دائمًا ما يتساءل الكثيرون عن ماهية عمود النور الذي يولد في الشرقلكن قليل هم من يعرفون حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "عندما يصل ملك العباسيين إلى خراسان سيكون هذا أحد علامات ظهور المهدي المنتظر حيث سيظهر من الشرق قرن له سنان ينشر النور."
وفقًا لهذا الحديث فإن لعمود النور المذكور رأسين. وقد كانت أول مرة لمولد هذا العمود هو وقت دمار قوم نوح عليه السلام كما ظهر تارة أخرى عند أُلقي سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار وظهر المرة الثالثة في وقت فرعون موسى. أما المرة الرابعة فكانت عند استشهاد سيدنا يحيى عليه السلام. وعلى كل من يرى هذا أن يستعيذ بالله من الشر والفساد.
وفي السابق كان عمود النور الذي يأتي من الشرق على شكل عمود منير ملتوي يأخذ شكل القرن.
ولذلك فمن المحتمل:
· أن يكون قد وُصف العمود بأن له رأسين لأن كلا جانبيه سيكون رفيعًا بحيث يشبه أحد الأسنان وبأنه سيكون له رأس على كل من جانبيه كما لو كان حد سكين بوجهين قاطعين؛
· يستخدم الناس تعبير ذو الرأسين حيث يقول أخي الشيخ محمد بادهاشي من كونفور أنه سيكون هناك رأسان على الجزء العلوي من هذا العمود وسيشبه الرأسان سنان ويوجد فجوة بينهما. وقد رأى الناس هذا في الصحراء كما رآه أناس آخرون في أماكن اخرى.
· غير أن ميلاد هذا النور لن يواكب قدوم المهدي المنتظر لأن قدوم المهدي سيكون في بداية القرن غير أن 18 عامًا قد مضت منذ بداية القرن.
· يقول الحديث: " سيولد نجم مذنب في الشرق ينشر نوره." وقد جاء هذا المذنب فعلاً لكن هل هذا هو المقصود أن آخر يشبهه؟
· أما عن أسباب تسمية هذا النجم بالمذنب فيمكننا أن نقول ما يلي:
- مسار كافة النجوم من الغرب إلى الشرق وهو ما ينطبق على هذا النجم، أي أن رأسه تواجه الشرق وذيله يواجه الغرب ويتواجد الجزء الأبيض الطويل في مؤخرته ولذلك فمن المناسب جدًا أن يوصف بأن له ذيل.
- غير أن مساره اليومي يكون من الشرق إلى الغرب.
ولا يسعنا إلا أن نقول أن الله وحده أعلم
مكاتبات الإمام رباني، خطاب 381، صفحة 1184
Click to enlarge |
تعبير "سيظهر من الشرق قرن له سنان ينشر النور" الذي استخدمه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه عن علامات ظهور المهدي المنتظر في نهاية الزمان والذي شرحه الإمام رباني بالتفصيل في خطابه يشير بدون أدنى شك إلى المذنب لولين Lulinالذي اقترب لأقرب مسافة من الأرض يوم 24 فبراير 2009. لكن الأمر المعجز هو كيف تتوافق ألفاظ الحديث النبوي الشريف مع هذا المذنب ومدى ما يمثله هذا للمؤمنين من بشرى سارة بقدوم المهدي المنتظر.
1) له سنان
حقيقة الأمر أن المذنب لولين له ذيل مزدوج وهو ما يتوافق تمامًا مع ما جاء في الحديث.
2) ينشر النور
يشير هذا التعبير في الحديث إلى شدة إنارة المذنب وهي الإنارة التي يزيد مقدارها عن إنارة ستة من النجوم.
3) يشبه البوق
أحد أهم الجوانب التي تميِّز المذنب لولين عن غيره من المذنبات الأخرى هو أن له ذنب في مؤخرته وذنب آخر في مقدمته وعند رؤيتنا لصور هذا المذنب إن أول ما يتبادر إلى أذاهننا هو شكل البوق.
4) مسار المذنب من الغرب إلى الشرق
ويواصل الحديث وصفه بأن النجم يسير من الغرب إلى الشرق وهو ما يشير إلى حركة الأجرام السماوية ويتوافق تمامًا مع الاكتشافات الفلكية الحديثة في القرن العشرين حيث أن كافة الأجرام السماوية تسير من الغرب إلى الشرق.
5) أما مساره اليومي فمن الشرق إلى الغرب
يصف هذا التعبير أن المذنب لولين على عكس غيره من الأجرام السماوية يسير من الشرق إلى الغرب وحقيقة الأمر أنه تم اكتشاف هذه الخاصية في المذنب لولين ولم يتم ملاحظتها في أي جرم سماوي آخر. وكل هذا يدل على أن ما أخبر به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 14 قرنًا من الزمان لم يأتي إلا عن وحي سماوي من الله الذي يعلم ما كان وما سيكون لأنه خالق كل شئ.