هل تعلمـون من خلقكم؟ و من أعطاكم جسدا و وهب لكم لونا لعيونكم و لشعركم ؟ و من قرر وقدر في مقدار قــامتكم و لون بشرتكم؟ ومن خلقكم من بين كل الخلق ، خلق السماوات والأرض و كل المخلوقات ؟ و من وضع ترتيــب الكواكب و أسس و سن نظــاما للكواكب و الشمس و النجـــوم في الكون؟
معظم الناس يجيـبــون دائما نفس الإجابة على مثل هذه الأسئلة قــائليـن :" ّالله خلقناَ " وهذه حقيقة بديهية لا نقاش فيها.
ولكن كيف يمكن لكم التوصل إلى حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى و معرفته معرفة جيدة من خلال التفكر في مخلوقاته و التعرف من تم على صفاته وإدراك أنه سبحانه و تعالى خالقنا وخالق الكون كله وخالق كل شيء؟
الشريـط الوثــائقي الذي ستشـــاهدونه الأن ، سنحــاول من خلاله التقرب أكثر لمعرفة الله سبحانه و تعــالى، ربنــا و مولانا، أقرب إلينا من حبل الوريد : سنتوصل إلى إدراك مختلف صفــــاته من خلال أسمائه الحسنى المذكـورة في القرآن الكريـــم. فالقرآن الكريم هو كلام الله المنزل وحيا على خاتم الرسل و الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،المحفوظ بين دفتي المصحف الكريم و المنقول إلينا بالتواتر و المحفوظ من كل تحريف أو زيادة أو نقصان لأن الله سبحانه و تعالى قد تعهد بحفظه. يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :
" إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" ( سورة الحجر، الآية ).
الأول، الموجــــود في الأزل منذ القدم بلا بداية و قبل كل شيء
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز :” هو الأول و الآخر و الظــاهر و البـــاطن و هو بكل شيء علــــــــيم ″“ ( سورة الحديــــــد، الآيـة 3 )
هل كانت للكون بداية؟
إنها إحدى الأسئلة المحيرة التي حاول الإنســان البحث عن إيجاد إجـابة لهـا منذ عدة قرون. الذين توصلوا إلى فهم و إدراك حقيــقة و حتمية وجود خـالق للكون تبين لهم كذلك أنه كــانت له بداية. لكن بعض الأشخاص يرفضون حتى مجرد فكرة الخالق، ذاهبيــن إلى حد الإقرار بأن الكون لم تكن له مطلقا أية بدايـة : حسب زعمهم، يوجد الكون هكذا منذ الأبد و سيستمر في البقـاء إلى الأبد. ولكن التقدم العلمي الحديث و النتائج التي تم التوصل إليها أثبتت بوضوح بأن هؤلاء الناس على خطأ.
عدد مهم من النظريـات أقترحت لتفسـيــر أصل الكون؛ لكن في أيامنا هته، الأوســـاط العلمية تتفق كلها على نظرية واحدة. اكتشـــاف علمي حديـث وضع في عيـن الاعتبــار الحقيقة التــالية :
في سنة 1929، اكتشف العـالم الفلكي إدوين هوبل، أن الكون كان ولا يزال في توسع ثــابت ومستمر. انطلاقا من هذه الأطروحة، صاغ العلماء الفلكيون نظرية مهمة وهي : " لو كان الزمن يجري في الاتجاه العكسي بالنسبة لكون في توسع مستمر ، لأصبح إذا من الممكن أن نتصور الكون بكـامله كمجموعة أو نظمة في تقلص مستمر؛ وكمثـال على ذلك يمكن أن نتصور حالة نجمة عملاقة أصبحت تصغر أكثـر فأكثـر. الاستنتـاج المنطقي هو أن كونا يتقلص باستمرار مع مرور الزمن سيرجع حتما، إن عــاجلا أو آجلا إلــى نقطة انطلاقه، نقطة وحيـدة متنـاهية الصغر. انفجــار هذه النقطة الوحيـدة كان بالتالي الأصل وراء توسع الكون.
إذا كونـنا كانت له بالفعل بداية . هذا يدل إذا على أن خــالقا متناهي العظمة و القدرة هو الذي خلقه.
هذا الخالق هو الله عز و جل القوي العزيز الذي لا تنتهي قدراته. كـــان موجـــودا قبل المخلوقـــات، الكواكب، و المجرات، والكون بأسره وحتى قبل خلق الزمن. إنه بالفعل الأول الموجود وجودا من غير بداية.
العــــدل، الحق المنصف :
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: " يـاأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى ، واتقوا الله. إن الله خبيــر بما تعملون " ( القرآن الكريم ، سورة المــائدة : الآية رقم 8 ).
الله عـزوجل هو الأكثر عدلا بين خلقه و الأعدل من كل العادلين ولن ا يضاهيه في ذلك أحد من مخلوقاته وعدالته اللامتناهية شملت وتشمل الكون بكـامله؛ سيحاسب عباده في هذه الحياة الدنيا و في الآخرة. الله عز و جل يسمع كل شئ و يعلم كل شيء و هو بكل شيء عليم أحاط الكون بحكمته و بعدالته العليا و السامية.
كل ما يقترفه النــاس في حياتهم وما قـومون به من أعمـال سيحاكمون به على ضوء عدالته اللامتناهية. يؤكد لنا الله عز و جل في كتـابه العزيــز على أن الذين يقترفـون الذنــوب والآثــام و يفسدون في الأرض و يزرعون فيها الشتات و التفرقة لن يتركوا بغير عقـاب. بالمقابل، فإن أبسط كلمة خير طيبة سيثاب صاحبها الثواب الحسن ؛ فالخير و الشر شيئــان مختلفـان عند الله سبحانه و تعالى، وهو سبحــانه و تعـالى يحكم بينهما بالسوية و بعدالته اللامتنـاهية. يقول الله عز و جل في كتابه العزيز : " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرا يره " سورة الزلزلة (99 في الترتيب المصحفي)، الآيتان 8 و 9 .
المكان الذي ستظهر فيه عدالته اللامتنـاهية واضحة جلية للعيـان هـو غدا يوم البعث و الحساب.
مؤكد أن الله عز و جل لا يغفل عن أي فعل و وعـــوده سبحانه و تعالى صادقة. كل إنسان بدون استثناء سيجازى على أفعاله في هذه الحياة الدنيا. الذين يقترفـون الشرور سيعـاقبــون على جرائمهم والذين يؤمنون بالله ويعملون الصالحات سيحصلون على الجزاء الأحسن و الأوفى مكافأة لهم على أعمالهم الخيرة.
العفــو: الذي يمحو الذنوب و يعفو عن السوء، الغفـور الحليـم الواسع المغفرة الذي يتجاوز عن الخطايا.
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: " إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا" سورة النساء ، الآية 149.
بالنظر إلــى طبيعتهم وتكوينهم ، فإن الناس معرضون، مجرورون و مجذوبـــون للوقوع في ارتكاب الأخطــاء. يمكنهم في أي لحظة أن يخطؤا في تقييـماتهم و تقديرهم لوضعية ما، أو أن يتخذوا قرارات مغلوطة وخــاطئة، أو أن يتصرفوا بطريقة غير صحيحة ... لكن الله عز وجل الذي خلق الإنسـان والذي يعلم جيدا نقط ضعفه و عيوبه يعفو أيضا عن زلاته و يتجاوز عن هفواته. لولا عفو الله و مغفرته لما استطــاع إنســان النجـــاة و دخـول الجنة.
ينبغي ألا ننسى أن الله عز و جل يتجاوز عن عباده المخلصيـن الأوفيــاء. الأهم بالنسبة لشخص ما هو الإخلاص في العبادة والأفعال من جهة، و من جهة أخرى الخضـــوع و الاستسلام لله عز و جل مع التيـقن والتفطن و الوعـي بنقط ضعفه الشخصية. إن الله يعفو عن ذنــوب و خطــايا أولئك الذيـن ينيــبــون إليه بإخلاص و يتوبــون إليه توبة صـادقة. وقد أشار سبحانه وتعالى إلى هذا في كتابه العزيـز في قوله تعالى : " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتــوبـون من قريــب. فأولئك يتوب الله عليهم، وكان الله عليـما حكيـما " ( القرآن الكريم، سورة النساء (4)، الآية 17).
العليـــم : المتناهي العلم ، الذي وسع و شمل وأحاط علمه كل شيء
" إن الله عالم غيب السماوات و الأرض. إنه عليـم بذات الصدور" ( القرآن الكريم : ، سورة فاطر (رقم 35 في الترتيب القرآني)، الآية : 38 ).
الله عز و جل وسع و شمل و أحاط علمه السماوات و الأرض، والمخلــوقــات والقوانين التي تحكم الكون. إنه يعلم مسبقا كل ما يحدث في الكون، كلما يجري فيه وكلما سيعمل فيه في كل وقت، فالله هو خـــالق كل هذه العجــائب. الله عـز و جل هو العليم و علمه واسع بلا نهــاية : إنه يعلم جيدا هوية كل شخص يولد أو يتوفى في هذه الحياة الدنيا كما يعلم عدد الأورق التي تسقط من كل شجرة – فلا شيء يغيب عن علمه في كل لحظة. إنه يعرف جيدا الملايير من النجوم عبر الملايير من المجرات وذلك في أدق تفاصيلها و أكثر من هذا من الأشياء التي يتعذر علينا مع الأسف ذكرها الآن. إنه يعلم الترقيم و الترميز التسلسلي الوراثي لملايير الأشخاص و الحيوانات و النباتات.
في أحد الأيات القرآنية يصرح سبحانه و تعالى قائلا :
" و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر و البحر، وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين" (القرآن الكريم سورة الأنعام (6): الآية
59 ).
هناك سر مهم جدا يجب ألا ننساه و هو أنه من بين كل الأشياء التي ذكرنـاها فإن الله عز و جل يعلم كذلك جيدا ما تخفي الصدور و ما يشغل تفكيرهم و عقولهم وكل ما يفعلـــونه سواء في السر أو في العلن. الناس يتخيلون بأن الله عز و جل يدري فقط بعض أوجه شخصيتهم، مثل مشاعرهم، همومهم و هواجسهم و تفكيرهم. وهذا خطأ فادح لأن علمه الواسع يشمل السماوات والأرض. كما يفعل ذلك في الكون كله، الله عز و جل يعرف الإنسان جيدا حق المعرفة في أعمق أعماقه الداخلية كما يعلم ظاهره وجانبه الخارجي.
العظيم : الجبار القوي العجيب العلي :
" له ما في السموات وما في الأرض. وهو العلي العظيـــم" (القرآن الكريم، الآية 4 ، سورة الشورى (42)).
عظمة الله عز و جل وجلاله تفوق تماما كل فهم أو إدراك بشري. لكن، على الأقل، يمكن للإنسان أن يدرك ويلاحظ كل جلالة و قدرة الله عز و جل خالقنا وذلك في حدود الإدراك و الفهم البشري. فالكون مليء بالأمثلة التي لاحصر لها و الدالة على عظمته وقدرته اللامتناهية و التي لا يضاهيه فيها أحد.
يكفي أن نتأمل العالم لندرك عظمة الله عز و جل، خالق الكون الظاهر و الباطن.
السماء و آلاف الأطنان من السحب التي تحملها، الجبال العالية بآلاف الأمتار، البحار و الغابات التي تقطنها الأنواع النباتية و الحيوانية و البشرية....كل هذا وحقائق أخرى أدلة قاطعة لااختلاف فيها على عظمة و جبروت و علو قدرة الله عز و جل التي ينفرد بها وحده .
دقائق معدودة من التفكر تكفي كل إنسان ليدرك ضرورة أن يكون في خدمة الله عز و جل القدير، خالق السماوات والأرض الذي يسير ملايير المجرات و النجوم....
الباريء : الخالق، البديــع ، المبدع، الخلاق العليم
"هو الله الخالق الباريء المصور ، له الأسمـــاء الحسنى، يسبح له ما في السماوات والأرض، وهو العزيزالحكيم" " ( القرآن الكريم : سورة الحشر (59) في الترتيب ، الآية رقم 24 ).
كل شئ في هذا الكون في توازن و في تناسق بديع، وبالنظر إلى الاكتشفات والتطورات العلمية الحديثة وعلى ضوء ما توصل إليه العلم حديثا ، فقد ظهرت حقائق جديدة مؤكدة على هذا التوازن والتناسق البديع لأن كل شيء في هذا الكون ابتكر بإبداع وذكاء وعبقرية جد عالية. وصاحب هذا الذكاء الخارق خلق كل مخلوق في هذا الكون وفق ترتيب مدهش و خارق. من أبسط جسم في هذا الكون إلى ملايير المخلوقات، كلها تجري دائما وفق نسق وهندسة منظمة بديعة فريدة و مدعاة للتعجب. و الطبيعة متواجدة هكذا منذ ملاييــن السنين في تنــاسق و انسجام كاملين وبلا أدنى خلل. هذا التناسق والانسجام العجيب الذي لايضاهى للسماوات و الأرض هي دليل قاطع على بديع الصنع و الخلق الإلهي.
الجبار : المهيمن المسيطر الغالب
يقول الله عز و جل في محكم كتابه وهو أصدق الصـادقيــن : "هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المومن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عما يشركون" (القرآن الكريم : سورة الحشر، الآية 23).
إن أشد أنواع الضلال و التيه والانحراف عن الحق بالنسبة للإنسان هو أن يكبر وينمو في رعاية الله و يصبح بعد ذلك ممتلئا بالغرور و التكبر. مضللا باعتفاداته الخاطئة، يعتبر الإنسان نفسه مستقلا عن الله، لدرجة الزعم بأن بعضا من خصائصه قد اكتسبها من تلقاء نفسه دون أي تدخل خارجي بل ويعتبر نفسه شخصيا " وحدة مستقلة و قائمة بذاتها" وهذا طبعا كله خاطيء وغير معقول ومخالف للحقيقة. إننا إذا توقفنا للحظة حول حقيقة الأشياء في هذه الحياة، فسندرك جليا أننا لم نأتي لهذه الدنيا بمحض إرادتنا وأننا نجهل تماما متى تنتهي حياتنا وأن أيا من خصائصنا المميزة لم نحصل عليها من تلقاء أنفسنا.
أمام كل هذه الحقائق والدلالات القاطعة، يصبح من غير المعقول بالنسبة للإنسان أن يكبر و يشب ويترعرع وهو ممتلئ بالغرور و التكبر تجـــاه الله الذي خلقه.
يجب أن يعي الإنسان عظمة الله وقدرته ويدرك جيدا أن الله عز وجل ، وهو وحده القادر على ذلك، خلقه من عدم أي من لا شيء وأعطاه خصائصه و مميزاته و قدراته التــي تميزه.
يجب كذلك ألا ينسى للحظة أن الله سبحــانه وتعــالى قادر في أي لحظة على أن يأخذ منه هذه الصفـــات و الخصائص التي وهبها له بسخــاء و أن أي مخلوق سيموت حتما يوما ما. يجب أن يقبل الإنسان أن الله عز وجل هو وحده الذي سيبقى خالدا فهو وحده الحي الذي لايموت أبدا وأنه من هذا المنطلق يتحتم عليه الانصياع لله و الامتثال لأوامره. فالله عز و جل هو وحده القادر في أي وقت يشاء على أن يذل ويمرغ رأس أولـئك الذين يتكبرون عنه غيرمدركين لمدى ضعفهم و الذين يزيغون عن عبادته و يرفضون الامتثال لأوامره .
الحـــق، الموجـــود حقيــقة مطلقة
يقول الله عز و جل في محكم كتابه وهو أصدق الصـادقيــن : " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما تدعون من دونه هو الباطل، وأن الله هــو العلي الكبيـــر" ( القرآن الكريم- سورة الحج، الآية 30) .
كجميـع الأشياء، الزمــان والمكان، الحياة والموت هي مصطلحات مبتكرة . في ظرفية لم يكن فيها لا زمان ولا مكان ظهر عالم مادي . مصطلحات الزمان و المكان هته تطورت عبر القرون مع العالم الذي نعيشه. .إذا أردنا أن نرجع بالزمن إلى الوراء فسنستضم بهذا الحاجز الغيرالقابل للا ختراق والذي يتكون من الزمان والمكان. العنصر الأكثر قدما والذ ي يصلح أن يكون معلما مرجعيا و منطلقا للزمان هو "خلق الكون". فالوقت النهائي المكتشف حاليا من طرف الأوساط العلمية حديثا هو 10 أساس قوة ضرب ناقص 43 ثانية أي العــــدد :
43- 10 ثانية بعد خلق الكون. قبل هذه الفترة، لا المكان ولا الزمان كانا يمكن لهما أن يـــحددا لحظيا.
عند هذه المرحلة من التفكير، سنجد أنفسنا أمام بعد لا زمني مجرد من المكان. فكما أن مفاهيم الزمان والمكان كانت مخلوقة في وقت معين والتي بسببها يبقى الإنسان محدودا، فإنه قبل هذه الخليقة لم هناك لا زمان ولا مكان. الله عز و جل وضع هذه المفاهيم فوق مداركنا رغم أنه لم يكن مرتبطا لا بهذا ولا بالآخــر. إنه فوق هذه الأبعاد (الزمان و المكان) السبب الذي من أجله هو وحده سبحانه و تعالى هو موجود منذ الأزل و سيبقى خالدا إلى الأبد. إنه سبحانه و تعالى الوحيد المتواجد حقيقة. بغض النظرعن ذاته الإلاهية، كل شيء في الكون خلق بإرادته.
القهار : الغالب الذي لا يعجزه شيء
يقول الله عز و جل في محكم كتابه وهو أصدق الصـادقيــن:" يوم تبدل الأرض غيــر الأرض و السماوات، وبرزوا لله الواحد القهار" ( القرآن الكريم : سورة إبراهيم، الآية 48 ).
بنفس الطريقة التي يستطيع بها الله عز وجل أن يزيل هموم الناس ويخفف عن قلوبهم يمكن أيضا أن يعاقبهم بأشد العذاب. والقرآن الكريم يشير إلى أمثلة عديدة لأمم هلكت و دمرت بعقـــاب إلهي. فبسبب رفضهم الانصياع لله عز وجل وإتباع أوامره ودينه وبسبب طغيانهم وخروجهم عن شرعه ، أبيدت هذه الأمم و أزيحت من وجه الأرض بواسطة كوارث رهيبة مدمرة لم تترك لهم أثرا و جاءتهم على حين غفلة في وقت لم يكونوا يترقبوا حدوثها. يتعلق الأمرهنا بعقاب إلهي دنيوي للذين لا يؤمنون به. ولكن العقاب الأشد و الأقسى الذي يعده الله للذين لايؤمنون به و الذين يزرعون الرعب و الدمار في الأرض هوالنار التي يخلدون فيها ( نار جهنم ) و لسوف يلقونها غدا يوم الحساب في العالم الأخروي. إنهم لم يقدرو الله حق قدره، بل و أبانوا عن عدم اعترافهم بالله عز وجل بالرغم من نعمه السابغة عليهم و بفضائله التي لا تعد ولا تحصى ورغم عفوه و سماحته المطلقة.
"القدوس": المتناهي الطهر و المنزه عن كل خطء أو فتور أو خلل .
يقول الله عز و جل في محكم كتابه وهو أصدق الصـادقيــن(يسبح لله ما فى السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم)( القرآن الكريم : السورة 62 - الآية 1).
الله هو الخالق الوحيد لكل ما علي الأرض وما في السماوات ، في الفضاء وفي الأرض. إنه هو مبدع النظام والقوانين الكونية والتناسق العام الدي نلاحظه من حولنا.العوالم الغيبية هي أيضا تخضع لله عز وجل و لقوانينه الالهية، وكما قال سبحانه و تعالى في كتابه العزيز:" إن الله يمسك السماوات والارض أن تزولا ولئن زالتا فمن ذا الذي يمسكهما من بعده ، إنه حليم غفور".( القرآن الكريم : السورة 35 - الآية 41). إنه الله عز وجل ربنا، خالق كل هذه الأشياء و الذي يحفظها.
و الإنسان، عبد لله، يبقى تماما ضعيفا : يرتكب أخطاءا، ينسى و هو دائما يؤوس و غير واع. فالإنسان ضعيف أمام الله عز وجل ومدبر أمره. لأن الإنسان جد ضعيف أمام خالقه سبحانه وتعالى : فهو محدود القدرات سوا تعلقلأمر بالجانب المادي أو الروحي أو حتى على مستوى التفاهم . طيلة مدة حياته، يتحتم عليه أن يتعاطى للأدوية و العلاج مع اهتمام دائم و مستمر بجسده. إذا عرض جسمه الضعيف لمجهود عضلي عنيف أو حرمه من النوم لبضعة أيام أو تركه عرضة للاجتفاف لمدة يوم واحد فإن هذا سيؤدي بجسده إلى الهزال والسقم و أخيرا إلى الانحلال. إنها أدلة واضحة للعيان على ضعف الإنسان وعجزه، أدلة من الله سبحانه وتعالى للأذكياء و ذوي الألباب للتفكر و الإدراك. إن الله عز وجل خالقنا وخالق كل شيء في هذا الكون المتصف بكل الأوصاف البديعة و الجميلة يتنزه عن كل نقص أو عن أن يماثله أي شيء في هذا الكون : " ليس كمثله شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميـع العليــم" فكل ما في السماوات و الأرض لا يشبهه ولا يماثله في شيء سبحانه وتعالى تقدست أسمــاؤه و تنزهت صفاته عن كل نقص فهو الواحد الوحيد المتصف بصفات الكمال.
مالك الملك : الذي بيده ملكــوت السماوات و الأرض، يحكم سلطانه يسيره و يتحكم في ملكه و يتصرف فيه كيف يشاء دون أن يعجزه شيء منه " وسع كرسيه السماوات والأرض و لا يؤوده حفظهما وهو العزيز الحكيم " فهو القادر على خلقه الغالب على أمره لا يعز عن أمره شيء ولا يصعب عليه شيء يؤتي الملك من يشاء :
( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير و أنت على كل شيء قديـــر) - القرآن الكريم، السورة 3 ، الآية رقم 26.
إذا ما أمعنتم النظر في الأشياء التي حولكم أينما كنتم، فإن كل شيء ترونه له حتما مالك. الكرسي الذي أنتم جالسون عليه الآن مكون من ذرات وضعها الذي خلقها وجعلها حية. الزهور التي تبتهج زينة في محابقها بعوامل الشمس و الماء الذين سخرهما خالقهما لجميع المخلوقات بسخاء. المحيطات وجميع المخلوقات التي تحتويها و التي تعيش فيها وجدت و وضعت بفضل إرادة الله الذي خلقها و إليه يعود ملكها.
الله سبحانه و تعالى القدير المقتدر هو الذي يمتلك كل هذا و الكون بأسره ، فهو وحده رب السماوات و الأرض و سيدهما وسيد كل العوالم و الأكوان و إليه يجع حكمهما و ملكهما. حتى جسدكم فهو خاضع لإرادة الله الذي خلقكم و ذلك دون أن تكون لكم أدنى قدرة أو وسيلة للتحكم و السيطرة على جسدكم و خارج إرادتكم. أطرافكم، أوردتكم، جهازكم العصبي و خلاياكم هي مثال رائع و ممتاز يدل على العظمة و العبقرية و المعرفة الشاملة و اللامتناهية لخالقنا مالك الملك الذي له البقاء و الخلود. إن أي جزء مكون لجسدكم لم يظهر بمحض إرادتكم أولمجرد أنكم قررتم و أردتم ذلك. عندما فتحت عيونكم لأول مرة على هذا الكون، وجدتم أنفسكم أمام النظام المتناسق البديع لجسدكم، للعالم الذي نعيش فيه و حتى للكون بأسره. على الأقل لم تكونوا تمتلكون أيا من هذه الأشياء في السابق، وفي المستقبل لن يكون ممكنا بالنسبة لكم فعل ذلك، حتى و لو كانت تلك إرادتكم. طبعا هذا ينطبق على الجميع لأن ملكية كل إنسان هي بيد الله عز وجل خالقنا و سيدنا.
الرحمان الرحيم : الواسع الرحمة بمخلوقاته البالغ الرحمة بعباده المومنين
( هو الله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، هو الرحمان الرحيم) القرآن الكريم : سورة الحشر(59 ) الآية 22 .
إن الشفقة و الهبة اللامتناهية لله الرحيم تتجلى بوضوح في كل خلق ظاهر للعيان أو خفي عن الأنظار. إن هذه الهبات هي التي تسمح للإنسان أن يتمتع بهذه الحياة. رحمة الله وسعت كل شئ.
فكمثال على ذلك، الله عز وجل هوالذي ينبت ملاييرالبذور تحت الأرض بإرادته وهو الذي يغطي الكوكب الأرضي كله بالتربة الخصبة هذا الكوكب الذي تصل درجته الداخلية 4500 درجة مئوية ، والله سبحانه و تعالى هو الذي ينزل من السماء بأطنان من الماء في شكل أمطار. موازاتا مع ذلك فإن الله سبحانه و تعالى يسخر و يوفرنعمه وخيراته من غذاء و أشكال أخرى من المباهج لملايير من المخلوقات و الأنواع المختلفة من الكائنات الحية في الأرض ، وهو الذي يملؤ رئاتنا بالهواء الذي خلقه لنا و هو الذي يسبغ علينا نعمه و عجائب خلقه. الله سبحانه و تعالى هو الذي خلق كل خلية من المائة تريليون خلية التي يتكون منها الجسم البشري، وهو الذي يحدد لكل خلية الوظائف الخاصة بهاويضع الحمض النووي و ملايين الصفحات من المعلومات التي يحملها داخل كل خلية منها، وهو الذي يحيط الخلية بكامل أجزائها و ما تحتوي عليه من بروتينات و جزيئات دهنيات و ماء داخل حيز من الفضاء أصغر بكثيرل من الملمتر الواحد في القطر. يستعمل كل هذا ليهب الحياة للإنسان و يمكنه من العيش والوجود. منذ ولادته و حتى مماته لا يعيش الإنسان إلا بفضل خيرات الله و نعمه التي وهبها لهوسخرها للإنسان بكل سخاء ليعيش بها. بعض الناس يعترفون بهذه الهبات الإلهيه و بهذه النعم و يدركون المقاصد العليا لخلقهم فيعبدون الله عز وجل وينصاعون لأوامره و تعاليمه. لكن البعض الأخر و للأسف يصبحون و يصدون عن طريقه وعن سبيله فيعصون أوامره و لاينتهون عن المعاصي . رغم كل هذا يظهر الله عز و جل و يبرهن على رحمته الواسعة وا لشاملة بفضل سمو همته اللامتناهية. الذين لا يؤمنون بالله العزيز العظيم يتمتعون على الأقل في هذه الحياة الدنيا بنعم الله الظاهرة و الخفية ؛ يستفيدون من الهواء الذي يستنشقونه للتنفس ، ومن الماء الذي يشربونه لإطفاء عطشهم . الله عز و جل يفيض عليهم بنعمه و بخيراته كلها بسخاء، يعطيهم منازل جميلة يسكنون فيها، و أولادا ليستمر من خلالهم نسلهم و هذا ينطبق كذلك على عباده المؤمنين فيحفهم بنفس هذه النعم . و هو وحده الذي تكفل بأرزاق الناس فيوفر لهم الطعام و الغذاء طيلة مراحل حياتهم ، ويعطيهم الصحة و القوة و الجمال. و هذه علامات واضحة و بارزة على عطاء الله الرحمان الرحيم.
من رحمة الله أنه يسمح للذين لا يؤمنون به بالتمتع بهذه الخيرات و الاستفادة منها تاركا الباب مفتوحا أمامهم للتوبة و الرجوع إلى دينه و اتباع سبيله الذي يقود للحق و للحقيقة وبالتالي إلى الانضمام لصف المؤمنين المخلصين.
على كل، يجب ألا ننسى أن أولئك الذين يمتنعون عن اتباع دين الله عز و جل لا يستطيعون التمتع بهذه الخيرات إلا في هذ الحياة الدنيا. في العالم الأخروي، لا تكون هذه النعم خالصة إلا للمؤمنين الذين يستعملونها في هذه الحياة للتقرب من و إلى الله ابتغاء مرضاته و شكرا لنعمه و آلائه. و هذا دليل قوي آخرعلى كبير عظمة رحمة الله عز و جل.
الرزاق : الوهاب المعطي الذي يعطي دائما مؤونة العيش
إن الله هو الأفضل و اأكثر عناية و عفا و رحمة بعباده المخلصين. إنه يملؤ حياتهم بعجائب الأرض التي تنبت كل نوع من النباتات دون أي تدخل من طرف الإنسان. في هذه الأرض تنبت الخضر و الفواكه من جميع الأنواع و الألوان : أصفر، أخضر، أحمر وبرتقالي. بنفس الطريقة ، البحار الملونة بالأزرق الداكن هي أيضا مأهولة بآلاف الأنواع من الأسماك ذات المذاق اللذيذ و المتنوع . الله عز و جل يخصنا و يعطينا كل هذه العجائب و النعم و المباهج. الله يعطي ويهب لنا هذه النعم في هذه الحياة الدنيا. في جنة النعيم، هناك نعم أخرى أفضل بكثير من التي في الحياة الدنيا بانتظار المؤمنين المخلصين ؛ يلفت الله عز و جل الانتباه للطبيعة العلوية و الدرجة الفضلى للنعم التي في الجنة في الآية 17 من القرآن الكريم و ذلك في سورة 32 في قوله عز و جل : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءا بما كانوا يعملون ) .
الشافي : الذي يبريء ويشفي
يقول الله عز و جل في كتابه العزيز : ( و إذا مرضت فهو يشفين ) السورة 26 ، الآية 80 من القرآن الكريم .
من بين الفترات التي يظهر فيها ضعف الإنسان جليا هي عندما يكون مريضا . حتى يتبين الإنسان من مدى ضعفه أحدث الله مئات الأمراض . كل مرض يحدث آثارا مختلفة على الجسم و الروح . كلها تـوجد لهدف محدد . من المدهش أن نرى لأي مدى فيروس في غاية الدقة و الصغر حيث لا يرى بالعين المجردة معين الها يستطيع و يتمكن من أن يصيب شخصا ما ليصبح غير معروفا ، دون أن ننسى الأشخاص الحاملين للفيروسات الغير المشخصة : إنها أدلة أخرى على عظمة و قدرة الله العزيز الحكيم الذي لا يضاهيه في ذلك أحد.
التجارب والدراسات التي يجريها العلماء للقضاء فقط على فيروس واحد من هذه الفيروسات كلها تظهرو تبين مدى عظمة قدرة الله عز و جل و عظم و علية صنعه. انطلاقا من الوقت الذي نصاب فيه بمرض معين، لا نستطيع الشفاء منه إلا بإرادة الله عز و جل. إذا أراد الله ذلك، فإنه هووحده الذي يشفي و هو القادرعلىذلك. كل الأطباء في العالم و كل التقنيات الطبية الأكثر تطورا لا تستطيع شيئا بالنسبة لشخص إذا لم يرد الله ذلك. هذا ويجب ألا ننسى أن الطب ليس إلا وسيلة للشفــاء. إذا كانت هذه إرادة الله فإن العلاج ليس سوى وسيلة للاستشفاء. ولن نحتاج هنا لنؤكد على أن مرضا بسيطا في الظاهر يمكن أن يؤدي إلى الوفاة إلا إذا أراد الله سبحانه و تعالى غير ذلك.
على أية حال ينبغي للإنسان أن يعترف بضعفه أمام القوة و القدرة اللامتناهية لله عز و جل القدير المقتدر و أن يبتغي الوسيلة لطلب معونته سبحانه و تعالى عند الابتلاء و عند المشقة. يجب أن ندرك جيدا بأننا لن نجد معونةو سندا و حماية إلا من الله العزيز الحميد.
التواب : الذي لا يكف عن العفو والتجاوز عن ذنوب و خطايا عباده المخلصين. إنه يقبل التوبة الخالصة من مخلوقاته ، فيعفو عنهم . يقول الله عز وجل في كتابه العزيز : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا و بينوا فأولئك أتوب عليهم و أنا التواب الرحيم ) القرآن الكريم : السورة : آل عمران ، الآية 160 .
الإنسان معرض باستمرار لارتكاب الأخطاء ، إنه مأخوذ إلى ارتكاب المعاصي، للإذعان للنفس الأمارة بالسوء. الإنسان لديه كذلك عدو لدود اسمه الشيطان. هذا الأخير يوسوس للإنسان و يحثه و يجره إلى معصية الله فيقع في صراع مستمر مع نفسه و يسقط فريسة للهموم. مع كل ذلك فإن الله عز و جل بين للإنسان الطريقة و الوسيلة لإصلاح أخطائه : التوبة ...
يظهر جليا على أن أي إنسان يمكن أن يخطيء في أي لحظة، أو يرتكب معصية أو يقع فريسة للشيطان ولإغراءاته ونزواته. لكن و كيفما كانت درجة فداحة الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها شخص ما، هناك دائما وسيلة و إمكانية للرجوع للوراء وتدارك ما فات. الله عز و جل من رحمته أنه يقبل التوبة عن عباده المخلصين الصادقين في نيتهم شريطة الندم على ما اقترفوه من الآثام و المعاصي و العزم على عدم العودة لارتكابها من جديد و شغل النفس بالطاعات و فعل الخيرات للتكفير عما فات. لهذا السبب فقط فتح الله أبواب التوبة للرجوع عما اقترف في السابق و لفتح الأمل لغد مشرق يغير فيه الإنسان سلوكه تجاه ربه و يعقد العزم على الالتزام التام و الدائم بطاعة الله سبحانه و تعالى.
الولي : الذي يتولى عباده بالرعاية و الحفظ في الدنيا و الآخرة و هو لذي يلتجأ إليه في الرخاء و الشدة لتفريج الكروب و لقضاء الحوائج ولإجابة الدعاء و إغاثة الملهوف.
( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلىالنور؛ و الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجهم من النور إلى الظلمات ، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) . القرآن الكريم : سورة البقرة، الآية 257.
المؤمن ليس له في هذه الدنيا و في الآخرة من معين و مرشد و منقذ سوى الله عز و جل الذي لن يتخلى عنه لا في الدنيا منذ ولادته حتى مماته و لا في الآخرة ولو طرفة عين. الله يتولى عباده المخلصين الصادقين بالرعاية والحماية من الأعداء، و يعطيهم نعمه و خيراته بغير حساب و هو أولى بالاتباع و الالتزام بطاعته من غيره فيجازيهم بالحفظ في أنفسهم و أهليهم و أموالهم و يسبغ عليهم بالنعم و الخيرات في الدنيا و بالسعادة الأبدية في اللآخرة.
و الذين لا يعلمون بهذه الحقيقة يضيعون وقتهم و يشغلون حياتهم بالتهافت وراء أشخاص إما لكونهم أغنياء أو لأنهم أقوياء معتقدين في أن لهم القوة و القدرة على حل مشاكلهم أوإنقاذهم فيفضون إليهم بأسرارهم و يعقدون عليهم آمالهم لتحقيق غاياتهم و أغراضهم و يضعون ثقتهم فيهم بينما هم في الحقيقة بشر مثلهم لا حول لهم ولاقوة. وهذا التصرف ينسيهم الله سبحانه وتعالى خالقنا القوي القدير العزيز العليم الذي لا تنتهي قدراته و معجزاته و الذي وهب لهم الحياة و مكنهم من العيش. هؤلاء اختاروا الشيطان رفيقا واتخدوه وليا فلن يزيدهم سوى الضياع و التيه و التشتت مع كل الشرورو العواقب السيئة التي ستنتج عن ذلك ومنها الحروان من جنة النعيم في الدار الآخرة. إنها بداية النهاية بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين اختاروا عالم الظلمات و الضياع. لكن الذين يؤمنون بالله العزيز القوي المتين بإيمان صادق و بإخلاص ، هؤلاء أعد الله لهم حياة كريمة هنية و راقية بعيدا عن كل معاناة و أضرار. فالله عز و جل قد وعد عباده المخلصين الصادقين بالجزاء الأحسن والأوفى وبالنعيم المقيم في الدار الآخرة بعيدا عن كل المتاعب و المشاق . الله عز و جل هو الولي الحميم و الملجأ الأمين و المستعان في الشدة و الرخاء لكل مسلم مؤمن بربه إيمانا صادقا في هذه الحياة الدني و في الآخرة .
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز :
( هو الله الذي لاإله إلا هو عالم الغيب و الشهادة هو الرحمان الرحيم، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المومن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات و الارض و هو العزيز الحكيم ). سورة الحشر؛ الآيات: 22 إلى24.