الجزء الثاني
السرعة في الكون
مقدم الحلقة
إذا كانت الكواكب تدور بسرعة أبطأ، لانسحبت نحو الشمس أسرع، حتى تبتلعها الشمس في النهاية وتنفجر الكواكب. كما أن حدوث عكس ذلك أيضًا كان سيؤدي إلى كارثة. فإذا دارت الكواكب أسرع، لم تكن لقوة جاذبية الشمس أن تكفي لتبقي على الكواكب في نطاقها، لينتهي بها الأمر سابحة في الفضاء.
من الواضح أن التوازن ضروري هنا؛ فالكواكب تختلف اختلافًا هائلًا في كتلتها والمسافة بينها وبين الشمس. يعني هذا أن معدل دورانها ينبغي أن يكون مختلفًا أيضًا.
مقدم الحلقة الثاني
لقد خلق إلهنا كل ضروريات الحياة عن طريق الوضع المثالي لكل هذه السرعات. سوف يسمح الله باستمرار وجود الكون بسبب وضع هذه النسب الحركية، إذ إن قدرة الله اللا نهائية في كل شيء خلقه ذُكرت في سورة فاطر:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)" (سورة فاطر).
سرعة دوران الأرض
تدور الشمس حول نفسها وهي في مواجهة الشمس مرة كل 24 ساعة، وتكون النتيجة أن فترات الضياء والظلام المتناوبة تكون قصيرة إلى حد ما. وبسبب قصرهما، يكون التدرج الحراري بين وجهي النور والظلام على الكوكب معتدلًا تمامًا، كما أن سرعة دوران الأرض حول محورها يساعد في الحفاظ على اتزان التوزيع الحراري، يخلق هذا درجة الحرارة المثالية للتنوع الهائل الموجود بين الكائنات الحية التي تعيش على الأرض، فإذا كانت سرعة الدوران هذه ليست بالمعدل الضروري، لكانت الحياة على الأرض مستحيلة لكل الكائنات.