الحريات الفردية والضوابط على الملابس
ucgen

الحريات الفردية والضوابط على الملابس

1266

إن أبسط تعريف للحرية التي كانت قد مرت في تفسيرات مختلفة في الماضي، هو أن نكون قادرين على التصرف والعمل بدون تدخل خارجي أو إعاقة أو ضغط. يولد كل شخص بنفس المستوى و القيمة الإنسانية. لذا من حقهم أن يعيشوا بحرية ومساواة، بغض النظر عن الدين أو الجنسية أو العرق أو الآراء، ومن حقهم أيضا أن يتمتعوا بنفس الحقوق الإنسانية. الحقوق والحريات لا يمكن أن تحدد من قبل الأغلبية أو القوة المتنفذة،الحفاظ عليها وحمايتها هو واحدة من القوى الدافعة الرئيسية وراء ازدهار المجتمع.

تعتبر الدول الديمقراطية، بسبب احترامها للحقوق والحريات الفردية والاختلافات والحياة الخاصة، متقدمة في المجال الديمقراطي. في المجتمعات التي تتوفر فيها الديمقراطيات بشكل صحيح، يتم احترام حقوق الناس وحرياتهم وحمايتها حتى إذا لم يتم الموافقة عليها أو لم تلقى تشجيع من قبل الآخرين. في البلدان التي تفتقر إلى البنية الديمقراطية المتقدمة، نجد إن الأغلبية – أو القوة المتنفذة - يمكن أن تضع قيودا على أولئك الذين يشبهوا الأغلبية أو ليسوا منهم..

ليس هناك شك في أن تركيا سعت في الآونة الأخيرة لتصبح أكثر شفافية ودولة ديمقراطية متقدمة. فقد حققت تقدما كبيرا على طريق الديمقراطية بتطبيق إصلاحات جذرية في السنوات الأخيرة. كان أخرها تلك التي سمحت للطلاب في المدارس الثانوية والمتوسطة بارتداء الحجاب في عامهم الدراسي الخامس ، حيث يعتبر ذلك تطور ممتاز من حيث انفتاح تركيا على الديمقراطية، وبدأ الطلاب الراغبون في ذلك حضور الحصص وهم يرتدون الحجاب في جميع أنحاء البلاد . ومع ذلك، فإن الحظر على الشعر المصبوغ، المكياج، الشوارب واللحى والمنصوص عليها سابقا في نظام وزارة التربية والتعليم الخاص بالملابس والمظهر قد تم التحفظ عليها تماما،وتم إضافة الثقب والوشم إلى القائمة أيضا. وفقا لذلك، لا يسمح للطلاب في المدارس بصبغ شعرهم أو وشم او ثقب أنفسهم. وقد أدى هذا إلى تجدد الجدل حول الديمقراطية. كثير من الناس يقولون إن القيود على هذه المسألة ألقت بظلالها على المكاسب الديمقراطية في السنوات الأخيرة..

ومع ذلك، فإن العالم يتغير، وتتغير الآراء و تتبخر الضغوط. أفضل شيء نفعله هو التكيف مع التطورات والتغيير على طريق الديمقراطية بقدر ما نستطيع.

الشباب هم بلا شك الأكثر تأثرا بالتغيير. يرغب الشباب اليوم أن يكون حرا، أن يعيش في يسر وسعادة وقضاء أفضل سنوات حياتهم خالية من الضغوطات. إنهم لا يريدون الانضباط الصارم. الشباب الذين يرغبون في أن يثقبوا او يوشموا، يريدون ان يفعلوا ذلك بحرية مطلقة، دون عائق، والتمتع بشبابهم بالطريقة التي برونها مناسبة ، تماما مثل أولئك الذين يختارون ارتداء الحجاب. الفتيات الصغيرات اللاتي يرغبن في ارتداء الماكياج لتبدو لطيفة أو الأولاد الصغار الذين يشعرون أكثر وسامة عندما تنمو لحيته لم يعد يريد أن يكون مقيد. المدارس المتوسطة والثانوية اجمل ما في حياتهم. دعونا نسمح لهم ارتداء ما يشاءون، سعداء ودون ضغوطات. المدارس يجب أن تكون ملونة زاهية ونابضة بالحياة. السلام والفرح والطاقة التي تأتي من الحرية يجب ان نشعر بها في كل مكان. إذا كان السبب الكامن وراء القيود هو الخوف من أن الشباب سوف يصبح منحط، حسنا، الألوان لم تجر أي إنسان إلى الانحطاط يوما. الشيء نفسه ينطبق على اللحى والشوارب، والوشم والأذن الخواتم.

الحقيقة أن الحقوق الفردية هي من بين أهم حقوق الإنسان الملحة في العالم بغض النظر عن الدين ، الأمة أو العقيدة التي قد ينتمي لها الفرد. عندما تسلب حقوق الأفراد ، تكون النتيجة هي الخوف، والقلق، والأرق وانعدام الأمن، والذي يؤدي حتما إلى المرض الهيكلي. الناس الذين تسلب حرياتهم الفردية يفقدون الفرح، الحماس والإبداع. بدلا من أن تكون مستريحون ومنتجين في حالة الحرية المطلقة ، فإنهم يصبحون غير صحيين ويميلون الى الانطواء. لن يفعلوا أي خير يذكر لانهم غير قادرين على التفكير والابداع وفعل الخير لامتهم بسبب سلب حريتهم في الوقت الذي يمثل فيه الشباب مستقبل الامة.. وعلاوة على ذلك، فإن الشباب هم واحدة من أعظم القوى في البلاد. تركيا، مع شبابها، يجب ان تحقق أفضل استفادة من هذه الميزة، وتشجع الشباب على أن تكون حرة، على التفكير بحرية والقدرة على تخمل مسؤوليات كبيرة.

 

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات