تحتل النظرية الداروينية مكانة رسمية في مناهج المدارس والجامعات في معظم دول العالم اليوم. ويتم تجاهل الحقائق العلمية، بل ويتم تحريفها وسوء استعمالها من أجل توظيفها في خدمة نظرية التطور، بحيث أن هذه النظرية المتجاوزة تدعم لأغراض إيديولوجية.
وبينما صار تعلم خرافات النظرية الداروينية إجباريا، فإن تدريس الحقائق العلمية أصبح محظورا!
والحقيقة أن نظرية التطور تعجز عن تفسير كيفية إنشاء الخلية الحية الأولى، أو حتى البروتين المنفرد. ومن بين أكثر من ثلاثة مائة وخمسون مليونا من الحفريات التي تم اكتشافها إلى اليوم، فإنه لا يوجد ولو شكل حفري انتقالي واحد يوضح كيفية تعاقب الأشكال الحية عن بعضها البعض. وإذا لزم تدريس أساطير نظرية التطور في المدارس، فإنه يجب أيضا تدريس هذه الحقائق كما وضحها العلم. يجب أي يتعلم الأطفال والشباب الحقائق التي أفرزها العلم في القرن الواحد والعشرون، لا التعاليم الوثنية الموروثة عن الحقبة السومرية.
لكن الديكتاتورية الداروينية لا تسمح بذلك إطلاقا. وتدرس نظرية التطور بشكل إجباري كجزء من المناهج الموجودة في الكتب المدرسية لكل الدول تقريبا.
و من قبيل الهراء تدريس الصغار في أوروبا خرافات، كما لو كانت حقائق علمية، من أمثال أسطورة أن الزرافة اكتسبت عنقا طويلا نتيجة تمددها إلى الأعلى من أجل الوصول إلى غصن الشجرة، وخدعة الحيوانات التي تظهر عليها علامات اسوداد في المناطق الصناعية، والفراشة المنقطة، والإنسان والقرد المنحدران من جد مشترك، وخرافة الإنسان البدائي الذي كان يعيش في الكهوف.
وإضافة إلى ذلك، فإن الصغار ليس فقط في الدول الأوروبية، بل أيضا في الولايات التركية، وحتى في إيران، يتعلمون أساطير نظرية التطور.
وتدرس رسومات أورنست هايكل الجينية الخادعة، والتي تمرر أكذوبة تواجد مخلوقات خيالية لنصف زاحف ونصف طائر، وخرافة تطور الحصان، كما لو كانت حقائق علمية.
في خضم هذا الهراء، فإن الصغار لا يتوفرون على حق طلب دلائل تزكي كل هذا. ولا يحق لهم التعبير عن الحقائق التي أثبتها العلم. كما لا يحق لهم الإجابة عن الأسئلة في الامتحانات بالطريقة التي يوضحها العلم.
ولا يمكن لأي طالب أن يجتاز مادة علم الأحياء إذا أجاب في الامتحان بأنه "لا وجود للتطور."
ولا يمكن للأكاديميين المختصين في مجالات كعلم الأحياء، والأنثروبولوجيا، وعلم المتحجرات، في أي بلد من العالم القول بأنه "لا وجود للتطور" ويتمكنوا بعدها من الحصول على الترقية الأكاديمية!
ورغم أن جميع الناس في كل دول العالم تقريبا يدرون تماما بأن نظرية التطور هي مجرد أسطورة متجاوزة وإيديولوجية غير علمية، إلا أن كل التلاميذ، والمدرسين، والأكاديميين، ورجال السياسة "مجبرون على الالتزام بنظرية التطور." ويرسب الطلاب في دراستهم إذا رفضوا الالتزام بذلك، ويحرمون من حق التعلم، و يفقد الأكاديميون مناصبهم، كما تقوم حملات تشهير ضدهم في الصحف.
وبإيجاز، لا يتمتع سواء التلاميذ أو المدرسون بالحق حتى في مناقشة نظرية التطور. ومع أنه يتم تفنيد نظرية التطور، مرارا وتكرارا، في خضم التطورات العلمية ، إلا أن هذه النظرية لا زالت تصور على أنها حقيقة مطلقة.
وعجبا، فإنه رغم كون هذه المسألة جلية إلا أن بعض الناس لازالوا يتساءلون: "هل فعلا لازالت النظرية الداروينية موجودة؟" أجل، رغم أن النظرية الداروينية قد انهارت علميا، إلا أن هناك مجهودات متواصلة لاستمرارها كدعامة إيديولوجية. إضافة إلى ذلك، فإن تواجدها يتحقق من خلال قوانين فاشية غاشمة وجائرة.
لكننا اليوم في زمن لابد أن تندثر فيه هذه الضغوطات. لقد سطعت الشمس وبدأ التنوير الحقيقي للإنسانية. ورغم تعنت الداروينيين وتمسكهم بمقولة "ليست هناك شمس"، فإن الناس قد رأوا الحقيقة الآن. فعلا، إن هذا هو زمن الحقيقة، وليس زمن الأسطورة. وسيتحدى العلم العقلية الداروينية الجائرة والغاشمة، وسيظهر الحق وينتصر. قال تعالى: }وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً{ (الإسراء 81)
نقلها إلى اللغة العربية: الدكتور جمال النحاس