لم يُثبِت العلم الحديث أنَّ الكون خُلِق من لا شيء فقط، ولكنَّه أظهر أيضًا أنَّ كل تفصيلة صغيرة كانت جزءًا من نظام لا تشوبه شائبة.
تثبت اكتشافات اليوم أنَّ الكون لم يتكوَّن بالصدفة البحتة، كما يزعم الماديون. فالكون بأكمله، على النقيض، هو إبداع الله المثالي.
كانت أحد أهداف التوازن الإلهي للكون خلق أكثر الظروف ملاءمةً للبشر. توضِّح الملاحظات الفيزيائية الفلكية أنَّ:
والكثير من العوامل الأخرى التي وُضِعت كي تُشكِّل الظروف المثالية للبشر.
هذا التوازن حسَّاس للغاية لدرجة أنَّ حتى أبسط تغيُّر في هذه النسب كان سيحيل العالم إلى مكان غير صالح للحياة؛ كان عالَمنا سيكون كوكبًا ميتًا.
أطلق علماء الفلك والفيزياء النظرية على هذا التوازن المدهش «التوليف الدقيق». ومع كل يوم يمر، تُكتشَف أدلة أكثر على هذا التوليف الدقيق.
عند رؤية هذا الواقع، تقبَّل الكثير من العلماء - حتى أولئك الذين بيَّتوا أحكامًا مسبقة مادية - أنَّ هناك نظامًا كلِّيًا وتوازنًا في الكون وأنَّ هذا بدوره يثبت الخَلق.
فقد كتب عالِم الفيزياء الفلكية البريطاني جورج إليس، على سبيل المثال، أنَّ هذه التوليفات الدقيقة الموجودة في الكون لا يمكن تفسيرها سوى بـ«معجزة»، بمعنى آخر، عبر الإبداع الإلهي.
هناك توليف دقيق يحدث في القوانين التي تجعل هذا [التعقيد] ممكنًا. إنَّ إدراك تعقيد هذا التدبير يُصعِّب عدم استخدام كلمة «خارق» دون اتخاذ موقف يخص الوضع الأنطولوجي للكلمة. (G. F. R. Ellis, 1993, The Anthropic Principle: Laws and Environments, The Anthropic Principle, F. Bertola and U.Curi, p. 30.)
وكان هذا كلام الأستاذ جون أوكيف، عالِم الفلك الذي يعمل لحساب ناسا:
إذا لم يكُن الكون قد صُنِع بأكبر دقة فائقة، لم نكُن لنوجد قط. رؤيتي أنَّ هذه الظروف تشير إلى أنَّ الكون قد خُلِق كي يحيا الإنسان فيه. (F. Heeren, 1995, Show Me God, p. 200)
إجمالًا، فالآن وبعد قرونٍ طويلة من الخداع المادي، أدرك العالَم العلمي أخيرًا وجود الله.
التوازن البديع للانفجار الكبير .. النظام العظيم الذي تكوَّن بعد هذا الانفجار .. كل هذا فيما يلي.