الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بشأن الحرية الدينية في الرابع من مايو/أيار الجاري في العيد الوطني للصلاة كان قرارًا من النوع الذي يكشف الدور الذي تلعبه الإدارة الجديدة للولايات المتحدة في الأيام القادمة.
كشف دونالد ترامب أيضًا في العيد الوطني للصلاة عن أول جولة خارجية له إلى ما وراء البحار إلى السعودية وإسرائيل والفاتيكان.
اختيار هذه البلدان له معنى ديني بالتأكيد، اختيار الرئيس ترامب للبلد الذي توجد به الكعبة البيت المقدس للمسلمين كوجهة لأول زيارة خارجية له معانٍ عديدة.
خلال الحملة الرئاسية كان جوابنا قاطعًا على أولئك الذين اتهموا ترامب بمعاداة الإسلام، الرئيس ترامب لا يحارب الإسلام لكنه ضد الراديكالية التي ظهرت باسم الإسلام، وللفوز في هذا الصراع يريد الرئيس التفريق بين المسلمين المخلصين والمتطرفين.
هذا مطلب شرعي جدًا، بالفعل فإن المتطرفين الذين طوروا عقليات مليئة بالكراهية بسبب اعتقادات خاطئة أبدوا دائمًا ضغينة تجاه الغرب وخصوصًا الولايات المتحدة. هناك الكثير من الناس الذين لديهم شعور بالاحتقار تجاه أمريكا ومع ذلك يهدفون لاستغلال الفرص التي تقدمها، يريدون التعلم في الجامعات الأمريكية والاستفادة من البيئة الثقافية وجودة الحياة.
عندما يتم النظر إليه من هذه الزاوية فإن سلوك ترامب الحمائي الذي يهدف لحماية مواطنيه وبلاده معقول تمامًا، مع ذلك فهذا الصراع يجب خوضه على الساحة الثقافية والفكرية بتعاون من المسلمين وبطريقة غير مدمرة. كلمات ترامب مهمة في هذا السياق حين قال إنه سيلتقي بالقادة من الأرجاء المختلفة للعالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية في محاولة منه لتشكيل ما سماه أساسات جديدة للتعاون "مع حلفائنا المسلمين في الحرب ضد التطرف والإرهاب والعنف". هذه الكلمات توضح طبيعة المعركة التي يخوضها؛ إنها بالتأكيد ليست ضد الإسلام ولكن ضد التطرف. في بيان البيت الأبيض المختصر حول الجولة في الرابع من مايو/أيار، قال مسؤول رفيع في الإدارة التصريح التالي الباعث للأمل: "لقد اختار هذه الأماكن الثلاثة لتوحيد الجميع والعالم ضد التعصب، والتركيز على مهمة التوحد من أجل القضاء على الراديكالية".
مع ذلك فإن ترامب وفريقه يجب أن يحاربوا خطر الإرهاب ويواجهوا التطرف من منظور أيديولوجي بالأساس. في هذا السياق عليه الاستعانة بالمسلمين الصالحين الذين نقّوا الإسلام من المفاهيم المتضاربة. الإسلام مصدر السلام والحب والديمقراطية، مع ذلك فإن المسلمين الذين يرفضون هذه القيم الإنسانية يعيشون وفق مفاهيم متضاربة لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي الذي يؤسسه القرآن.
الراديكالية هي عقيدة يعتنقها أولئك الذين يؤمنون بالخرافات وليس بالقرآن. مفاهيم الحب والحرية والعلمانية في القرآن يجب أن تكون هي الرد. نأمل أن يركز اللقاء في المملكة العربية السعودية على هذه المعاني ويكون نقطة بداية لحل هذه المشكلة.
إن زيارة السيد أردوغان لمقابلة ترامب في 16 مايو/أيار الجاري في هذا السياق بالغة الأهمية؛ فتركيا والولايات المتحدة حلفاء بالفعل فيما يخص القضية السورية ومواجهة التطرف، هذا التحالف بين الدولتين العضوتين في الناتو مهم لإيجاد حلول لأزمات المنطقة. الاتفاق على مناطق حظر الصراع التي سيتم تأسيسها بعد لقاءات بوتين وترامب، وبوتين وأردوغان، في مايو/أيار الجاري ستسكت دوي المدافع في سوريا باستثناء بعض الأماكن. فقد كرر الرئيس الأمريكي أيضًا التزامة بالخطة وأنه يتطلع للعمل مع الرئيس أردوغان لضمان تحقيق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط ومواجهة المخاطر المشتركة من أجل الوصول لمستقبل مشرف لجميع الأطراف.
يجب أن نأخذ دائمًا في الاعتبار أن مشاكل الشرق الأوسط ستحل حتمًا عبر اتحاد تركيا والدول الشرق أوسطية والولايات المتحدة وروسيا. كأمة تركية نقدم دعمنا الكامل لهذه القضية.