يُعد مخطط مراحل تطور الجنين الزائف والذي رسمه عالم الأحياء التطوري إرنست هيكل واحدًا من أشهر الدلائل التي يقدمها التطوريون لبرهان نظريتهم.
وقد طلب دارون من صديقه المقرب هيكل أن يساهم في نظريته وذلك بإخباره أنه سيقوم بعمل رائع عن طريق نشر العقيدة التطورية.
لم يستطع هيكل أن يرفض هذا الطلب وخرج علينا بأطروحة وهمية محاولًا التأسيس لبعض الدلائل المفترضة والتي تصب في مصلحة نظرية التطور.
وقد أُطلق عليها اسم "نظرية التلخيص."
وطبقًا لهذه الأطروحة غير العلمية، فإنه وخلال المراحل التطويرية، تتعرض الأجنة الحية لمراحل تكرارية قصيرة من العمليات التطورية والتي من المفترض أن تخضع لها جميع الكائنات.
على سبيل المثال – وطبقًا لهذه الخرافة – فإن الجنين البشري في رحم أمه يظهر في المرحلة الأولى على هيئة سمكة، ثم بعد ذلك سيمتلك بعص سمات الزواحف وذلك قبل أن يتحول إلى شكله النهائي كإنسان.
ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث والمشاهدات التي تمت في أحدث المعامل زيف جميع الرسومات الإيضاحية التي أخرجها هيكل في محاولة منه لدعم هذه النظرية.
نشرت مجلة علمية شهيرة في إصدارها بتاريخ 5 سبتمبر 1997 مقالًا بعنوان: "أجنة هيكل: إعادة اكتشاف التزييف"، وقد جاء فيها ما يلي:
لم يقم هيكل فقط بإضافة أو حذف بعض السمات – وذلك طبقًا للتقرير الذي أعده ريتشاردسون وزملاؤه – ولكنه أيضًا زيّف في المقاييس للمبالغة في التشابهات ما بين الأنواع حتى وإن كان هناك تباين في الأحجام يصل إلى 10 أضعاف. وقد أضاف هيكل المزيد من الضبابية على الاختلافات بين الأنواع عن طريق إهمال تسمية هذه الأنواع في معظم الأحيان كما لو أن مندوبًا واحدًا فقط كان بالدقة الكافية لتمثيل مجموعة كاملة من الحيوانات. ... وقد لخص ريتشاردسون الأمر في الآتي: "لقد اتضح لنا أنها – (رسومات هيكل) – واحدة من أشهر التلفيقات في علم الأحياء."
وقد سلطت مجلة علمية أخرى الضوء على هذا الموضوع في 16 أكتوبر 1999:
في الحقيقة فقد تم إظهار عدم صحة قانون هيكل الصارم في وقتٍ قريب، على سبيل المثال، فإنه لم يحدث أبدًا لأي جنين بشري في مراحل تكونه الأولى أن امتلك خياشيم مثل السمكة، ولم يظهر أبدًا أنه – الجنين البشري – مر بمراحل مشابهة لتلك التي مر بها أي من الزواحف أو القرد البالغ.
وقد امتد الخداع الذي مارسه هيكل إلى أبعد من ذلك. فهذا الجزء من الجنين – والذي ساوى هيكل بينه وبين الكيس المحي ( الحويصلة السرُية) – هو في الحقيقة الحويصلة التي تنتج الدماء للطفل. هذا الجزء الذي زعم هيكل أنه الذيل هو في الحقيقة العمود الفقري للإنسان وذلك ما تم معرفته لاحقًا، وقد تم تشبيه هذا الجزء بالذيل لأنه ظهر قبل أن تظهر الأرجل.
والأكثر أهمية من هذا، أنه اعترف بشكل شخصي قبل 100 عام بزيف هذه الرسومات الإيضاحية التي أنتجها لدعم أطروحته:
بعد هذا الاعتراف التوافقي بالتزييف كنت سأجد نفسي مجبرًا على إدانة نفسي وإفنائها لولا أن عزائي هو رؤية مئات من الزملاء المذنبين جنبًا إلى جنب معي في قفص الاتهام نفسه وذلك لأن بينهم العديد من المراقبين الأكثر ثقة وأكثر علماء الأحياء احترامًا وعظمة. يجب على الأغلبية العظمى بين كل هذه الرسومات الموجودة في أفضل الكتب الدراسية البيولوجية، والمؤلفات، والمجلات أن تتحمل نفس القدر من الاتهام بالتزييف، فكلها ليست بالدقة الكافية بالإضافة إلى احتوائها قدرًا أكثر أو أقل من التحريف، والترسيم، والتركيب.
أظهر الاعتراف الذي قام به هيكل أن تقنيات الزيف والكذب كان يتم اللجوء إليها بشكل دائم من قبل بعض التطوريين، وهم ليس لديهم أي تردد من ناحية الاستمرار في استخدامهما.
وحتى الآن، وبعد أن عرف الجميع زيف هذه الرسوم الإيضاحية، فمازالت تُدرس في الكتب الدراسية على أنها حقيقة علمية وذلك في جميع أنحاء العالم خلال القرن العشرين.
ومازال تدريسها والعمل بها مستمرًا بالصورة نفسها إلى يومنا هذا.