شجرة الغرقد هي خرافة ما زالت تتداول بين المسلمين لإثارة العدائية ضد اليهود
ucgen

شجرة الغرقد هي خرافة ما زالت تتداول بين المسلمين لإثارة العدائية ضد اليهود

1256

عدنان اوكتار

أن الغالبية العظمى من المسلمين في جميع أنحاء العالم لا تزال تتخذ من التقاليد والخرافات كأساس للاسلام، بدلا من الإسلام الأصيل الذي وصفه الله في القرآن، وبالتالي تتزايد المشاعر المعادية لليهود في المنطقة وتزيد من تعقيد المشهد المتفجر اصلا في الشرق الأوسط. فهذا لا يعزز ثقافة العداء فحسب بل يعيق تحقيق السلام أيضا، كما ويترك أثر نفسي على السكان المسلمين من خلال جعلهم عرضه لكراهية مجموعة معينة من الناس فقط على أساس العرق أو المعتقد.

ان المشكلة الأساسية هي مرة أخرى القناعات الملفقة التي تمت زراعتها في التعاليم الإسلامية وسممت بها تلك المجتمعات بكراهية اليهود. هذا، ونجد ان بعض المسلمين يعيشوا على تناقض مع ما جاء في القران من خلال تبني هذه الاكاذيب. كما ان بعض رجال الدين والسياسيين في الشرق الأوسط يسيء استخدام هذه المفاهيم الملفقة ليتلاعب بالجماهير.

الحديث الضعيف عن "شجرة الغرقد" هو مثال واحد عن كيفية استخدام الأحاديث الملفقة كأداة تحريض على العداء الذي لا أساس له. باعتباره واحد من الأمثلة على الروايات المعادية لليهود، نجد ان هذا الحديث بشكل خاص لديه شعبية غريبة بين المسلمين التقليديين المتعصبين. كما انه ظهر أيضا في المادة السابعة من ميثاق حماس، - حيث نسب هذا الحديث الى النبي محمد عليه السلام- وأصبح واحدا من المراجع في الخطابات المعادية لاسرائيل في المنطقة:

"... إ لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله. إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " [ب]

إذا كان هناك شخص ما يود قتل أقرب شخص يهودي لا قدر -الله- لأنه يدعي أنه سمع أصواتا من شجرة أو صخرة تخبره بذلك، فإننا نعتبره مضطرب عقليا. ومع ذلك، نجد ان هذه العقلية المضطربة والمتنافية مع القران تماما تنتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة العربية، ويستخدمها المسلمين لتأجيج الكراهية ضد اليهود.

أولا وقبل كل شيء،  لا يمثل هذا الحديث شيء يذكر للمسلم الملتزم بالقرآن ولا وزن، فهو يتناقض مع القران تماما  وهو دعوة صريحة للقتل.. ويبين الله عز وجل ان القرآن الكريم هوالمرجع النهائي الغير قابل للجدل ودليل المسلمين الواضح وهو الحجة الوحيدة عليهم ولا شيء سواه . [ج] لذلك، يقول الله عز وجل " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ."(الحاقة،44-47)

في هذه الحالة، من الواضح أن الحديث في هذه المسألة يتناقض بوضوح مع القرآن الكريم. فقد جاء في القرآن، ان قتل قتل شخص بريء هو بمثابة قتل الإنسانية جمعاء (القرآن الكريم 05:32). ولكن هذا الحديث يدعو لقتل ليس فقط شخص بريء واحد، ولكن شعب بأكمله، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن. هذا بمثابة فكر خطير وملتوي يجعل  الشخص الجاهل يظن بانه مسموح له القتل ولا يعاقب عليه.

يدين القرآن بشكل واضح مثل هذه الأفكار والاعمال الملتوية (القرآن الكريم، 37: 154-157). وفقا للقرآن، إذا نفذ المسلم ما جاء في هذا الحديث وقتل يهودي بريء، فسيذهب اليهودي الى الجنة ويبقى المسلم في الجحيم الابدي، الا اذا تاب وقبل الله توبته.

وغني عن القول أن كل مجتمع يمكن ان يحتوي على المجرمين أو الذين يمارسون الاعمال غير الشرعية، بما في ذلك المجتمع اليهودي. ومع ذلك، هذا لا يبرر قتل الناس الأبرياء في هذا المجتمع، بل هي مهمة المحاكم الحفاظ على العدالة في المجتمع. حتى لو كان الشخص الذي ارتكب الجريمة يهودي، او مسلم ليس لدينا الحق في معاملته بعنصرية. وعلاوة على ذلك، بالتأكيد ليس لديه الحق في القتل ، ناهيك عن القيام بدور المدعي العام للمحكمة والجلاد. ما يجب القيام به هو جلب الجاني إلى العدالة والسماح للمحاكم بالاهتمام بالمسألة.

تمني الموت لليهود هو جنون، وغير شرعي وغير عادل بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وفقا للقرآن، يجب على المسلمين توخي العدل وتقوى الله عز وجل في كل مناحي  حياتهم في جميع الأوقات. (القرآن الكريم، 2: 190). ويقول الله عز وجل في محكم التنزيل "  وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (القرآن الكريم، 5: 2).

كما يأمر الله الناس بالعدل حتى عندما يكونوا تحت تأثير الضغينة:

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (القرآن الكريم، 5: 8)

كيف يمكن اعتبار قتل اليهود دون تمييز متفقا مع ما جاء في القرآن؟ كيف يمكن لأي شخص أن يدعي أن النبي محمد عليه السلام أمر بمثل هذه الاعمال التي تعتبر انتهاك صارخ لما جاء في القرآن؟ يبين لنا الله عز وجل في القرآن أنه إذا كان النبي محمد عليه السلام قد قال شيئا مخالفا لما اوحي اليه، فانه سيلقى عقابا شديدا.

نقطة أخرى لا بد من أخذها في الاعتبار فيما يتعلق بهذا الحديث هو أن الله يأمرنا بالمحبة والاحترام والتعاطف تجاه اليهود والنصارى في القرآن الكريم. ان العداء الذي يظهره بعض المسلمين تجاه اهل الكتاب" بعبارة أخرى النصارى واليهود" نشأ أساسا من مصادر أخرى جاءت بعد نزول القران ولا تمت للقران باي صلة، بل وتتعارض معه بشكل صارخ أيضا وتصب في تكوين خطاب ديني معادي لليهود، وغالبا ما تضلل المسلمين وتدفعهم الى تفسير القران بشكل خاطئ وبعيد عن المنطق.

والحقيقة هي أن الله يحث المسلمين على تكوين علاقات وثيقة مع اليهود، حتى من خلال الزواج، الذي هو بالتأكيد الشكل الأكثر حميمية للصداقة بين الطرفين (القرآن الكريم، 5: 5). كما يمكن للمسلمين أن يتناولوا العشاء مع اليهود وان يحلوا ضيوفا على بعضهم البعض ولذلك كان طعام اليهود "الكوشر" هو طعاما حلالا للمسلمين: وهذا دليل واضح على الصداقة بين الطرفين.

لقد حان الوقت أن المسلمين التخلي عن مصادر غير القرآنية والعودة إلى المصدر الحقيقي للإسلام، والذي يهدف إلى جلب المحبة والسلام والأخوة للجميع.

وهنا اية من ضمن العديد من الآيات التي يتم التغاضي عنها عمدا او رفضها واستبدالها بالاحاديث الملفقة والمعتقدات الخاطئة، حيث نجد ان الله سبحانه وتعالى يمدح اهل الكتاب على أعمالهم الجيدة التي يقومون بها:

"إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"( المائدة،69)

لقد حان الوقت ليتخلى المسلمين عن المصادر غير القرآنية والعودة الى مصدر الإسلام الحقيقي وهو القران وذلك لجلب المحبة والاخوة للجميع.

المصادر

[i]http://archive.adl.org/main_israel/hamas_charter.html#.Vth2LZN97wc

[ii] Sahih Muslim, Book 41, Hadith 6985

[iii] Qur'an, 43:44, 25:30, 12:111, 2:2, 29:51, 5:87, 69:40-47, 6:57, 18:26

[iv] Qur'an, 69:44, 45, 46, 47

[v] Qur'an, 5:5, 7:159, 3:113-115, 3:199, 28: 52-53, 4:162, 2:62, 5:69, 5:82-85, 5:12, 29:46, 3:64

[vi] Qur'an, 5:5, 7:159, 3:113-115, 3:199, 28: 52-53, 4:162, 2:62, 5:69, 5:82-85, 5:12, 29:46, 3:64

 

يشارك
logo
logo
logo
logo
logo