هارون يحيى
تُنتج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستقع في نوفمبر 2015 أحد أشد المناظرات والتنافسات، بينما يأتي المرشحون الآملون في الرئاسة بوعود جديدة كل يوم، لا تستطيع بعض أحاديثهم برغم فصاحتها الهرب من النقد الواسع من العامة.
أحد المرشحين الجمهوريين، "دونالد ترمب"، هو أحد الأسماء المثيرة للجدل كما أنه أحد المنافسين المتقدمين، تم انتقاده بشدة ولأسباب صحيحة منذ أول اجتماعاته عند إعلان حملته الانتخابية. اعتبرت فصاحة "ترمب" القاسية تجاه المجتمع اللاتيني والمهاجرين بصفة عامة "كخطاب كراهية".
أوضح المجتمع اللاتيني في البلد أنهم لن يقبلوا أبدًا خطاب "ترمب"، كما صرحت الوكالة الأمريكية المعروفة ن.ب.س أنها ستقطع كل روابط الأعمال مع "دونالد ترمب".
تهديد "ترمب" غير المقبول بغلق المساجد
جاءت هوجة غضب عندما صرح "ترمب" باحتمالية غلق بعض المساجد في الولايات المتحدة الأمريكية. اقتراح "ترمب" بأن تلك الطريقة جيدة لمحاربة داعش هي سياسة غير مقبولة إطلاقًا، سيعتبر تنفيذ مثل ذلك الاقتراح مخالفة فاضحة للمادة الأولى من الدستور الأمريكي التي تضمن حرية الاعتقاد وحرية القول.
رد فعل المسلمين ومثقفي أمريكا على "ترمب"
قابل عمدة "بروكلين" ممثلين من المجتمع التركي والإسلامي في نيويورك لمواجهة ذلك التأثير قائلًا: "تقييد الحريات الدينية وتغذية الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) سوف تزيد من التصرف بعنصرية وتشحن الكراهية".
الولايات المتحدة الأمريكية بلد الحريات ويجب أن تستمر في حماية الحريات
كانت دائمًا الحرية جزءًا أساسيًا وحيويًا في التاريخ الأمريكي. "إعلان تحرير العبيد" الذي أعلنه إبراهام لينكولن عام 1863 هو أحد الأمثلة ويخدم المطالبة بضمان الحرية لهؤلاء الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية. يضع "بيان الاستقلال الأمريكي" المُقرر عام 1776 تشديدًا على الحريات.
يجب أن يكون متبع أي دين - بغض النظر عما يؤمن به - قادرًا على ممارسة شعائر دينه بسلام وألا يشعر بالتمييز، يجب أن يتساوى في الحماية والاحترام والشمول كل من المسلمين واليهود والبوذيين ومختلف الطوائف المسيحية.
ما زالت حملات الجيش الأمريكي ضد بعض المجموعات المتطرفة في الدول الإسلامية مثل سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان قيد التنفيذ، إلا أن مئات الملايين من المسلمين، الذين يرون في القرآن هداية لأرواحهم ويرفضون البدع الخرافية التي تقدم على أنها من الدين الإسلامي، ينتقدون ويرفضون تلك المجموعات.
لن تجلب السياسات المبنية على معارضة المسلمين نجاحًا ولا تقدمًا للولايات المتحدة الأمريكية. الأمريكيون أناس متدينون وبصفة عامة هم أناس اجتماعيون، هم يريدون العدل والحرية ويحترمون الأديان.
من الأمور الواضحة والبديهية أنه إذا حدث تضارب في الأديان والمحظورات والقيود وبدأ التوتر بدون داعٍ، سوف تهدد الوحدة والقوة في الولايات المتحدة، والتي تعتبر دولة محتضنة لمختلف الأعراق والأديان.
الحل للمشكلات المبنية على أيديولوجيا ليس في استخدام العنف والمحظورات، يمكن تصحيح المعلومات الكاذبة بتقديم المعلومات الحقيقية الصحيحة عن طريق أساليب منطقية. إلقاء اللوم على مجموعة كاملة بسبب أخطاء بعضهم وبعض السياسات المماثلة هو تصرف غير حكيم.
لتلك الأسباب، يعتبر غلق المساجد ومساواة كل المسلمين، الذين ينتهجون السلام ببعض الجماعات المنشقة عن الإسلام لاتباع الطريق الخاطئ، خطأ جسيم. سوف يوقع ذلك التصرف الخاطئ بين أمريكا وبين المسلمين والمجموعات المتدينة الأخرى. في المقابل، يجب أن تأخذ السياسات المبنية على المحبة الدور.