النظام والتوازن الدقيق في الكون

1485

مقدم الحلقة الثاني

تمتلئ الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية بمخاطر مميتة لا تحصى. وبالإضافة لمثل هذه التهديدات، لا يمكنك أبدًا أن تجد قليلًا من الجمال الذي نلقاه في عالمنا على سطح هذه الكواكب مثلما نراه هنا.

                

الراوي

توجد في الفضاء أمطارًا من غاز الميثان القاتل، كما أن العواصف أشد بكثير عند مقارنتها بعواصف كوكب الأرض، والثقوب السوداء تبتلع أي شيء يقترب منها، والكواكب تغطيها سحب من الغبار، والرياح تبلغ سرعتها ضعف سرعة الصوت، فضلًا عن بحار الأحماض وأشعة غاما القاتلة وعديد من المخاطر الأخرى. تعتبر بعض من هذه الأهوال، مثل المشاهد الموجودة في أفلام السينما، مرعبة بطريقة غير مفهومة تقريبًا، إلا أنها بالنسبة إلينا مجرد عرض بصري.

 

مقدم الحلقة الثاني

يكمن السبب في أننا نحيا في عالم آمن تمامًا. إننا آمنون للغاية في حياتنا، لدرجة قد ننسى معها حتى أننا نتحرك بسرعة آلاف الكيلومترات في الساعة.

وبالمثل، إننا ننسى أيضًا أن ثمة ترتيبات أمنية لا تحصى تحمينا من مخاطر لا تحصى تهددنا في كل ثانية.

مقدم الحلقة

توجد ترتيبات وتوازنات وقوانين ثابتة تطوق الأرض والكون كله.

الراوي

بدءًا من معدل توسع الكون حتى موقع كوكبنا الأرض في مجرة درب التبانة، وبدءًا من طيف الإشعاع الشمسي حتى لزوجة الماء، وبدءًا من المسافة بين الأرض والقمر حتى نسبة الغازات التي تشكل الغلاف الجوي، ثمة عوامل أخرى لا تحصى تعتبر مناسبة لوجود الحياة وحسب.

وأيما كان القانون أو المبدأ أو الثوابت الفيزيائية التي نعتدّ بها في الكون، إننا نرى أنه لا يمكن أن تأتي إلى حالتها المثالية الحالية بنفسها عن طريق الصدفة.

مقدم الحلقة الثاني

في السنوات الأخيرة، بدأ علماء الكون وعلماء الفيزياء في أن يطلقوا على هذا النظام المثير، الذي ينتج الظروف الضرورية لحياة الإنسان، مصطلح "التوافق الدقيق" عبر الكون. من المناسب أن نقتبس هنا بعض من مقولات هؤلاء العلماء التي تعبر عن الدهشة والعجب من نتائج بحثهم:

 

الراوي

البروفيسور جون أوكيف، عالم فلك في ناسا: "إننا، وفقًا للمعايير الفلكية، مجموعة من المخلوقات المدللة والمحمية التي تحظى بالرعاية. فإن لم يكن الكون مخلوقًا بدقة متناهية، لم نكن لنأتي إلى الوجود. إن رأيي أن هذه الظروف تشير إلى أن هذا الكون خُلق من أجل أن يحيا فيه الإنسان".

البروفيسور جورج ف. إليس، عالم فيزياء فلكية بريطاني "إن التوافق الدقيق المذهل الذي يحدث في القوانين هو ما يجعل هذا (التعقيد) ممكنًا. إذ إن إدراك مدى تعقيد ما أُنجز يجعل من الصعب ألا نستخدم كلمة "معجزة"".

البروفيسور بول ديفيز، عالم فيزياء فلكية بريطاني "إن قوانين (الفيزياء)... تبدو في حد ذاتها أنها نتاج لتصميم بارع للغاية. يجب أن يكون هناك غرض من هذا الكون".
البروفيسور روجر بنروز، عالم رياضيات بريطاني "إنني سأقول إن هناك غرضًا من هذا الكون. فهو ليس هناك نتيجةً لصدفة ما".

كل البيانات العلمية التي تم الحصول  عليها حتى الآن توضح أنه لا يوجد مكان للصدفة في هذا الكون بأي مكان أو بأي زمان.

 

قاموس الفلك

هل التلسكوبات نوع من آلات الزمن؟

يسافر الضوء بسرعة 300 مليون متر في الثانية. على الرغم من هذا، تعد المسافة إلى النجوم شاسعة بدرجة مذهلة، إذ يستغرق الضوء القادم من النجوم مئات، أو حتى آلاف السنين كي يصل إلينا.

بعبارة أخرى، عندما ننظر إلى النجوم، فإننا لا نراها في حالتها الحالية. بل إن الأمر كما لو أننا نرى صورة فوتوغرافية لها نشرت في صحيفة قديمة تُركت في صندوق البريد. وكلما كان التلسكوب أقوى، صارت معه مشاهدة أشياء تنتمي لأزمنة أقدم ممكنة. على سبيل المثال، يستغرق الضوء القادم من مجرة المرأة المسلسلة مليونين ونصف مليون عام، لكننا نستطيع رصده اليوم فقط. كما أن الضوء الذي يصل إلينا اليوم من أكثر أشباه النجوم سطوعًا، سافر منذ ملياري عام من الماضي.

 

سديم البحيرة

على بعد 4000-6000 سنة ضوئية

تظهر على الشاشة صورة لسحابة نجم ضخمة، إنها سديم البحيرة، كما كانت في عصر الأهرامات.

إنه هكذا، كما لو أن الصورة التُقطت خلال ذلك التوقيت. يمكننا أن ننظر إليه بطريقة أخرى، إذ إن ما نرصده الآن هو ما كان عليه سديم البحيرة منذ آلاف السنين.

 


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات