرات بأن تنجح، تمامًا كما أحبطت محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو (تموز) 2016.
تشكل عملية قنديل الجارية ردًا على هذه المؤامرات تمامًا مثل العمليات السابقة العابرة للحدود للحفاظ على سلامة بلادنا الإقليمية. ستستمر هذه العمليات العسكرية حتى يتم القضاء على بقايا هذه المنظمة الإرهابية. وضع العلم التركي على جبال قنديل سيكون إنجازًا بارزًا في التاريخ التركي. علاوة على ذلك، الوجود العسكري التركي بواسطة القوات المسلحة التركية سيكون ضروريًا في المنطقة حتى بعد عمليات الحفاظ على أمن تركيا واستقرار المنطقة. ندعو لكي تنجح القوات المسلحة التركية في عملية قنديل.
https://www.sasapost.com/opinion/turkey-and-operation-kandil-mountains/