تجنب الجدل والمنازعات

1699

إحدى الأسرار التي تقف وراء الحياة السعيدة الهادئة للمؤمنين الحقيقيين هي الأخوّة الدافئة والتضامن فيما بينهم.

أي سلوكٍ من شأنه إلحاق الضرر بتلك الوحدة وهذا التضامن يُعدُّ انتهاكًا للقيم الأخلاقية المنصوص عليها في القرآن.

وبالفعل يحذر الله المؤمنين من تلك الأخطار في هذه الآية:

"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (سورة الأنفال، آية 46).

مشاعر مثل الفرقة، والتناحر، والعداوة، والبغضاء مجرد أمثلة على القيم الأخلاقية السيئة الواجب تجنبها.

المؤمنون الصادقون لا يستسلمون لتلك المشاعر غير المرغوب فيها: يخشون الله، ودائمًا ما يكونون متواضعين، وودودِين، ومُراعِين للآخرين، ومُفعمين بالحب في علاقاتهم.

ويتجنب المؤمنون بشكل صارم أي كلماتٍ أو أفعالٍ من شأنها إيذاء إخوانهم المسلمين، كمُتطلبٍ منصوص عليه في القرآن، لكنَّهم يُبدون التصرفات التي من شأنها زيادة مشاعر الحب والثقة فيما بينهم.

وينص حديث للرسول عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر كما يلي:

 

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّ مَوْلَى الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِىَ الْحَالِقَةُ لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ".

 

أي نزاع يقع بين المؤمنين سيُضعفهم ويُؤذي مناخ السلم السائد بينهم.

في الواقع، تُخبرنا الآية التالية في القرآن، أنَّه لو لم يتصرف المؤمنون تجاه بعضهم البعض كأولياء، بعبارة أخرى كأصدقاء ومُدافعين، سيسود الفساد في الأرض.

"وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" (سورة الأنفال، آية 73).

حتى لو كان أحد المؤمنين يعتنق رأيًا مختلفا عن مؤمنٍ آخر، لا يزال عليه أو عليها أن يستخدما أسلوبًا توافقيًا، ومتواضعًا، ومحترمًا. وبالتالي ستبقى تلك الأفكار المختلفة في مستوى "استشاري" ولن ترقى أبدًا إلى "جدال".

يأمرنا الله في إحدى الآيات المتعلقة بما يجب أن يكون عليه سلوك المؤمنين تجاه بعضهم البعض، بالآتي:

 

"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (سورة الحجرات، 10).

 

 


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات