هارون يحيى/ تركيا

ان السب الحقيقي وراء سفك الدماء في العالم العربي اليوم، هو الصراع الدائر بين المسلمين، وخلافاً لما ينص عليه القرآن نجد المسلمين اليوم ، يتخذون بعضهم اعداء بعض، حيث يسفكون دمائهم
، ويجدون المبررات لقتل بعضهم البعض من خلال اعتقاداتهم الخاطئة.  
أنّهُ بالامكان انهاء قمع و قتل المسلمين في كل بقاع الارض من خلال انشاء اتحاد الدول الأسلامية,حيث تحافظ في هذا الاتحاد الدول الاعضاء على حدودها الوطنية واستقلالها ولكنها تكون ملتحمة ومتشاركة في الثقافة الأسلامية وتطوير سياسات مشتركة فيما بينها، مع ذلك ما يزال المسلمين اليوم متفككين الى حدٍ كبير بسبب النزاعات الطائفية وما زال البعض يشاهد الاضطهاد عن بعد.  يأمر الله عز وجل في القرآن جميع المسلمين بأن يكونوا متحدين وتكوين قوى فكرية لمحاربة الاضطهاد في هذا العالم،بالرغم من ذلك فأن المسلمين فشلوا في تحقيق هذا الأمر، بسبب انجرافهم نحو الصراعات والاختلافات فيما بينهم. ان كتاب المسلمين المقدس هو القرآن الكريم ويبين الله في كتابه هذا كل ما هو مشروع وغير مشروع للمسلمين. يعتبر القرآن جميع المسلمين أخوة، واي نزاع او شجار بين الأخوة هو غير مقبول، ويشدد الإسلام على ما يوحد الناس ، و ليس على ما يفرقهم. هناك تعايش وتعاون واختيار للأرضية المشتركة  من أجل خير البشرية ، وليس الانقسام او المصلحة او الفائدة الذاتية.  ان التركيز على التناقضات والاختلافات بين الطوائف الأسلامية المختلفة لن يأتي باية فوائد على اي فرد في العالم الأسلامي. يكمن الخير في العالم الاسلامي في تحقيق روح «الوحدة والتضامن» التي دعا اليها القرأن.» وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»(الأنفال 46 ). يميل العالم الاسلامي لالقاء اللوم على الغرب في المشاكل التي يعاني منها, ولكن اللوم الحقيقي يقع على المسلمين انفسهم الذين لم يستطيعوا حتى الآن من الافلات من فخ الفرقة فيما بينهم. إقامة الوحدة الاسلامية كما أمرنا الله في القرآن والعيش ضمن مفهوم الأسلام الحقيقي كما بيّنهُُ لنا الأسلام هو وحده الكفيل بإزالة الغيوم السوداء من سماء العالم الأسلامي. هذه هي الطريق التي بيّنها الله لنا في القرأن..قال تعالي « وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ « (الانفال 73)؟ان الانجاز الحقيقي للعالم الأسلامي هو باخماد نار الفتنة بين الطوائف والاعراق الأسلامية والتقاء المسلمين على ما يجمعهم، سوف تجعل هذه الوحدة الأسلام الجميل ينتشر في كل ارجاء المنطقة، كما أنها سوف تضمن حل مشاكل المسلمين الداخلية ومنع الدول الأخرى من التدخل في شؤون المسلمين فيها, وستتكفل أيضاً بانهاء جميع النزاعات بين الطوائف المختلفة و الحروب الأهلية والاضطرابات المتواصلة.يجب ان يدرك العالم الاسلامي بأنهم يستطيعون الاتحاد فقط عندما يتجمعون حول المركز. تماماً كما اخبرنا مولانا بديع الزمان سعدي النورس في ومضاته ( ومضات القرن 21) من مجموعة اطروحة الضوء, عندما يكون هناك « وحدة»  فأن جميع اعضاء الجسم تكون في راحة وتعمل كترس المصنع في وئامٍ وانجاز.جاء في اخلاق الاسلام الحميد ان اليد لا تتنافس مع اليد الأخرى، والعين لاتنتقد العين الأخرى ،ولا يعترض اللسان على الاذن، ولا يفصح القلب عن خطأ الروح,على العكس من ذلك,كل هذه هي مكملات لبعضها البعض وتسد حاجة بعضهم بعضاً، باختصار, ستحفظ حقوق العالم الاسلامي بأكمله, سيتم انهاء كافة اشكال التمييز والظلم, وستزدهر القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية بشكلٍ رائع من خلال الوحدة.هناك ثقافات و تقاليد مختلفة في العالم الإسلامي، وهذا أمرٌ طبيعيٌ جداً، ولكن من المهم  تجميع هذه الاختلافات معاً في وحدة العقيدة والتضامن الاجتماعي وبعيداً عن الشقاق، وفقاً للقيم الأخلاقية الإسلامية يجب على المسلمين التفكير دائماً بأنهم اخوة, وان اختلاف اعراقهم ولغاتهم واممهم وطوائفهم لا يغير من هذه الحقيقة شيء، لذلك، يجب اعتبار الاختلافات داخل العالم الإسلامي كمصدر للثروة و عدم جعل هذه الخلافات مصدر للإنقسام والصراع التي تؤدي بالمسلمين بالابتعاد عن بعضهم البعض، هذا,وتعتبر وحدة المسلمين ضرورية لكل فرد مسلم, وفي ظل غياب هذه الوحدة سوف يبقى العالم الاسلامي ممزقاً إرباً إرباً.