مرحبًا؛ نشاهدُ اليوم جمجمةَ الذئب الأحمر البالغة من العمر 4.9 مليون عام. تُعدُّ الذئابُ الحمراء من الأصنافِ التي انخفضت أعدادها كثيرًا، وهيَ اليوم مهددةٌ بالانقراض. من أكثرِ الأماكنِ التي تتواجد فيها اليوم هي أمريكا الشمالية. هذا الأحفور منشأه الصين، وعمره 4.9 مليون عام. إنهُ أُحفورٌ قديمٌ جدًا. حديثًا فقط، تم اكتشاف أنَّ هذا الذئب الأحمر هو صنفٌ مختلفٌ تمامًا عن الذئاب العادية والذئاب الرمادية وسائر فصائل الذئاب. يُعرّف العلماء اليوم الذئب الأحمر كصنفٍ مختلف، لا سيّما بعد التقدّم الذي حدث في علم الوراثة. في الواقع، يمتلك هذا الأحفور الخصائص النموذجية للذئب الأحمر. لذا يُشار إليه كأحفورِ الذئب الأحمر. دعونا الآن نلقي نظرةً فاحصةً على مظهره الخارجي. تُمثل الأسنان الجزء الأقوى في الجسم في جميع الكائنات الحيّة. ولأنَّ أسنان هذه الكائنات صلبةٌ جدًا، فإنّها بالطبع تتحفّرُ في الحال. ولأنَّ هيكلها لا يتحلل، فإنّها تُعدُّ الجزء الأكثر بقاءً في الجمجمة. كما أنَّ الأسنان تمدُّنا بمعلوماتٍ مختلفةٍ عن الأصناف المختلفة للكائن الحي. فلقد صُنِّفت الأنواع المختلفة بحسب أسنانها، حدّةِ أنيابها، صِغر الأسنان الأمامية، وحدّة الأضراس، ثمَّ خصائصها الطاحنة. ولكنَّ ادّعاءات النشوئيين (المؤمنين بنظريات التطور) مبنيّةٌ كما تعلمون، على فكرة أن مختلف المخلوقات الأسطورية، التي هي من نسج الخيال البحت، قد عاشت حتى يومنا هذا، لا سيّما منذ الانفجار الكمبري. بيد أنَ أيًّا من حفريات هذه المخلوقات الأسطورية لم تظهر أبدًا. إنهم يقولون أنّ وحشًا وهميًا عملاقًا كان جدًّا للذئب. ولكن لا يوجد اختلافٌ بين جميع حفريات جماجم الذئاب التي اكتُشفت حتى الآن وبين الأصناف التي تعيش اليوم، ولا بين أوّل وآخر أحفورٍ تمَّ اكتشافه، إذا افترضنا أن تلك الأصناف قد انقرضت. إنّها تحمل جميعًا خصائص الذئب ذاتها وتؤكد لنا أن الذئاب لم تكن يومًا سوى الذئاب ساكنة البراري. في ضوء الأدلة التي كشف عنها علم المتحجّرات، فإنّ جميع أفراد عائلة الكلاب والذئاب، بدءًا من الذئاب الحمراء وحتى الرمادية منها، وبدءًا من الكلاب البريّة وحتى الكلاب العاديّة، قد خُلقت جميعها في لحظةٍ واحدة من قِبَلِ الله. إنّها لم تأتِ إلى حاضرنا عن طريق التغيّرات التدريجية لفصائلَ وأصنافٍ أخرى كما يدّعي النشوئيون. بل إنّ جميع الحفريات تُعدُّ برهانًا على جمال وتميّز خلق الله عز وجلّ.