أن الله أمر الإنسان أن يكون صاحب اخلاق جميلة
ucgen

أن الله أمر الإنسان أن يكون صاحب اخلاق جميلة

718

تميل الطبيعة الإنسانية إلى تمثل القيم التي جاءنا بها القرآن الكريم· وأنزل الله القرآن الكريم كمصدر فريد يبين لنا القيم التي تتوافق مع الطبيعة الفطرية للإنسان· فيحصل الإنسان على الرضا والأمن والاستقرار فقط عندما يذعن لأوامر الله في السر والعلن، وبتسليم مطلق· تقول الآية الكريمة :

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيْفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْديلَ لخَلْقِ اللهِ ذَلكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ وَلَكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . الروم: .30

إن أولئك الذين لا يراقبون حدود الله ويتجاهلون المثل القرآنية يعانون من مشاكل لا تخطر لهم على بال في حياتهم· يعود ذلك ببساطة إلى أن مقياس الصح والخطأ في المجتمعات التي يساء فيها التعامل مع النعم الإلهية يختلف من شخص لآخر· هناك تتصادم ملايين المقاييس بالكثير من اللامبالاة· ابتداء من ''حسب اعتقادي···'' يحاول كل فرد فرض رأيه ونظريته الخاصة على الآخرين، وهو يسخر سلوكياته اليومية جميعها من أجل مصالحه الخاصة· أما  القرآن فهو يدعو جميع الناس الى الصراط المستقيم الوحيد·ومفهوم الخير في القرآن هو كما جاء في الآية أدناه
لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُم قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالملائِكَةِ والكِتابِ وَالنَّبيينَ وَآتَى المالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبى وَاليَتامَى وَالمساكِيْنَ وابْنَ السَّبيلِ والسَّائِلينَ وَفي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتى الزَّكَاةَ والمُوفُونَ بِعَهْدِهِم إِذا عَاهَدُوا وَالصَّابِريِنَ في البَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ وحِينَ البَأْسِ أُولئكَ الَّذينَ صَدَقُواْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ
. البقرة: .177

إن الالتزام بأحكام القرآن في محاولة لكسب رضا الله ورضوانه، يدفع بالمؤمن إلى محاولة الوصول في تصرفاته إلى حد الكمال · إن شخصاً كهذا يحب الخير للآخرين ويصنع المعروف، لا يبتغي من ورائه جزاء ولا شكوراً، وفي توافق مع أمر الله تكون له شخصية قوية أمام السلوك السيِّئ ، إنه يخاف من الله، وكل مواقفه وقراراته وتصرفاته تعكس هذا الخوف ، لذلك هو يقوم بفعل الخير في أي لحظة وبكل ما يملك ·
من جهة أخرى لا يوجد ما يمنع الإنسان من الاستغراق بالضلال والأعمال السيئة طالما أنه لا يخاف الله ولا يؤمن أنه بعد الموت- أي بعد عدة عقود في الاكثر- سينتهي من الوجود وإلى الأبد· لا يتوقع من هذا الشخص أن يكون حليماً، كريماً، أو أن يبقى مخلصاً لإنسان ما دون ثمن· فشخص كهذا لا يجد من الضروري إبداء النوايا الحسنة تجاه الآخرين، إلا إذا كان يتصرف حسب الفكرة القائلة: إذا أحسنت التصرف مع الآخرين أحسنوا التصرف معي، وإذا لم أؤذهم لم يؤذوني· أما التصرف بإخلاص ودون ثمن فهو يعتبره خسارة محضة؛ لأنه يعتقد أنه لن يجازى عن هذه الأعمال الحميدة في هذه الحياة وهو في نفس الوقت لا يؤمن بالآخرة· من جهة أخرى يميل الإنسان بفطرته إلى الامتناع عن الأشياء التي تسبب له الأذى، خاصة إذا كان يؤمن أنه سيعاقب على فعل شيء، فلن يجرؤ على فعله، ومع ذلك لا يقلع أولئك البعيدون عن طريق الله عن هذه الأفعال إلا من وجهة نظر المصلحة الشخصية ·

لا تتظاهر بجهلك بأن القيم الحقيقية لا يمكن أن تظهر إلا من خلال مراقبة حدود الله، وأنه بالابتعاد عنها يسود الانحلال والفساد· وإذا أردت أن تعيش حياة طيبة في هذه الدنيا، فاعلم أنه يتوجب عليك الالتجاء إلى دين الله ·

الصدق والإخلاص هما الصفتان اللتان يجب أن يتحلى بهما من أراد كسب رضوان الله· الإنسان مسؤول فقط أمام الله، هو الذي سيحاكمه يوم الدين· لذلك ليس من المنطق أن يلجأ إلى الكذب والخيانة في ظل الدوافع الأنانية · لا تتجاهل أنه لا خيار أمامك سوى الصدق والإخلاص في حياتك اليومية؛ لأن الله محيط بك يسمعك ويراك في كل أفعالك ·

إن من صفات الشخصية الإيمانية أيضاً التواضع، والتواضع والكبر لا يجتمعان· من البديهي أن الإنسان المتكبر لا يمكنه أن يحمل في قلبه الحب والرحمة تجاه الآخرين، كما لا يمكن أن يكون كريماً· إلا أن هذا الإنسان يجب أن يعلم أنه لا يملك ما يجعله متكبراً· فإذا كان فخوراً بما يملك، فليعلم أن السماء والأرض وما بينهما ملك  لله الواحد القهار· الله هو الذي أعطى الإنسان الذكاء والمظهر الحسن والصحة وهو قادر على استرجاع كل هذا بلمح البصر· إضافة إلى أن الإنسان فانٍ، سيعود وحيداً إلى الله عز وجل، تاركاً كل ما جناه وراءه· يخبرنا القرآن أن كل من تكبر في هذه الدنيا، سيأتي إلى الله صاغراً ·

هذه هي الحقيقة· لا تتجاهلها مهما كنت غنياً أو صحيحاً أو جميلاً أو مشهوراً! إن ما يجعل الإنسان محظوظاً هو الصفات الخيّرة التي يحصل من خلالها على رضوان الله ، وخضوعه له ·

لقد أعطانا الله عز وجل وصفاً موسعاً للفضائل ، والسلوك الحسن، والصفات الإيمانية في القرآن الكريم ·

الصفات النموذجية للفرد المسلم الذي كرس نفسه لله والذي يؤمن بالحساب هي :
      أمين
      يقابل الشر بأفضل شكل
      يتسلبق في الخير
      لين الجانب ومتسامح
      رحيم بالؤمنين وحليم
      لا يستسلم لغضبه
      يعمل الخير لا يبتغي أجراً من أحد
      يتجنب الاستهزاء والغيرة والانانية
      يحفظ الوعود والامانة
      لا يقيم الناس حسب غناهم بل حسب خلقهم
      يتجنب شهادة الزور
      يتجنب الكلام الفارغ واللغو
      مستعد للتضحية أذا آستلزم الامر
      يسوي الأمور بحكمة
      بعيد عن المظاهر الكاذبة
      صبور
      متواضع ···
      هذه الصفات هي بعض الصفات الأساسية فقط· يحاسب الإنسان يوم القيامة على أعماله وتحليه بهذه الصفات· إن الذين يتحلون بهذه الصفات في الدنيا، ويعملون بكتاب الله سيفوزون بحياة النعيم الخالدة :

وَقِيْلَ لِلَّذِيْنَ اتَّقَوا مَاذا أَنزَلَ ربُّكُم قَالُوا خَيْراً لِلَّذينَ أَحْسَنُواْ في هَذِهِ الدُّنيا حَسَنةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَاْرُ المُتَّقيْنَ ü جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ لَهُمْ فِيْهَا مَا يَشَاؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ المُتَّقيْنَ . النحل: 30- .31

بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهَ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّه وَلا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . البقرة: 112 .

مهما تكن الظروف التي تعيش في ظلها، من الضروري ألا تتجاهل أنه يتوجب عليك أن تلتزم بالقيم القرآنية في هذه الحياة الدنيا لضمان حياتك الآخرة ·


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo