سياسات الهوية:نظام جديد لاستغلال الشعوب
ucgen

سياسات الهوية:نظام جديد لاستغلال الشعوب

1334

تشكل‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬شكلا‭ ‬رئيسيا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬التصور،‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬لإدارة‭ ‬وتوجيه‭ ‬الشعوب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المعرفات‭ ‬والشعور‭ ‬بالانتماء‭. ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬هذه‭ ‬السياسات،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬آليات‭ ‬الهندسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬استخداما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وأكثرها‭ ‬شيوعا‭ ‬وفاعلية،‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬مثل‭ ‬الهوية‭ ‬الفرعية،‭ ‬والهوية‭ ‬العليا،‭ ‬والهوية‭ ‬الجماعية،‭ ‬وأزمة‭ ‬الهوية‭… ‬إلخ‭. ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إعطاء‭ ‬أهمية‭ ‬معينة‭ ‬للهوية‭ ‬أو‭ ‬جعلها‭ ‬متفوقة‭ ‬ومهيمنة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬منطقة‭ ‬معينة،‭ ‬قد‭ ‬تسعى‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬هويات‭ ‬بعينها‭ ‬كهدف‭ ‬مستباح‭ ‬أو‭ ‬كعدو،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تهميشها‭ ‬وقمعها‭. ‬تُعتبر‭ ‬الاختلافات‭ ‬الإثنية‭ ‬والدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العناصر‭ ‬الأساسية‭ ‬المشكلة‭ ‬لسياسة‭ ‬الهوية،‭ ‬وقد‭ ‬تُستغل‭ ‬هويات‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬أو‭ ‬الأتباع،‭  ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬والجماعات‭ ‬والمنظمات‭ ‬وحتى‭ ‬الحركات‭ ‬الإرهابية‭.   ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬تحكمت‭ ‬مختلف‭ ‬السياسات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاختلافات‭ ‬الطبقية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معلوم،‭ ‬سادت‭ ‬أيديولوجيتان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هيمنتهما‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للممتلكات‭ ‬الخاصة‭ ‬وأصحاب‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬ويعزز‭ ‬عموما‭ ‬اقتصاد‭ ‬السوق‭ ‬الحر،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي‭ (‬الشيوعي‭) ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬ويعزز‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامة،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬المخطط‭ ‬مركزيا‭. ‬وهذه‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬استقطبت‭ ‬العالم‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬وقسمته‭ ‬إلى‭ ‬كتلتين‭ ‬متعارضتين‭ ‬ومعاديتين،‭ ‬وبعد‭ ‬التفكك‭ ‬الرسمي‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬ديسمبر‭ ‬1991،‭ ‬انتهت‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬وكان‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬تاريخية،‭ ‬بداية‭ ‬لفترة‭ ‬حلت‭ ‬فيها‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬محل‭ ‬الأيديولوجية،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬السياسة‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الطبقية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬الهوية‭ ‬التي‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬هويات‭ ‬الناس‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭. ‬وكانت‭ ‬الهويات‭ ‬المهيمنة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬عليها‭ ‬هذه‭ ‬الأيديولوجيات،‭ ‬تتمثل‭ ‬عادة‭ ‬في‭ ‬‮«‬المنتجين‮»‬‭ ‬و»المضطهدين‮»‬‭ ‬و»المستغلين‮»‬‭ ‬و»العمال‮»‬‭ ‬و»الفلاحين‮»‬‭ ‬و»الممولين‮»‬‭ ‬و»البرجوازية‮»‬‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬والأمر‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تغير‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬العناصر‭ ‬الأخرى‭ ‬للهوية‭ ‬برزت‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬عليها،‭ ‬مثل‭ ‬العرق‭ ‬والدين‭ ‬والطوائف‭ ‬والأقليات‭ ‬الإثنية،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فإن‭ ‬التوترات‭ ‬والنزاعات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬أيديولوجيات‭ ‬عصر‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الطبقية‭ ‬قد‭ ‬أفسحت‭ ‬المجال‭ ‬للتوترات‭ ‬والصراعات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬هويات‭ ‬جديدة‭.‬

وأظهرت‭ ‬لنا‭ ‬التجربة‭ ‬التاريخية‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الأعظم‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهويات،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬يحملونها‭. ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬نلاحظ‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬تجد‭ ‬الدعم‭ ‬والتحكم‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نظام‭ ‬الاستغلال‭ ‬الإمبريالي،‭ ‬المتواري‭ ‬عن‭ ‬الأنظار،‭ ‬والعامل‭ ‬خلف‭ ‬الستار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬وبينما‭ ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬المنتسبين‭ ‬إلى‭ ‬هويات‭ ‬محددة‭ ‬أنهم‭ ‬يكافحون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وجودهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬ومصالحهم،‭ ‬تراهم‭ ‬يسهمون‭ ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬الإمبريالية‭ ‬الغادر‭ ‬متعدد‭ ‬المراحل‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬استخدامها‭ ‬بدهاء‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الهويات‭ ‬المتاحة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات،‭ ‬تهدف‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬وفقا‭ ‬لذلك،‭ ‬إلى‭ ‬تصنيف‭ ‬الناس‭ ‬وتقسيمهم‭ ‬واستقطابهم،‭ ‬وعن‭ ‬طريق‭ ‬استعمال‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية،‭ ‬يسعى‭ ‬نظام‭ ‬الاستغلال‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬جهود‭ ‬تعاونية‭ ‬موحدة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تتصدى‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات‭ ‬وتقاومها‭. ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬تقسم‭ ‬المجتمعات‭ ‬والأمم‭ ‬إلى‭ ‬وحدات‭ ‬أصغر‭ ‬متنازعة‭ ‬ومتضاربة،‭ ‬وتنشئ‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬الإمبريالية‭ ‬آلية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إخضاع‭ ‬الهويات‭ ‬أو‭ ‬زوالها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬وقوى‭ ‬الجميع،‭ ‬للخروج‭ ‬بموقف‭ ‬متراص‭ ‬وصف‭ ‬موحد‭ ‬قوي،‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الحيلة‭ ‬الخبيثة،‭ ‬تنجرف‭ ‬الهويات‭ ‬المتميزة‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات،‭ ‬نحو‭ ‬الصراع‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬بسبب‭ ‬تضخم‭ ‬هويتها‭ ‬الأنانية،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬تصبح‭ ‬أضعف‭ ‬لتقع‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الإمبريالية‭.‬لقد‭ ‬أعقبت‭ ‬عملية‭ ‬التفكيك‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬منطقة‭ ‬البلقان‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وما‭ ‬تمخض‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تشكيل‭ ‬دويلات،‭ ‬عدة‭ ‬انقسامات‭ ‬دينية‭ ‬وعرقية‭ ‬وطائفية‭ -‬وصراعات‭- ‬كانت‭ ‬مستعرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬أوائل‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬واندثار‭ ‬البلدان‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬محوها‭ ‬فعليا‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭. ‬إن‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬سفكت‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬مثل‭ ‬رواندا‭ ‬والسودان،‭ ‬وبروز‭ ‬الحركات‭ ‬العنصرية‭ ‬العرقية‭ ‬والقومية‭ ‬والانفصالية‭ ‬المتصاعدة‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬ورياح‭ ‬الاستقلال‭ ‬المطالِبة‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬التي‭ ‬تهب‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬هي‭ ‬أمثلة‭ ‬نموذجية‭ ‬على‭ ‬تكتيكات‭ ‬الانقسام‭ ‬التدريجي‭ ‬والتدمير‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭.‬

وتعتبر‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬كاتالونيا‭ ‬والباسك‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬واسكتلندا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنطقة‭ ‬الفلمنكية‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬ومناطق‭ ‬بادانيا‭ ‬وجنوب‭ ‬تيرول‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬ومنطقة‭ ‬كورسيكان‭ ‬وبريتاني‭ ‬وألزاس‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وبافاريا‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لسياسات‭ ‬الهوية‭ ‬الجديدة،‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬الآن‭ ‬نشاطا‭ ‬حثيثا‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬إن‭ ‬أعظم‭ ‬سلاح‭ ‬وأكثره‭ ‬فاعلية،‭ ‬تستعمله‭ ‬القوى‭ ‬الإمبريالية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأجيج‭ ‬لهيب‭ ‬النيران‭ ‬المستعرة‭ ‬بلا‭ ‬هوادة،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬اليوم،‭ ‬وتعتزم‭ ‬نشر‭ ‬النيران‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬غدا،‭ ‬ليست‭ ‬الدبابات‭ ‬أو‭ ‬مدافع‭ ‬الهاوتزر‭ ‬أو‭ ‬الصواريخ،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬سياسة‭ ‬الهوية‭. ‬ليست‭ ‬هناك‭ ‬نظرية‭ ‬أو‭ ‬مدرسة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬الهوية،‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬جلبت‭ ‬السعادة‭ ‬للبشرية‭ ‬أو‭ ‬استفادت‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كانت‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬دائما‭ ‬هي‭ ‬الدافع‭ ‬الرئيسي‭ ‬وراء‭ ‬العمليات‭ ‬الانفصالية‭ ‬والمعارضة‭ ‬والنزاعات‭ ‬والعداء‭ ‬والصراع‭ ‬والكراهية،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬أو‭ ‬اعتمادها‭ ‬أو‭ ‬الحكم‭ ‬عليها‭ ‬وفقا‭ ‬لهويات‭ ‬الناس‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والبيولوجية،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬والفضائل‭ ‬أو‭ ‬الخدمات‭. ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لاستبدال‭ ‬سياسات‭ ‬الهوية‭ ‬الانفصالية‭ ‬والاستقطاب‭ ‬بتوحيد‭ ‬وتوطيد‭ ‬السياسة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬أسمى‭ ‬الهويات،‭ ‬أي‭ ‬الهوية‭ ‬البشرية‭. ‬ومن‭ ‬نافلة‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬للبشرية‭ ‬بطبيعتها‭ ‬هويات‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وفردية‭ ‬ووطنية‭ ‬وثقافية‭ ‬ودينية‭ ‬وعرقية‭ ‬وبيولوجية‭ ‬متنوعة،‭ ‬والهدف‭ ‬المتوخى‭ ‬لا‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬إبعاد‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬هوياتهم،‭ ‬وإنما‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬هذه‭ ‬الهويات‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أداة‭ ‬للتلاعب‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬نظام‭ ‬الاستغلال‭ ‬العالمي‭.  ‬يمكننا‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬اعتبار‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬حضارة‭ ‬عالمية،‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬ظلها‭ ‬جميع‭ ‬الهويات‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬وسلم‭ ‬وأمان‭ ‬وازدهار،‭ ‬أكبر‭ ‬إنجاز‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشر،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الوعي‭ ‬يُعد‭ ‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬حلا‭ ‬لمعضلات‭ ‬الحروب‭ ‬والانقسام‭ ‬والإرهاب‭ ‬والفوضى‭ ‬والكراهية

https://www.azzaman.com/?p=230181

http://mshreqnews.net/post/103843

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo