حُب الله

12886

حُب الله

مقدم البرنامج: الحب واحد من أعظم النعم التي أنعم الله بها على البشر. لقد خلق الله البشر في هيئة بحيث يشعرون بالسرور من المحبة المتبادَلة ومن الصداقة والقُرب.

إن أصل الحب الحقيقيّ هو أن يشعر المؤمنون بالإخلاص لله تعالى. المؤمنون الذين يؤمنون بأنّ الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له وأنّه رب العالمين، يزداد حُبُّهم لله.

يبعث الله أفضل وأنقى الناس في هذه الدنيا أيضًا ليدعو الناس للود والتقارب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

"قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (سورة الشورى – من الآية 23).

مقدم البرنامج: الغرض من هذا الفيلم الوثائقيّ تذكير أنفسنا مرة أخرى بأهمية حُب الله ربنا، وحُب مخلوقاته، وحُب المؤمنين الآخرين. يجب على كل إنسان صالح أن يشعر بحُب الجنة والشوق إليها حتى وهو لا يزال في هذه الدنيا، ويجب علينا أن نتقرب إلى الله كثيرًا ليصبح هو الحافظ  لنا، ونتقرب من المؤمنين الآخرين بحُبٍ وإخلاص.

الله هو من منحنا كل ما نستمتع به من أشياء في الحياة

يظهر الإنسان البشاشة والسرور لمن يسديه معروفًا أو يُحسِن إليه. بسبب الامتنان الذي يلقاه الإنسان عندما يعتني بإنسان عند مرضه أو يقدم له العون والمساعدة، فإنه يتعامل مع هذا الشخص بكل حبٍ واحترام. دائمًا ما يشكر الإنسان الذين يساعدونه على ما يقدمونه من خير.

ولكن بعض الناس ينسون حقيقة مهمة للغاية، أنّ الله سبحانه وتعالى هو من يجعل الناس سعداء ويغدق عليهم من فضله ونِعَمه. الإنسان الذي يشكر شخصًا ما على مساعدته، يجب أن لا ينسى بأن الله هو الذي ألهمه الخير والإحسان ليساعد الآخرين. لذا فمن الواجب عليه أن يوجه كل تلك المشاعر من الحب والاحترام والامتنان لله تعالى، كما يقول الله في القرآن:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

"إِنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ يُحيي وَيُميتُ وَما لَكُم مِن دونِ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصيرٍ" (سورة التوبة – الآية 116).

دعونا نتأمل بعض نِعم الله علينا:

يُحيينا الله مرة أخرى عندما نستيقظ من النوم كل صباح.

إنه يحمينا من كل سوء

هو الذين يشفينا عندما نمرض، ويجعل الله الأطباء والأدوية سببًا أو وسيلة لشفائنا.

من نعم الله علينا:

الهواء النقي الذي نستنشقه.

المطر الذي ينزل من السماء.

النباتات المختلفة على سطح الأرض.

الموارد الطبيعية.

الكائنات الحية المسخرة لخدمتنا.

الماء الذي يُعتبر أساس الحياة.

وكل النعم الأخرى الموجودة في الطبيعة والتي تصل إلينا دون أدنى مجهود منَّا. خلق الله كل واحدة من هذه النعم في أفضل وأنسب صورة لنا.

لو شاء الله، لجعل الطعام الموجود في الأرض كله نوعًا واحدًا، ولو شاء لجعل هذا النوع لا يروق لنا طعمه. ولكن الله برحمته التي وسعت كل شيء ومحبته، خلق لنا أنواعًا مختلفة من الأطعمة الشهية.

وقد أودع الله جمالًا جمًّا في الكائنات الحية التي خلقها. على سبيل المثال، الحيوانات الأليفة مثل الحصان والجمل والكلب، جميعها تخدم الإنسان. الحيوانات الأليفة مثل القطط والطيور لها من الصفات ما يجبرنا على حبها. طائر الحب، على سبيل المثال ... ينتج هذا الطائر أصواتًا تشبه صوت الإنسان تمامًا عن طريق فتحة صغيرة في عنقه. يبدو هذا الطائر جذابًا للغاية، بألوانه المتنوعة بين درجات مختلفة من الأزرق والأصفر والأخضر. هذه المخلوقات الصغيرة التي تشعر بالسرور عندما نُعاملها بلطف وحب، خلقها الله لتكون سببًا في سعادتنا.

على عكس البشر، لا تدرك الكائنات الحية الأخرى الخصائص والمميزات التي تملكها. لا تدرك الأرانب كم هي لطيفة، ولا تدرك الفراشة التناسق والتناغم والتصميم الموجودين في أجنحتها. الطاووس، من روائع خلق الله، لا يتصور مدى جمال هيئته. هذا الكائن الحيّ، والذي يمثل واحدة من أروع الصور في العالم بالألوان والأنماط والتناسق الموجودين في ذيله، هو إحدى نعم الله التي خلقها لنا لنعلم مدى قدرة الخالق سبحانه وتعالى.

الأزهار والورود أيضًا ذات جمال شديد الجاذبية، لديها سطح شديد النعومة، على الرغم من نموها في تربة سوداء طينية داكنة إلّا أنّها تخرج لنا بأجمل وأروع ألوان الطبيعة. كذلك العطر الذي يفوح منها، دائما ما يظل منعشًا ومصدرًا للبهجة ولا يمكن أن تصنع مثله تمامًا ولو من خلال التكنولوجيا المتقدمة.

مقدم البرنامج: ما رأيناه حتى الآن ما هو إلا القليل من النعم التي أنعم الله بها علينا. كل الجمال الذي نراه حولنا يعكس لنا رحمة الله سبحانه وتعالى الصانع ومبدع هذا الكون. لأولئك لناس الذين يتفكرون، تعد هذه النعم الموجودة حولنا وسيلة لشكر الله الخالق وتقديرًا لقوته وعظمته. يقول الله في القرآن الكريم:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

"وَما ذَرَأَ لَكُم فِي الأَرضِ مُختَلِفًا أَلوانُهُ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِقَومٍ يَذَّكَّرونَ" (سورة النحل – الآية 13).

رعاية الله للبشر

يقضي كل إنسان حوالي تسعة أشهر في مكان يحظى بأقصى درجات الأمان، هذا المكان هو رحم الأم. لا يلحق بالطفل أيّ ضرر أو أذى وهو في رحم أمه. كما يتم إعداد التغذية اللازمة لِما بعد الولادة، من لبن الأم. كل هذه النعم مجهزة لخدمة الإنسان وذلك منذ بداية التاريخ البشري.

جعل الله جسم كل إنسان محميًّا وذلك عن طريق نظام مثاليّ بلا عيوب حتى تأتي لحظة وفاته، ليس للإنسان أيّ سيطرة على جسده في هذا الوقت.

القلب، على سبيل المثال، ينبض باستمرار طوال حياة الإنسان، وذلك دون أيّ تدخل من الإنسان. ولكن الحياة كانت ستصبح صعبة للغاية لو كان الإنسان يحتاج أن يعطي أمرًا لقلبه لكي ينبض طوال الوقت. يستطيع الإنسان أن يظل لفترة دون أن ينام أو يأكل، ولكن سيصبح من المستحيل عمليًا القيام بأيّ وظائف أخرى غير إبقاء القلب ينبض فقط. وعلينا أن نضع في اعتبارنا أن هذا ينطبق على جميع الأنظمة في الجسم، ويمكن للإنسان أن يتخيل كيف أنّه سيكون من المستحيل التحكم في الجسم، وهذه يجعل الإنسان في حاجة إلى الله في كل شيء. يخبرنا الله بذلك في الآية التالية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (سورة فاطر – الآية 15).

يجب على كل إنسان أن يتفكر في كل هذه الأنظمة التي أنعم الله علينا بها. يجب على كل إنسان أن يضع في اعتباره أننا دائمًا نحتاج إلى الله الذي خلقنا وأعطانا الحياة. يجب علينا أن نعلم أننا لا يمكننا حتى أن نتنفس لو لم يُرِد الله ذلك.

يوضح الله أنّه خلق الإنسان في أحسن تقويم، حيث يقول:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴿٦﴾ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴿٧﴾ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴿٨﴾" (سورة الانفطار).

كل إنسان يؤمن بهذه الحقائق ويمتلك الوعيّ والإدراك وسيظل قلبه معلقًا بالله وبحبه والولاء له، لن ينسى أبدًا أنّ الله هو أقرب ما يكون إليه.

كل شيء خلقه الله ذو قيمة ولأجل هدف هام

خلق الله كل شيء لأجل هدف هام، حتى تلك الأمور التي ربما نكرهها ولا نفضلها فهي أيضًا ذات قيمة هامة، وهي من مظاهر حكمة الله وعظمته، كما يقول الله في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم (سورة البقرة- الآية 216).

إن المؤمنين الذين يدركون هذا المعنى يستطيعون الرضا بأيّ شيء يصيبهم. إنهم يعلمون أنّ الله الذي خلق كل شيء لم يخلق شيئًا ليؤذيهم فهو الذي اقترن اسمه بالرحمة والمحبة.

لا يُحمِّل الله الناس أعباءً لا يتحملونها، ولكنه يسألهم فقط ما يستطيعون فعله.

مقدم البرنامج: إنّه من السهل جدًا أن تعيش متحليًا بالأخلاق والصفات التي أمَرك بها الله تعالى. إنّ الأوامر التي نصَّ عليها القرآن الكريم يمكن للجميع أن يُنفذها. أمرنا الله بمساعدة الضعفاء أيضًا. أخبرنا الله بأنّ دينه ليس صعبًا في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ" صدق الله العظيم (سورة الحجرات – الآية 78).

خلق الله الجنة بكل ما فيها من نعم تسرّ أهلها لأولئك الذين يؤمنون به في الدنيا. كما تشير تلك الآيات:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يُبَشِّرُهُم رَبُّهُم بِرَحمَةٍ مِنهُ وَرِضوانٍ وَجَنّاتٍ لَهُم فيها نَعيمٌ مُقيمٌ ﴿٢١﴾ خالِدينَ فيها أَبَدًا إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظيمٌ﴿٢٢﴾" (سورة التوبة).

أنزل الله كُتُبه ليرشد الناس من الظلمات إلى النور، آخر الكتب السماوية هو القرآن الكريم وهو الكتاب الذي سيرشد الناس حتى يوم القيامة. إنّه نعمة عظيمة أن يكون لديك كتاب كهذا لا تشوبه شائبة. يحدثنا الله عن أهمية القرآن بالنسبة للمؤمنين في هذه الآية:

"وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ" صدق الله العظيم (سورة النحل- الآية 89).

أرسل الله تعالى الرسل لينشروا دينه وهم أيضًا من نعمه على المؤمنين، الرسل هم الأكثر جدارة بالثقة والأكثر مراعاةً وإدراكًا وإيثارًا بين الناس وهم مُكلَّفون أيضًا بهداية المؤمنين. لقد أرشَدوا المؤمنين إلى الطريق الصحيح بكونهم قدوة لهم، يتحدث القرآن الكريم عن كون الرسل قدوة للمؤمنين في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا" صدق الله العظيم (سورة الأحزاب – الآية 21).

كل من هو عاقل وذو إدراك جيد سيشكر الله تعالى على نعمه وسيسخر نفسه لطاعه الله بكامل الحب والطاعة.

يقبل الله التوبة

الله تعالى رحمته لانهائية، كما يقول في هذه الآية الكريمة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَلَو يُؤاخِذُ اللَّـهُ النّاسَ بِظُلمِهِم ما تَرَكَ عَلَيها مِن دابَّةٍ وَلـكِن يُؤَخِّرُهُم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ" صدق الله العظيم (سورة النحل – الآية 61).

إن البشر يقعون في الخطأ بسهولة، في كثير من الأحيان يرتكبون معاصٍ تخالف ما أمرنا به الله تعالى في القرآن ولكنّ الله سيسامحهم ويغفر لهم إذا ندموا على ما فعلوا وتابوا.

كل إنسان يخاف من الله، من الكبير إلى الصغير، يمكنه أن يتوب إلى الله وأن يطلب مغفرته،  آملًا أن يغفر الله خطاياه. يصف الله تعالى قبوله للتوبة في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" صدق الله العظيم (سورة النساء – الآية 17).

مقدم البرنامج: جعل الله تعالى باب التوبةِ مفتوحًا، وهذا لكي يتمكن الناس من النجاة من النار، هذا يُظهر لنا مدى عظمة ورحمة الله. ولكن هناك حقيقة يجب ألّا ننساها أبدًا: أنّ التوبة في وقت الموت لن تُقبل، هذا ما تقوله هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا" صدق الله العظيم (سورة النساء – الآية 18).

يكون الله في عون أولئك الذين يسيرون في طريقه.

أيُّ إنسان يتوجه إلى الله بصدق ويظل في طريقه سيشاهد في كل لحظة حماية الله سبحانه وتعالى له وقربه منه. يمهد الله طريق المؤمنين ويسهل عليهم الابتعاد عن المعاصي ويقربهم من الطاعة.

يَعِد الله بنصره للمؤمنين في الكثير من الآيات في القرآن الكريم، هذه بعض الآيات:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة الروم – الآية 47).

"إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (سورة محمد – الآية 7).

مقدم البرنامج: كل إنسان يدرك هذه الحقائق لن يلجأ إلى أيِّ إنسان مثله أو إلى أيِّ قوةٍ أخرى، سيدرك دائمًا أنّ العون يأتي من الله وسيطلب كل ما يريده منه، وعندما ينجح في أمر ما سيتجه إلى الله ويشكره على ما أنعم به عليه وعلى مساعدته له. سيصبح مخلصًا وصادقًا ومحبًا لله.

الله سبحانه وتعالى هو مجيب الدعاء

الله سبحانه وتعالى ذو رحمةٍ ومغفرةٍ لا نهائية، يذكر الله أنّه يجيب الدعاء وما يطلبه منه الناس كما في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" صدق الله العظيم (سورة البقرة – الآية 186).

الله سبحانه وتعالى يستمع لما يرجوه الناس، هو يعلم ما يفكرون به، يمكن لأيٍّ منا أن يطلب شيئا ما من الله ويدعو به مادام هذا الشيء في رضا الله فيمكنك فعل ذلك بلا قيود، وإنه من السهل على الله تعالى أن يمنح لك ما تريده.

وإذا أراد الله أيضًا أن يمنح الناس ما أرادوه على الصورة التي يريدونه بها فإنه يستطيع ذلك، ولكن إذا كان ما يدعو به الإنسان ليس فيه الخير له فإنّ الله سيمنحه ما يريد في صورة أخرى.  يجب أن يدعو الإنسانُ الله تعالى بالطريقة التي ترضيه لينال رضا الله ومحبته.

إذا أدرك الإنسان أنّ الله قريب منه ويسمعه في كل لحظة، سيقوِّي ذلك من إيمانه ومن إخلاصه وطاعته لله تعالى.

الله هو العدل

يرغب كل إنسان أن يُعامَل بالعدل، ويحترم الأشخاص الذين يحكمون بالعدل. أن يكون شخصٌ ما عادلًا فهذا يعني أنّه يتمتع بأخلاق فاضلة وأنّه أمين وصادق.

الله سبحانه وتعالى هو العدل، عادل في كل أحكامه، وقد وزّع الله عدله على كل من خلقه وسوف يجازيهم على أعمالهم بالعدل.

يخبرنا الله تعالى في هذه الآيات عن عدله في يوم القيامة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يَومَ نَدعو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم فَمَن أوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَأُولـئِكَ يَقرَءونَ كِتابَهُم وَلا يُظلَمونَ فَتيلًا" (سورة الإسراء – الآية 71).

"قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ" (سورة سبأ – الآية 26).

يجب عليك كمؤمن أن تثق في عدل الله وحبه لك مهما حل بك من ابتلاء.

يجب أن يجتمع حب الله والخوف منه معًا

مقدم البرنامج: أنعم الله تعالى بكل أشكال النعم على الناس، أولئك الصادقون الذين يدركون أن عليهم أن يحبوا الله تعالى بقدر عطائه لهم، وفي الوقت نفسه يخافون من انتهاك ما حرّمه عليهم.

يغدق الله بنعمه على هؤلاء الصادقين الذين يدركون ما قلته سابقًا ويعطيهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ. يشرح الله تعالى ذلك في القرآن الكريم:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّـهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ" صدق الله العظيم ( سورة  الأنفال – الآية 29).

كل مؤمنٍ بالله يحب الله بصدق يفهم تمامًا أنّ عليه الخوف من غضب الله عليه في الآخرة وعليه اتِّقاء هذا الأمر في كل لحظة في حياته وفي كل ما يفعله. هذا السلوك تشرحه لنا هذه الكلمات من القرآن:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "يَخافونَ رَبَّهُم مِن فَوقِهِم وَيَفعَلونَ ما يُؤمَرونَ" صدق الله العظيم (سورة النحل – الآية 50).

ويبشر الله المؤمنين الذين يخشونه في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ" صدق الله العظيم (سورة الملك – الآية 12).

الذين يحبون الله ورسله والمؤمنين

أولئك المؤمنون الذين يؤمنون بالله بصدق ويحبونه، يحبون أيضًا كل الناس كانعكاس على حبهم لله. ينبع هذا الحب أيضًا من إيمان المرء وأخلاقه وكذلك خشيته لله.

يتعلم المؤمنون الحب من الرسل الكرام ومن المؤمنين الذين فضلهم الله عن بقية خلقه. هذه الآية تشرح لنا ذلك:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" صدق الله العظيم (سورة المائدة – الآية 55).

الإنبياء هم أشد المؤمنين نقاءً وهم الأكثر قربًا ومحبةً لله. هؤلاء الأنبياء يحبهم الله ويجب أن يحبهم المؤمنون كذلك كما يشير الله تعالى إلى وجوب حب المؤمنين للأنبياء في الآية التالية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ..." صدق الله العظيم (سورة الأحزاب – الآية 6).

المؤمنون الذين يعيشون حياتهم في حب الله وطاعته ولايهتمون لشيء آخر يصف الله قربهم وتعلقهم به في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ وَلا تَعدُ عَيناكَ عَنهُم تُريدُ زينَةَ الحَياةِ الدُّنيا وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا" صدق الله العظيم (سورة الكهف – الآية 28).

مقدم البرنامج: المسلمون الذين يسعون لنيل رضا الله، يرغبون دائمًا في أن ينالوا الجنة معًا، حيث سيستمتعون معًا بالحب الحقيقي بالإضافة إلى سعادتهم بالخلود والحياة الأبدية.

يصف الله تعالى في الكثير من آيات القرآن الكريم الحياة في الجنة، كل هذه الآيات تتحدث عن السعادة والحب والسلام الذي يعيش فيه المؤمنون في الجنة. كل ما قد يعكر صفو الحب والأخوة بين أهل الجنة قد تم منعه فلا يحدث أيّ شيء يعكر ذلك أبدًا.

في حين تكون الكراهية والبغض هي عقاب المشركين على جحودهم وإنكارهم لوجود الله. لا يمكن لك أن تحب أحدًا كحبك لله وإلا يكون هذا الحب غير حقيقي ولن يقود إلّا إلى الألم والتعاسة. يذكر الله هذه الصفات في هذه الآية:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35)" صدق الله العظيم (سورة الحاقة).


 


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات