الله سبحانه عز وجل، يُخبر المؤمنين في كتابه العزيز، القرآن الكريم، أن بعثة النبي هارون (عليه السلام) والنبي يوحنا (عليه السلام) كانت بهدف مساعدة كل من النبي موسى (عليه السلام) والنبي عيسى (عليه السلام)، ومن نفس المنطلق، يمكن اعتبار المسلمين، سواء كانوا أصدقاء أو إخوة أو أخوات، بمثابة دعم وعون لرسول الله في تبليغ رسالته. فيما يخصني، أستعمل اسم الكتابة، هارون يحيى، كإشارة لدعواتي ونيتي، لأكون عونا ويدا مساعدة، لنشر دين ودعوة رسول الله في نهاية الزمن، وهو اسم اخترته بقصد، لكي أصبح الشخص الذي يساعد ويدعم ويحمي ويراقب، مثلما فعل الأنبياء، على غرار هارون ويوحنا عليهما السلام.
2. تصب كامل تركيزك على دحض النظريات السامة المتعارضة مثل الداروينية والرومانسية، فما هو السبب؟
يشكو الناس من الحروب ومن أمواج الفارين من أوطانهم بحثا عن بلدان توفر لهم الأمن والسلامة، ويشكون من الاعتداءات، والمظالم، وكلهم يريدون تغيير النهج الذي تسير عليه الأمور، لكن مع ذلك، تظل الأمور على حالها، فمعظمهم إما يفشل في تحقيق ذلك التغيير، أو لا يكلف نفسه عناء تحديد السبب الرئيسي الذي يجعل العالم يتحول إلى مكان قاس لا يعرف الرحمة، عالم تهيمن فيه الأنانية، ويغيب فيه الحب والمودة، عالم يكاد يفقد روحه. ورغم أن ظهور الناس تحمل علامات تشبه المخالب لا تبرحها، ومع ذلك، لا يكلفون أنفسهم عناء إلقاء نظرة للخلف لمعرفة من صاحب هذه المخالب، ولا يعمقون البحث لمعرفة ما الذي غرس في نفوس الناس روح الأنانية والقسوة.
ماذا تدعيه الداروينية؟ هذه العقيدة تطرح فرضية ملتوية تزعم بأن "كل شيء هو نتاج المصادفات، من دون أن يكون لهذه الحياة أي هدف محدد، وأن الإنسان ينحدر من الحيوانات، يتقاتلون ويتصارعون فيما بينهم، وفي ختام هذه المبارزات، فقط يحصلون على الهيمنة والسلطة"، ثم فوق ذلك، يزعمون أن هذه حقيقة علمية، رغم افتقارها إلى أي دليل حقيقي يسندها.
وهم بذلك يقدمون للناس أمورا مثل القسوة وانعدام الرحمة، والأنانية، باعتبارها حقيقة علمية. من الأهداف ونتائج العمل على كشف بطلان هذه الأطروحة وتبيان كونها مجرد خدعة، القضاء التام على النزاعات والخصومات والظلم. إن نظرية التطور ليست علما، بل هي اعتقاد وثني يعود إلى زمن السومريين، وإلى مصر القديمة، إنها نظرة وثنية تعمِد بالأساس إلى مخادعة ذكاء الناس، عندما يُسْأل الداروينيون من الذي أوجد الموز والفراولة، والقط والأرنب وزهرة الأقحوان، والبشر، فضلا عن من خالق هذا النظام المثالي البديع، وما يحتويه من معرفة وجمالية، يجيبونك بكل بساطة "جاءت عن طريق الصدفة".
لا تستطيع الصدفة أن تبدع الخلية التي تعمل عملا معقدا ومنتظما يشبه عمل ونشاط مدينة كبرى، الصدفة ليست بوسعها أن تنتج ملايين الصفحات من البيانات المشفرة المتضمنة في الحمض النووي. الصدفة لا تعرف التماثل، ولا النسبة الذهبية أو قيمة الجمالية، إن الله هو خالق كل شيء في صورته الكاملة التي لا يعتريها نقصان. أما بالنسبة للرومانسية، فهي حركة يقف وراءها الشيطان لإبعاد الناس عن العقلانية والاتزان، والحب والصداقة بين أفراد المجتمعات، وليست ثمة علاقة على الإطلاق بين الرومانسية والحب الصادق. تُبعِد الرومانسية الناس عن التقييمات العقلانية والقائمة على وخز الضمير، وتضر بهم وبمن حولهم من خلال ردود فعل مفاجئة أو غضب أو حماسة مضللة، ومن ثم، فمن شأن توضيح الطبيعة الخاطئة للرومانسية، أن يقدم للناس عموما منظورا سليما، يسمح لهم بالتصرف بشكل معقول.
3. ما هي النتائج الملموسة التي أعقبت توزيع ونشر الأعمال التي تتناول آراءك على مستوى العالم؟
انطلقتُ في جهودي العلمية في عام 1979، كنتُ حينذاك طالبا جامعيا، وألفت يومها كتيبا يثبت بطلان نظرية التطور، مستندا في ذلك إلى أدلة ثابتة، أما اليوم، لدي أكثر من 300 كتاب مترجم إلى 73 لغة، وتُنشر مقالاتي بانتظام في216 صحيفة أو مجلة، أو موقع على شبكة الإنترنت، في 43 بلدا.
يتابع برامج البث المباشر التي أعِدُها، ملايين المشاهدين يوميا باللغة الإنجليزية والعربية والروسية والفرنسية. وبفضل الله ومشيئته، تمخض عن هذا الجهد الكبير، نتيجة طيبة، حيث تقلص إلى حد كبير عدد الذين يعتقدون في نظرية الداروينية، بل حتى أكثر المدافعين عن الداروينية شهرة، تراجعوا عن مواقفهم، وهذا ما تؤكده بوضوح الدراسات الاستقصائية التي تمت بهذا الخصوص.
وأحمد الله أني قد ساهمت إلى جانب أصدقائي بقدر كبير في نشر تعاليم الإسلام المستمدة من القرآن، وتبليغها إلى مناطق فسيحة من العالم. ومن خلال أسلوب عيشنا ونهجنا في الحياة، أثبتنا للعالم بأسره كيف يمكن للمسلمين أن يعيشوا حياة راقية، بكل حيوية ونشاط، ملؤها البهجة والسعادة، حياة تقدر وترفع من مكانة الفنون والعلوم والجودة بما تستحقه.
ما فتئ الإسلام ينبه الناس ويحذرهم من أشخاص مهملين لهيئاتهم، منطوين على أنفسهم، وغير عابئين بصحتهم ونظافتهم، من قاطني أحياء الصفيح، الذين ينفرون من الموسيقى واللوحات الفنية والمنحوتات ويرفضون حياة الفرح والجمال، ولهذا السبب بينا أن هذه السلوكيات ليست من سمات الإسلام الحقيقي، وأن الإسلام الحقيقي هو ما بينه الله في كتابه العزيز، القرآن الكريم، الدين الذي يغرس حب الجمال في حياة الناس. ومن خلال جهودنا قضينا على تأثير أنماط النظم التي تنفر الناس من الإسلام وتلقي بهم في أحضان الإلحاد.
4. أنت نسوي متحمس تدعم حرية المرأة وتحرُرها كليًا لدرجة أنك تلتقط الصور معهن وهن يرتدين البكيني، فما هو تعليقك على ذلك؟
الله سبحانه هو من يمنح هذه الحرية للمرأة، فعندما نلقي نظرة في القرآن الكريم، في الآية 31 من سورة النور على سبيل المثال، نرى أن المرأة تتمتع بحرية هائلة، وتخبرنا الآية بأن ما هو مطلوب من المرأة تغطيته، صدرها وفرجها فحسب.
وفي الآية 59 من سورة الأحزاب، يبيح الله للمرأة بأن تقرر، بمحض إرادتها ووفق ضميرها، ارتداء البرقع لتغطية أجزاء مكشوفة من الجسم، في حالة الحاجة، لكن ينبغي للمرء أن ينتبه إلى أمر مهم، وهو أن الله يترك الأمر لضمير المرأة لتقرر بنفسها ما هي الظروف التي توجب عليها ارتداء البرقع.
إذا شعرت المرأة بالأمان وتعتقد أنها بصحبة أشخاص تثق بهم، من ذوي الحكمة والإيمان والضمير، يمكنها عندئذ ارتداء البيكيني في هذه الظروف، ولا يوجد في ذلك ما يتنافى مع القرآن. (لمزيد من المعلومات الوافية حول هذا الموضوع، يمكن لإخواننا وأخواتنا الرجوع إلى الكتاب التالي:
إن النظرة التي تصور النساء في شكل مذنبات محتملات وتملي عليهن ما يجب فعله وما لا يجب، هو جزء مشترك بين الأيديولوجيات المادية الداروينية والمفهوم الإسلامي التقليدي الذي لا ينص عليه القرآن، يريد الله رفع كل العوائق التي ليس لها مكان في القرآن.
5. هل يمكنك أن توضح وجهة نظرك بشأن المساواة بين الرجل والمرأة؟
لا الرجل خير من المرأة وأهم منها ولا هي خير منه وأهم منه، لأن ذلك من شأنه أن يجعل أحد الجنسين يضطهد ويقمع الآخر، لكن إذا أمعنا النظر، نكتشف أن النساء، بالمقارنة مع الرجال، أكثر مراعاة لمشاعر غيرهن، وأكثر رحمة وصبرا، وقادرات على رؤية الأشياء رؤية أكثر شمولا، وبوسعهن التآلف معها والغوص في أعماقها، وقادرات على عمليات تقييم معقدة للأشياء، إن امتلاكها مثل هذه المميزات يضعها في وضع متقدم ورائد، ومن وجهة نظري، يجب أن تعطى المرأة الأسبقية وتُمنح الأغلبية في كل مجال وجانب من جوانب الحياة، مثل أن يتألف نصف أعضاء البرلمانات في جميع أنحاء العالم من النساء على الأقل، ولا شك أن عالما تحكمه حكمة الإناث، وبما تنفرد به من رقة وجمال وتعاطف، سيُحول لا محالة إلى جنة على الأرض.
6. هل أنت من حيث المبدأ مع أم ضد ارتداء المرأة للحجاب؟
كما ذكرتُ للتو، الحجاب ليس واجباً من الواجبات التي ذكرها الله في القرآن، أمر الله النساء بارتداء البرقع في الحالات التي تحتاج إلى حماية أنفسهن، في مثل هذه الظروف فقط أمر الله النساء بارتداء البرقع الذي يغطي أجسادهن من الرأس إلى أخمص القدمين، عند خروجهن من البيت، لكن إذا اختارت صديقاتنا لبس الحجاب بدلا من البرقع في الأماكن التي تشعر فيها أنها غير آمنة، عملا بهذا الأمر، فذلك يتماشى مع القرآن، وإذا قمن بارتداء ملابس كاشفة في الأماكن التي يشعرن فيها بالأمان، فهذا أيضا يتماشى مع القرآن.
7. هل توافق على البوركيني الذي ينتشر في بعض من الشواطئ الغربية والشرقية؟
إذا كانت المرأة تشعر بالراحة عند ارتداء بوركيني، فمن حقها أن ترتديه، وإذا شعرت بالراحة لدى ارتدائها البيكيني، فمن حقها أيضا أن ترتديه، ولا ينبغي أن يملي أحد على المرأة ما يجب أن تقوم به؛ تعرف النساء كيف يحمين أنفسهن بشكل جيد بفضل ما تتميز به من حكمة ووخز ضمير، وهناك توجهٌ سائدٌ في الغرب والشرق على السواء، يميل إلى الإملاء على المرأة كيف يتعين عليها أن تدير حياتها وتعيشها، لا أحد يملي على الرجل ما يجب عليه ارتداؤه، أو يجب عليه القيام به وما يجب عليه ارتداؤه للسباحة، ومن ثم فمن غير المعقول أيضا الإملاء على النساء ما يجب عليهن القيام به.
8. ما هو تقييمك لموقف النساء في تركيا، والمناطق العربية، والعالم الإسلامي؟
على الرغم من جميع الحريات التي يمنحها القرآن الكريم للمرأة، بالمقارنة مع الغرب، تعيش نساء الشرق الأوسط وبلدان إسلامية أخرى تحت ظروف أشد قسوة.
تتمتع المرأة بحريات أكثر نسبيا في تركيا، ولكن الحرية في القرآن الكريم، والحرية التي أعتبرها مثالية، لم تتحقق بعد، وهذا يعود بالطبع للمفهوم التقليدي للإسلام الذي لم ينص عليه القرآن.
ولا يمكن للمرأة أن تتمتع بحريتها عندما تعيش في بيئة تسود فيها عقلية تعتبر المرأة نصف كائن، وتعتقد أنه يجب ضرب المرأة تأديبا، وفي محيط تُمنع النساء فيه من الضحك أو الخروج من البيت، وأن الجحيم سوف يعج بالنساء.
وبإذن الله، سيكون عصر المهدي، الزمن الذي تحقق فيه المرأة الحرية الكاملة تماما كما ورد في القرآن الكريم، يقول رسول الله (ص) في حديث شريف إن المرأة ستكون قادرة على السفر بحرية من دمشق إلى مكة بمفردها، في عهد المهدي.
وستتمتع المرأة بهذه الحريات التي تمكنها من السفر بكل سعادة ودون أي قلق، ولن تتعرض للازدراء أو المضايقة والاضطهاد.
9. لماذا تبدو كما لو أنك تسبح عكس التيار في المجتمع الإسلامي؟ هل هذا من أجل جذب الانتباه وحسب؟ أو هل لديك منهج جديد ينطبق على ما بعد الحداثة والعلمانية؟
كل ما أصبو إليه هو رضا الله بقدر ما استطعت، أقرأ القرآن وأحاول تطبيق ما فهمته من تعاليمه، وأجسده على أرض الواقع، ولا أحثُ غيري على الاقتداء بي أيضا، بل أحثهم على اتباع القرآن. عندما أنظر في القرآن الكريم، أرى أن أسلوب حياتي والطرق التي أستخدمها لنشر دين الله تتماشى مع القرآن الكريم، وبما أنني طالب في القرآن، أطلب من كل من ينتقدني بأن يكون انتقاده أيضا وفقا للقرآن الكريم، وأنا منفتح على النقد، ومُستعد لقبوله، إذا استطاع أحدٌ أن يثبت استنادا إلى آيات القرآن أن شيئا مما أفعله خاطئ، لكن حتى الآن، لم يقدم أحد دليلا مسنودا من القرآن الكريم، يبين أن ما أفعله خطأ، هؤلاء مقتنعون حقا أن الجمال والثروة والجودة والفن والعلوم توجد بين أيدي الكفار، ولهذا السبب لا يمكنهم الاعتقاد بأن المسلمين يمكنهم أيضا التمتع بهذه النعم التي منحهم الله في حياتهم.
ومع ذلك، فإن كلًا من الحداثة والعلمانية موجودة في روح القرآن الكريم، لقد كان الأنبياء أكثر الناس حداثة في عصرهم، وكلهم كانوا عصريين إلى أبعد حد، وتُعتبر الآية الكريمة السادسة من سورة الكافرون "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" الوصف الأكثر وضوحا للعلمانية.
10. يصفك المحافظون بأنك نسخة معدلة من شخصية داعية إسلامي علماني يتمسك بما يُعرف بـ "الإسلامي الليبرالي"، فما هو تعليقك؟
إن الموقف الذي أنتقده وأعترض عليه أكثر من غيره هو ما يتم إلصاقه بالقرآن أو حذفه منه (الزيادة والنقصان)، أذكرك بأن الفكرة التي تصفها بأنها "إسلام ليبرالي"، تنفي في جوهرها، وصايا من القرآن الكريم، بينما ما أدعو إليه أنا، هو التطبيق الكامل للقرآن الكريم.
لو أمعنت النظر في الجزء الذي تصفه محافظا، سترى أن الغالبية العظمى منهم لا يفسرون أو يدعون للالتزام بارتداء البرقع على الرغم من وجوده في القرآن، لأنهم يعتقدون أن الدعوة إلى البرقع من شأنه أن يثير ردود فعل سلبية. في حين، أقول بوضوح وصراحة تماما مثلما يأمر به الله في القرآن، بأنه من الواجبات الدينية للمرأة المسلمة ارتداء البرقع عندما تعتبر ذلك ضروريا.
11. تصفك بعض الدوائر بأنك زعيم طائفة، فما هو السبب؟ وبم تعلق على هذا؟
أنا لست شيخ طريقة أو زعيم طائفة، ولست حتى عضوا في أي طائفة، والسبب في إثارة هذه المسألة بشكل متكرر، هو أن أول مادة إخبارية نشرت عني تعرضت لي باسم "عدنان حجة"، وقدمتني وأصدقائي، باعتبارنا ننتمي لطائفة.
لقد قلت مرارا وتكرارا إنني لست واعظا ولا عالما، أنا مجرد مسلم مخلص لدينه، ولا ينظر إلي أصدقائي كشيخ طريقة أو زعيم طائفة، بل ينظرون لي كصديق يحبونه كثيرا، وأراهم من جانبي أصدقاء أعزهم. أنا شخصُ يتمتع حقا بالمرح والفرح والجمال والفن، وأعتقد أنه يتعين على الناس عيش حياتهم بكل حماسة وشغف، حياة ملؤها الحب والعاطفة، في سبيل الله، دون تجاوز الحدود التي رسمها الله في القرآن الكريم.
12. ما هو تعليقك بشأن النساء اللاتي يظهرن على A9TV، واللاتي يعرفن بـ "القطط"؟
أحب القطط كثيرا، لأنها حيوانات جميلة جدا، تعرف معنى الحب وتعبر عن هذا الحب بشكل لطيف، والنساء أيضا لديهن مستوى راق في فهمهن لمعنى الحب وتقديره، في هذا الصدد، هناك تشابه بين القطط والنساء، ولذلك أقول أحيانا لأصدقائي "أحِب قلب قطتك الجميلة" كتعبير عن الحب، وهو السبب الذي جعل اسم "هريرة" (القطة الصغيرة) يصبح معروفا في تركيا".
13. هل تعتقد أن خطاب الدعوة الإسلامية ينبغي أن يتم إصلاحه؟ وإذا كنت تعتقد هذا، ما هي الوسائل لإصلاحه؟
ليس هناك شيء اسمه الإصلاح في الإسلام، الدين ليس في حاجة إلى إصلاح، الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هو الالتزام بالقرآن، والاقتناع بأن القرآن كافٍ شافٍ.
كان لنبينا (صلى الله عليه وسلم) شكوى واحدة فقط، تختصرها الآية 30 من سورة الفرقان "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا" وهذا هو السبب وراء كل المشاكل التي تمزق نسيج العالم الإسلامي اليوم.
یقول الله سبحانه عز وجل في الآية 89 من سورة النحل "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ" ويقول أيضا في الآية 38 من سورة الأنعام "... مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ" لقد أنزل الله الكتاب إلى عباده، ليفسر لهم كل شيء، هذا الكتاب واضح لا لبس فيه ومفهوم، وعلى المؤمن أن يعيش وفقا لهذا الكتاب".
ولكن على الرغم من كلمة الله، يقولون، كبُر مقتا عند الله ما يقولون، "كلا نحن نعلم أفضل مما فيه، والقرآن ليس كافيا"، ولهذا السبب هيمنَ الشذوذ، والتخلف، وغابت الجودة والجمال، في حياتهم.
14. ما هي الوسائل والأدوات التي يجب استخدامها بنجاعة لمواجهة الإرهاب؟
التعليم، وطالما لم يُوفَر التدريب الأيديولوجي للتصدي للإرهاب، لن تتمخض أبدا التدابير العسكرية عن نتائج حقيقية ومرضية، وهذا باد للعيان بشكل كبير في العالم كله. من المعلوم أن المنظمات الإرهابية تغرس في نفوس مقاتليها قواعد أيديولوجية، عبر عملية تلقين مكثفة، وقبل حتى تدريبهم على استخدام الأسلحة. ويقومون قبل كل شيء بإرساء الأساس العقائدي.
يرسخون في عقول أتباعهم عقيدة القتْل والتضحية بالموت، يتحقق هذا الهدف في المنظمات الإرهابية الشيوعية، من خلال نشر تعاليم الفلسفة المادية الداروينية، حيث يدرس أتباع هذه النظرية المادية المعتقدات المزيفة التي تزعم أنهم ينحدرون من حيوانات، وانطلاقا من هذا التصور المعوج، يتصرفون تصرف الحيوانات، أي بأنانية، ودون رحمة، وباعتبار أن الصراع ضروري للعودة إلى المجتمع البدائي الضيق. أما المنظمات الإرهابية المتطرفة، فهي أيضا تستند إلى مصادر كثيرة تدعي أنها إسلامية، لا وجود لها في القرآن الكريم.
وهكذا، يكون الأمر حتميا، بالنسبة للشخص الذي يعتقد أن كل من لا يصلي، ويشرب الخمر، أو الذي يسرق، يجب أن يُقتل، لا بد أن يتحول مثل هذا الشخص إلى العنف، لتحقيق ما يعتقده صوابا، والعمل الوحيد الذي يجب القيام به في هذه الحالة، هو كشف بطلان معتقدات هذه الجماعات الراديكالية، وإذا كان بطلان أسس الداروينية، أمرا يمكن تفسيره علميا، فإن حقائق القرآن ومعجزاته يمكن تدريسها وتنوير الناس بشأنها، ومن خلال هذا النهج، الذي يوضح ويقنع الناس بالدليل أن القرآن الكريم كاف كمصدر، لن يظل الإرهاب يشكل مشكلة في العالم.
15. نشرت كتابًا أطلقت عليه "دين الجاهلين"، توبخ فيه العادات والتقاليد الاجتماعية على جميع الأصعدة. وكما تعلم، نشر سيد قطب آراءه في كتاب أطلق عليه "جاهلية القرن العشرين"، فهل تتفق معه؟
سيد قطب هو أحد المفكرين البارزين بين أعلام الإسلام، وأفكاره وأعماله قيمة، لكنني مع ذلك، لا أتفق مع جميع آرائه، إن أخلاق وثقافة الجهل هي فكرة مضمنة في القرآن، لكنها مستعملة بطرق غير سليمة.
ويشير سيد قطب إلى أسلوب حياة سابق للوحي ولتنزيل القرآن الكريم، ونشهد اليوم ثقافة مماثلة من الجهل قد انتشرت في العديد من البلدان، في ظل ابتعاد الناس أكثر فأكثر عن القرآن الكريم.
ولكن المهم هو اتباع السبيل الأنجع الكفيل بمحاربة ثقافة الجهل هذه، بالنسبة لي، أعتقد أنه يجب بلوغ هذا الهدف من خلال المعرفة والفن والجمال والحب. لا توجد مشكلة عصية، يستحيل حلها من خلال نهج المحبة والتراحم.
16. التقى أصدقاؤك برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. ونظرًا لأن هذا الموضوع شديد الحساسية في العالم الإسلامي، فما هي الرسالة التي كنت سترغب في إيصالها؟
لقد كنا على اتصال مع الدوائر البارزة في إسرائيل لسنوات عديدة، وقد زار كبار الحاخامات والسياسيون وقادة الرأي من السنهدرين، تركيا بشكل متكرر ويُستقبلون بحفاوة كضيوف ينزلون على تركيا.
بالمقابل يقوم أصدقائي بزيارة إسرائيل وينظمون هناك المؤتمرات للتعريف بالإسلام الحقيقي، ومثل هذا الارتباط والعمل المشترك بين اليهود والمسلمين هو المسار الذي انتهجه نبينا (صلى الله عليه وسلم)، ويتماشى مع تعاليم القرآن، وقد استضاف نبينا (صلى الله عليه وسلم) عدة مرات الضيوف اليهود والمسيحيين، وأقام هؤلاء الضيوف في كثير من الأحيان في بيوت الصحابة.
عندما مر ذات يوم، رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بجنازة يهودي، توقف احتراما للميت، وعندما ننظر في القرآن، نجد علاقة دافئة بين المسلمين وأهل الكتاب، وقد أحل الله طعامهم بالنسبة للمسلمين، إضافة إلى جواز زواج المسلمين من النساء اليهوديات والمسيحيات.
يُعتبر الزواج أقرب وأدفأ صلة بين المجتمعات، واليوم، من المهم جدا إقامة علاقات ودية بين الطائفتين، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وفي العالم.
17. ذكرت في أحد كتبك، التي تحدثت فيها عن المزارات والأضرحة والمعابد التي تنتمي إلى جميع الديانات التوحيدية، أن اليهود والمسلمين يجب أن يتعايشوا في محبة وسلام، فلماذا تدافع عن مثل هذه الآراء والحلول على الرغم من الاعتراض واسع النطاق في العالم الإسلامي والعالم العربي؟
تُعتبر هذه الأراضي أراض مقدسة من قبل المسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، وهي شاسعة كبيرة بما فيه الكفاية لتتسع لهم جميعا للعيش معا كأشقاء. لقد عشنا معا في هذه الأراضي لمدة 400 سنة، يهود ومسيحيون ومسلمون. واليوم، من الممكن أن نعيش معا بروح حديثة ومستنيرة وفي جو من المحبة.
وفقا للقرآن، تعود هذه الأراضي لبني إسرائيل، لأنها أراضي أجدادهم، تماما مثلما هي أرض أسلافنا. شعب إسرائيل والشعب الفلسطيني هم ذرية النبي نفسه، ينحدرون جميعهم من سلالة النبي إبراهيم (عليه السلام)، ومن الغريب حقا أن نجد من يُفاجأ من إمكانية عيش أحفاد النبي معا في سلام.
والأصل هو الصداقة والحب، لكن نظرا لاعتياد الناس على الصراعات والقتال والانقسام، فعندما تُعرض عليهم المحبة، يسألونك بتعجب "هل هذا ممكن؟"، سبق أن ذكرتُ أنني ضد جميع أنواع الإرهاب، بما في ذلك إرهاب الدولة.
بالفعل، ترتكبُ إسرائيل بعض الأفعال غير المشروعة، مثلها مثل كل بلد من البلدان، هناك أشخاص أشرار في كل المجتمعات، لكن إذا وضعتَ الشر جانبا وتحالفتَ مع الخير، يمكنكَ إضعاف شوكة الشر، لذا أوجه دعوتي وجهودي من أجل إضعاف الشر.
18. لماذا تلتقي ببعض الرموز التي يزعم أنها مشبوهة، مثل الماسونيين وتحصل منهم على جوائز؟ فما هي الرسالة التي تريد إيصالها؟ وهل أنت عضو في أي من نوادي الماسونيين؟
الماسونية منظمة قديمة جدا، يعود تاريخها إلى ما قبل 12 ألف سنة، وكانت موجودة أيضا في عهد النبي سليمان (عليه السلام)، وكما تعلمون، معنى كلمة "ميسون" هو بناة الحجر، (أو الحَجارون أو نُحات الحجر)، ومن المعروف أن النبي سليمان (عليه السلام) وظفَ العديد من نُحات الحجر. الماسونيون هم مجموعة تقوم بدور نشط في السياسة العالمية، من المهم جدا نشر الإسلام وشرح القرآن وسط هذه المجموعة. لقد مُنِحتُ إجازة ماسونية من درجة 33، ولكن لم أذهب أبدا إلى أي محفل ماسوني، ولم أحضر أي حفل ماسوني، والماسونيون الذين زاروني منحوني الإجازة خلال البث المباشر في إحدى برامجي، وحدث هذا الأمر أمام أعين المشاهدين، في بث مباشر.
بعد ذلك، عقدنا مؤتمرات حول معجزات القرآن وحقائق الإيمان في المحافل الماسونية، وبدأ العديد من الماسونيين يؤدون الصلاة. وبالمثل، أنا أيضا على اتصال مع فرسان الهيكل، وأعتقد أن الماسونيين سيضطلعون أيضا بدور مهم لسيادة الإسلام وانتشاره في هذا القرن.
19. ما هي التحديات التي تواجهها الأمة الإسلامية أو الأمم في الوقت الراهن؟
إن الحاجة الأكثر إلحاحا بالنسبة للمسلمين هي التمسك بالقرآن واستيعاب فحواه وتطبيق ما يحث عليه القرآن الكريم من محبة واستنارة ورحمة وحداثة، في ظل روح سامية ومتميزة تتذوق الفنون الأنيقة. أما اليوم، نظرا للأزمات التي تمزق العالم الإسلامي، فقد تحول المسلمون إلى لقمة سائغة في متناول كل من يتربص بها.
إن جميع الأسلحة التي تم تطويرها يتم تجريب معظمها أولا في العالم الإسلامي، حيث يسقط تحت نيرانها عشرات المدنيين المسلمين الشهداء كل يوم، دون أن يكترث لهم أحد بحيث تظل أسماؤهم مجهولة، والمسلمون هم الذين تبتلعهم مياه البحر المتوسط، بعد محاولة فرارهم من بؤس بلدانهم، وهم المستهدفون من عمليات القصف اليومية، ويُقتنصون من قبل طائرات الدرون، وهم يؤدون صلواتهم، أو أثناء احتفالهم بزفاف الأقارب أو عند سيرهم في الطرقات، حتى أصبحت حياة المسلمين بلا أدنى قيمة.
وبما أن معظم المسلمين لا يعيرون أي أهمية لأنفسهم، فقد فقدوا احترامهم الذاتي، والسبيل الوحيد لاستعادة هذا التقدير للنفس، هو عن طريق الالتزام بالقرآن الكريم والالتفاف حول قائد روحي مثلما أوصى به الله عز وجل في القرآن الكريم، وإذا ما وَحَد المسلمون كلمتهم وجمعوا صفوفهم، وأسس العالم الإسلامي هذه الوحدة حول التنوير والحداثة التي يحث عليها القرآن، لن تعترض طريقهم أي صعوبة في تحقيق ما يصبون إليه.
20. ما هو مذهب الفقه الإسلامي الذي تتبعه؟
أنا حنفي المذهب، علينا جميعا أن نتمسك بمذهب من المذاهب الإسلامية إلى أن يظهر المهدي المنتظر، وإن شاء الله، عندما يظهر المهدي، ستتلاشى جميع المذاهب الأخرى، وسيعود الدين نقيا إلى أصله الأول، كما كان عليه في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم).
21. ماذا تعتقد بشأن الصراع السني والشيعي، أعني الطائفية الإسلامية في المنطقة؟ وكيف يمكن للأمة الإسلامية أن تضع نهاية لهذا؟
سنة وشيعة ووهابيون، جميعهم أطهار، ومسلمون صالحون. إن إشعال فتنة التطاحن بين أتباع نفس الكتاب، القرآن الكريم، ونفس النبي (صلى الله عليه وسلم) ونفس القبلة، ليتناحروا فيما بينهم، يشكل أحد أكبر مخططات الدولة البريطانية العميقة.
إن إذكاء لهيب النزاع بين المسلمين الذين تربطهم روابط الأخوة، رجالا كانوا أو نساء، بالمعنى القرآني، معناه دفعهم للاقتتال فيما بينهم، إنهم يؤججون نيران هذا الصراع من خلال الشيعة البريطانية والسنة البريطانية، نحن نعلم أن الشيعة البريطانيين يحتقرون السنة، والسنة البريطانيين يحتقرون الشيعة، وكل فئة تعتقد أنه من واجبها قتل أعضاء الطائفة الأخرى، في حين لا ينبغي للمسلم أبدا قبول مثل هذه العقلية الشريرة؛ تجمعنا عقيدة تقوم على رب واحد وقبلة واحدة ونبي واحد، بل إنه سلوك ساذج أن يحاول الإخوة والأخوات قمع بعضهم بعضا، في حين ينبغي على السنة والشيعة أن يوحدوا صفوفهم على الفور.
وعلينا بذل كل الجهود للقضاء على العداء الذي يمزق صفوف أهل السنية والشيعية، ليتوحد الجميع كإخوة وأخوات، من شأن مبادرة الشخصيات البارزة من كلا الجانبين، وقيامهم مع بعضهم البعض، بإلقاء خطابات عن الأخوة والصلاة جماعة في صف واحد، أن يقدم رسالة رائعة للعالم بأسره، ويفقِد الدولة العميقة البريطانية واحدة من أخطر أوراقها المستخدمة لتمزيق صف المسلمين.
22. ما هو تقييمك للسياسة الخارجية التركية، وخاصة مع مصر؟
يجب على تركيا اتباع سياسة شاملة تجاه مصر، بل ألا يقتصر هذا الموقف على علاقتها مع مصر، وإنما يشمل علاقاتها مع جميع الدول الأخرى، دون أن تفضل بلدا أو طائفة أو جماعة على أخرى.
وعملا بمنطق الإنصاف والعدل، ينبغي لها أن تبقى على اتصال مع جميع المجموعات وأصحاب مختلف الآراء، وأن تتبني نهجا وديا تجاه الجميع، وتجتهد في مساعيها من أجل تكريس جو مناسب يسمح للجميع بالعيش في وئام، وآمل أن تتحسن العلاقات المصرية التركية في أقرب الآجال.
كما تعلمون، تواجه العلاقات التركية الروسية أيضا مشاكل مختلفة، وكان لدينا بعض الخلافات مع إيران أيضا، وقد دعوتُ باستمرار الحكومة التركية إلى حل هذه المشاكل وإقامة علاقات ودية، والحمد لله، لقد أثمرت جهودنا وأعطت نتائج طيبة.
وستكون مصر الدولة المقبلة في هذا المجال إن شاء الله. يشكل المصريون -الذين يتألفون من نسيج يشمل جميع المعتقدات والآراء- أمة طاهرة نقية، ونعتبر مواطنيها إخوتنا وأخواتنا، ولهم تقديرهم في أعيننا، ونكن لهم كل الود والاحترام، وأتمنى أن تتحسن علاقاتنا مع مصر وتعود إلى سابق عهدها في ظل الوفاق في أقرب وقت ممكن -ولم لا؟- إلى وضع أفضل مما كانت عليه من قبل.
23. هل تصدق مثل العديد من الساسة الأتراك، نهضة الخلافة العثمانية مثلما كانت في الأيام الماضية؟ وهل تعتقد أن المجد العثماني سوف يهيمن على المنطقة كلها مرة أخرى؟
إذا كان التوق إلى العهد العثماني يعني الوحدة بين المسلمين، وحرية اليهود والمسيحيين في الحياة والعبادة، وأن يعم المجد وتنتشر مختلف الفنون، فالأمر إذا عظيم حقا.
لكن لا بد من توضيح أمر مهم، إن الإشارة إلى مجد وعظمة الإمبراطورية العثمانية، لا تعني أنه يجب قبول كل ما فعلوه، واعتبار ذلك مقدسا لا يقبل النقد، ففي هذه الحالة يكون الأمر خطأ، لأن العثمانيين هم أيضا ارتكبوا العديد من الأخطاء.
إن ما نرغب فيه حاليا ليس تكريس دعائم إمبراطورية عثمانية تكرر أخطاء الماضي، وإنما حكم مستنير وعصري وراق، يقوم على أساس القرآن، وهو الإسلام الذي جاء ذكره في القرآن، وعم بخيره وفضله ربوع العالم الإسلامي.
24. ما رأيك في أن يحظى العرق الكردي التركي بحكم ذاتي داخل "كردستان" جديدة؟
الأكراد شعبٌ رائعٌ، شعبٌ شريفٌ متواضعٌ، مضيافٌ ومتدين، كثير من الناس لا يقدرون الأكراد حق قدرهم، في حين، يشكلون في الواقع تحفة من تحف العالم وثروة من ثرواته البديعة، ولا توجد قضية تسمى التمييز التركي ضد الكردستاني في تركيا.
يشغل الكثير من الأكراد مناصب مهمة في الهيئات العسكرية والحكومية والاستخباراتية داخل تركيا، وقد شهدت تركيا العديد من الرؤساء والوزراء الأكراد. الأكراد هم إخوتنا وأخواتنا، ومعظمهم يعترضون بشدة على مشروع الانفصال، والانشقاق عن تركيا، وما يقوم به حزب العمال الكردستاني في زعمه التحدث باسم الشعب الكردي ليس سوى خداع.
ولا يهتم حزب العمال الكردستاني بالأكراد أصلا وغير منشغل بوضعهم، من ناحية أخرى، من غير المعقول أن يحتضن الأكراد -وهم شعب متدين- منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية. يستمد حزب العمال الكردستاني دعم جزء من الشعب الكردي من خلال التهديدات والإرهاب والإكراه والتخويف، وهدفهم الحقيقي هو تأسيس كردستان شيوعية حمراء وفق الفكر الماركسي اللينيني.
وقد أعَدَت ونَسقت هذه الخطة الدولة البريطانية العميقة. إن هذا الهدف -الذي يصبو إلى إنشاء دولة على نمط كوريا الشمالية في الشرق الأوسط- يشكل تهديدا خطيرا ليس لتركيا فحسب، بل لجميع بلدان المنطقة.
وتقوم هذه الخطة المقيتة على تأسيس دولة شيوعية في قلب العالم الإسلامي، بين الأراضي التركية والأراضي المسلمة الأخرى، ثم توظيف هذا الكيان لارتكاب مجازر جماعية بحق المسلمين، ولهذا السبب لن تسمح تركيا أبدَا بتنفيذ هذه الخطة.
25. السيد أوكتار، ما هي هواياتك؟
أعشق وأستمتع بهواية الرسم، لقد أنجزت العديد من اللوحات الزيتية وأخرى بألوان مائية، ويمكن لزملائنا المشاهدين الذين يرغبون في الاطلاع على عينات من لوحاتي، زيارة موقعنا على الإنترنت: http://www.harunyahya.com/bilgi/adnan-oktar-kimdir#title32.
وأستمتع كثيرا أيضا بالأنشطة التي لها صلة بالحيوانات والطبيعة، لقد أنجزتُ برامج من البث الحي اليومي لمدة 8 سنوات، مدتها ما بين 3-4 ساعات في المتوسط، وأوظف كل وقتي بنية نيل أقصى ما يمكنني نيله من رضا الله وفضله، ولا أقوم بأي فصل في مجالات حياتي، فلا يوجد لدي مثلا فصل بين "الحياة الاجتماعية" و"الدين"؛ الإسلام يشمل جميع مكونات حياتي.