سياسة الجناح اليميني ومشكلة العنصرية في اوروبا
ucgen

سياسة الجناح اليميني ومشكلة العنصرية في اوروبا

2419

بقلم: هارون يحيي

 لقد أظهر فوز التيار القومي في الأنتخابات الفرنسية العام الماضي قوة الاتجاهات العنصرية المتعاظمة في اوروبا. فلقد كان لمجموعة من الأفكار اثرا في تنامي العنصرية والخوف من الأسلام ،بشكل خاص، داخل اوروبا ومما دل علي ذلك هي ردة الفعل ازاء تدفق اللاجئين والتي خدمت اغراض بعض الجماعات السياسية.

 ولم تقتصر هذه الحالة علي فرنسا وحسب ، فانه ووفقا لأستطلاعات رأي أجراها مركز باو للابحاث في بلدان اوروبية بتاريخ نوفمبر تشرين ثاني 2015، فان الكراهية للأقلبات بدت واضحة ازاء الرومانيين والمسلمين واليهود. وتصدرت دول اوروبية يحكمها اليمين اعلي نسب الكراهية تلك ، ومن بينها اليونان ، ايطاليا وبولندا . والأكثر من ذلك ان سياسيون ينتمون الي هذا التيار السياسي يتتحدثون بلهجة عدائية. فعلي سبيل المثال، صرح عضو البرلمان الدنماركي عن حزب الشعب :" دعونا نقصف النساء والأطفال حيث تتواجد داعش، وكونو واضحين جدا"

وكان مواطنا المانيا قد ادعي في حديث له لشبكة اخبار السبوتنيك ، بان الشرطة الالمانية تتهاون مع المسيرات العنصرية ولا تتخذ موقفا متشددا ازاء الأجانب"

 "في العادة لا يدع اي ضابط شرطة اي مسيرة ان تمر مررور الكرام حتي لو تألفت المسيرة من 20 الف شخص. ولهذا فهو يحشد كل الجهاز الشرطي في مثل هذه المسيرة. ولكن مثل هذا الحشد لا يتم في حركات ومسيرات عنصرية او يمينية متطرفة. فهؤلاء الناس ينظمون مسيرات تذكرنا بتلك المسيرات التي كانت تنظم قبل الحرب العالمية الثانية من قبل النازيين. ففي مثل هذه المسيرات لا تفعل الشرطة شيئا سوي مراقبة تلك التظاهرات الغير قانونية. ان معسكرات المهاجرين يتم احراقها  وان هذه الجرائم تتصاعد يوما بعد يوم"

ويقول اوزان سايهون واللذي خدم كعضو برلمان خلال الدورتين البرلمانيتين الرابعة والخامسة للبرلمان الأوروبي ، بان الأجحاف بحق المسلمين واللاجئين فد ادي الي ملء اكثر من 100 مقعد في البرلمان بسيياسيين عنصرين ومناوئين للاسلام. ويضيف سايهون ايضا بان اللااجحاف هذا لا يؤذي المسلمون فقط بل اللاجئين ايضا وكذلك ديمقراطية الأتحاد الاوروبي نفسه.

ان حالة العداء المتزايدة ضد الاجانب واللاجئين وخصوصا المسلمين منهمم قد أصبحت عاملا للانقسام داخل المجتمعات الأوروبية ، فمعظم الناس في البلدان الاوروبية غير راضون او سعيدون وقد فقدوا الأحساس بالترابط والتكافل الي حد بعيد.

وعلاوة علي ذلك ، يجب ان لا ننسي ان اي خطاب كراهية يعطي اسبابا للكراهية لكل الساعين الي العنف. يجب ان لا ينسي كل المناصرين للخطاب العنصري في اوروبا ان خطاب الكراهية هذا سوف يستدعي الأرهاب ولن يساعد في كبحه. ان الخطاب الوحشي يعتبر بمثابة الغذاء لفلسفة الارهابيين ولسوف يقود الي مزيد من الأرهاب. سوف يحرض كذلك علي العنف وانه من الواضح ان مثل هذا الأتجاه لن يجلب ابدا اي سلام او سعادة ، بل علي العكس سوف يحقق الخوف ومزيد من الغضب. ونتيجة لهذه الأعمال فان الأقليات المسالمة يمكن ايضا ان تزداد غضبا وربما تشتعل.  من المعروف تماما ان المزاج الجمعي يمكن له ان يؤدي وبشكل خطير الي ايجاد مناخا يصبح فيه الناس عنيفين. ان السياسة القائمة علي الأستفزاز لهي سياسة خطيرة جدا. 

لا احد يرغب في أن تظل اوروبا تواجه هذا الوضع المرعب وانه ولهذا السبب من الضروري جدا ان يتخذ الساسة والشعوب الأوروبييون انفسهم، قراراتا للحيلولة دون وقوع الأرهاب. يجب عليهم جميعا ان يدركو بانه لا يمكن القضاء علي الأرهاب بالعداء تجاه المسلمين والأجانب ، بل بالعكس سيخلق هذا الأتجاه سخطا  لدي اوساط المسلمين والأجانب في البلاد وسيؤدي الي عدم ارتياح كبير في المجتمع . ان اي كره يعبر عنه حزب او طرف ما ، سوف يتخابي ان لم يرد الطرف الأخر عليه.  ان الأوروبيين اللذين ظلو روادا للحضارة لسنوات ، قد حققو ذلك عبر التاريخ. لابد عليهم ان يتبنو مثل هذا الاتجاه عندما يتعلق الأمر بالأرهاب ، لذا لابد من الحيلولة دون تصاعد وتيرة الكره قبل فوات الأوان.


http://makkahnewspaper.com/article/132892/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A 8%D8%A7

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo