وضع الله إبراهيم في اختبار، ثم كافأه بعد ذلك. فقد ظل إبراهيم مطيعًا جدًا لله فكافأه بالنبوة وجعله رسولًا في سن مبكرة. وقد بيّن ذلك في القرآن:
"وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" سورة البقرة – آية 124
وقد بين الله أيضًا أنه أعطى الكتاب والحكمة للنبي إبراهيم وآله:
"أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا" سورة النساء – آية 54
وأرسل الله الكتاب للنبي إبراهيم قبل إنزاله التوارة على النبي موسى – عليه السلام – وقد بين ذلك في الآيات الآتية:
"وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" سورة الأعلى – آية 17-19
المقدم: هناك أمر مهم بخصوص النبي إبراهيم وقد تجادل بشأنه الناس على مر العصور:
وهو أي دين كان يتبعه سيدنا إبراهيم؟
فيعتبره اليهود نبيًّا يهوديًّا. وكذلك المسيحيون يعتبرونه نبيًّا يهوديًّا، ولكنهم يزعمون أنه قد اتبع النبي عيسى – عليه السلام – رغم أنه قد جاء بعده.
لكن الحقيقة أن الله قد وضح في القرآن أن هذه الادعاءات باطلة:
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" سورة آل عمران –آية 65-66
فقط القرآن يوضح الحقيقة الكاملة عنه:
"مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" سورة آل عمران – آية 67
وذكر القرآن أن النبي إبراهيم "حنيفًا" وكلمة حنيف تعني "شخصًا ورعًا ومستقيمًا وصالحًا سلّم لأوامر الله ولم يبتعد أبدًا عن دينه" و الحنيفية أشد صفات النبي إبراهيم ، وهي أنه آمن بالإله الواحد الأحد وخضع له."
ويأمر الله نبينا مُحمد – صلى الله عليه وسلم – في آية أخرى بالالتزام بملة النبي إبراهيم:
"ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" سورة النحل – آية 123
النبي إبراهيم – ودينه الحق – هو أمر مشترك بين المسلمين وأهل الكتاب. وذلك لأن أتباع الديانات السماوية الثلاثة مأمورون بالإيمان وعبادة الله كما بيّن النبي إبراهيم. ولكن بعض المعتقدات والممارسات في اليهودية والمسيحية قد حُرفت مع مرور الزمن وأصبحت فاسدة. ويُخبرنا القرآن أن المسلمين يدعونهم لكلمة موحدة بينهم.
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" سورة آل عمران – آية 64