سورة يوسف هي تفسير نظام المهدي رمزيًا

1705

 مُقتطف من البث المباشر لحوار أ. عدنان أوكطار على قناة A9TV بتاريخ 21 يونيو 2015

 

بولتين سيزجين: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، "الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ "، (سورة يوسف، 1).

عدنان أوكطار: يقول الله فيما سلف إنَّ القرآن واضح، لذلك هو يوسِّع إدراك الناس، لأنَّه عندما يقول رجل: "القرآن غير مفهوم"، تُفتَح أبواب الوثنية على مصراعيها، ثم بعد ذلك يُمكنهم التلفيق بأقصى قدرتهم، يمكنهم تحوير الدين كما يشاؤون، مما يكشف للوثنيين وسيلة لا قدر الله، لذلك يشدّد القرآن على هذا قبل أي شرح لهذا السبب. يشرح لنا الله بطريقة جميلة، يُمكنك الاستمرار.

بولتين سيزجين: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، (سورة يوسف، 2).

عدنان أوكطار: لم يكن باستطاعتهم الاعتراض على اللغة العربية، لأنَّ القرآن أُوحي به للجزيرة العربية، لهذه المنطقة، كلهم يتحدثون العربية، لا يُمكنهم ادعاء عدم الفهم، تبقى فقط مشكلة مع الإدراك. لو أنَّ الشخص لديه الفطنة، سيتمكن من الإدراك، لو لم يكن لديك فطنة، لن تتمكن من إدراكه، وبعد ذلك ستضل طريقك بين الوثنيين.c

بولتين سيزجين: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ"، (سورة يوسف، 3).

عدنان أوكطار: قصة؟ لماذا تُروى القصص؟ القصص تُروى حتى نفهم القيمة الأخلاقية من القصة، لا تُروى القصص كمواضيع مُختلقة أو من أجل غرض الرواية بحد ذاتها، إنَّها تُلقي الضوء على حدث سيقع، تُعيد سرد أحداث مصحوبة برموز، تحكي لنا سورة يوسف حركة المهدي رمزيًا.

بولتين سيزجين: "وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" (سورة يوسف، 3).

عدنان أوكطار: نعم، المعرفة الأصلية المذكورة في الآية ليست مذكورة في التوراة أو الإنجيل. لا يُدرك أحد هذا الأمر، حتى الرسول (صلى الله عليه وسلم) نفسه. يوحي الله له الرواية الحقيقية لها، لأنَّ نُسخة التوراة حُرِّفت، حرَّفها الحاخامات لحسابهم.

على سبيل المثال، انظر إلى الطريقة التي جعلوا بها رسولًا مُقدسًا ورائعَا مثل سيدنا سليمان (عليه السلام) يبدو، جعلوه يبدو كما لو كان فاسدًا مُغرقًا في الوثنية.

وُلد في هذا العالم رسول، ونرى تميزه بقدر كبير من التفصيل في ترانيم سليمان في التوراة، هناك فصل يُدعى "ترنيمة سليمان"، نرى فيه حكمته الراجحة وأخلاقه وقيمه وإحساسه بالحب وإيمانه بالله، نرى جميع صفاته الرائعة، لكن ومع ذلك تتحدث عن وثنيته وضلاله، عد إلى صوابك.

حسنًا أنا مُصغ.

بولتين سيزجين: "إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (سورة يوسف، 4).

عدنان أوكطار: أحد عشر نجمًا، كم عدد النجوم في علم الاتحاد الأوروبي؟

تاركان يافاز: اثنا عشر.

عدنان أوكطار: طبقًا لرواية القرآن، يبلغون اثني عشر مع احتساب الشمس. النجوم، النجوم هي رمز الماسونية، اثنا عشر نجمًا هو شعار الماسونية، اثنا عشر هو الرقم المقدس في الماسونية، والشمس والقمر شعارات ماسونية كذلك.

أوكطار بابونا: الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر.

عدنان أوكطار: حسنًا، أنا أُصغي.

بولتين سيزجين: "قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا" (سورة يوسف، 5).

عدنان أوكطار: لن تكشف عن فضائل المسلمين التي قد يُفسدها الوثنيون عديمو الحب والعقل. فمثلًا، لديك عمل ناجح، لكن هناك وثني غير نقي يعمل مديرًا للمكان، لديه القدرة على تخريب عملك، لو قمت بإخباره بأنك تجني أرباحًا جيدة، سيقوم بإزعاجك، بماذا ستُخبره؟

ستقول إنك لا تجني الكثير، أو لا تذكر الموضوع على الإطلاق، وإلا، فإنَّه سيتسبب لك في مشاكل، وستكون أنت من يوفر وسائل يستغلها المشركون. أو لو أنَّ شخصًا يحصل على درجات مرتفعة في المدرسة، ويتحدث عنها، وكان هناك مدرس وثني يُمكنه إثارة مشكلات لهذا الطفل، لا تُخبره.

يكشف القرآن وسائل الدفاع السلبية. على سبيل المثال، لا يجب أن تتحدث عن نقائصك أيضًا، ماذا يقول سيدنا إسرائيل (عليه السلام)؟ متحدثًا عن سيدنا يوسف؟ يقول: "أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ"، (سورة يوسف، 13)، لهذا، أنت تمده بالوسائل التي تمكنه من إيذائك، أنا أتحدث عن أي شخص، لأنك كشفت له عن أحد نقائصك، فقدته إلى الطريق. يكشف القرآن عن طرق ضد هؤلاء الناس، هؤلاء الوثنيين الخونة، ليدافع بها المسلمون عن أنفسهم، هذه طرق مغلقة، لكن بعضها مفتوح. نعم.

بولتين سيزجين: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ" (سورة يوسف، 5).

عدنان أوكطار: ليس خفيًا، لكنه عدوٌ ظاهرٌ، يؤثر على العقل، ويخلق أوهامًا، وينشر الخوف، والقلق، والنسيان. يجب ألا يطيعه الإنسان، يجب أن يفعل عكس ما يقوله الشيطان. نعم.

بولتين سيزجين: "وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ" (سورة يوسف، 6).

عدنان أوكطار: سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وسيدنا إسحاق (عليه السلام)، وسيدنا يعقوب (عليه السلام). نعم، اقرئي نفس الآية مرة أخرى.

بولتين سيزجين: "وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ".

عدنان أوكطار: ماذا يعني اختيار شخص ما؟ يعني أنَّه سيجعله مهدي ذلك الزمان، هذا هو معنى اختيار شخص ما، الله يختار، يختاره من بين كل هؤلاء الناس، المختار. نعم.

بولتين سيزجين: "وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ" (سورة يوسف، 6).

عدنان أوكطار: على سبيل المثال، نحن نُفسر القرآن، وسيدنا يوسف (عليه السلام) مُبارك بقدرته على تفسير كتاب الله، والأحلام، والأقوال الحكيمة، هو في غاية المهارة، والذكاء، يقوم بتفسيرها باختصار، وإتقان، ويجعل كل هذه المعرفة قابلة للتطبيق، نعم.

بولتين سيزجين: "وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ" (سورة يوسف، 6).

عدنان أوكطار: هذا التمام يُمنح للسيد المهدي (عليه السلام) كما تعرفون، يَعِدُ الله سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بأنَّه سيتم نعمته على سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وسيدنا إسحاق (عليه السلام)، وسيدنا يعقوب (عليه السلام). لكن هذا الوفاء يأتي مع السيد المهدي (عليه السلام)، ويُختم به، لأن السيد المهدي يُدعى حامي الختم، فهو يختم الحُماة، الإمام المهدي هو آخر المدافعين، آخرهم وأعظمهم. نعم.

بولتين سيزجين: "إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" (سورة يوسف، 6).

عدنان أوكطار: الله هو من يعرف كل شيء، الذي خلق كل الوصايا، وهو حكيم، فمثلًا عندما يفعل شيئًا، يفعله بحكمة. يقول الرجل، "إنَّه سوء حظ كبير"، لا، إنَّه يحدث بحكمة، أنت لا تفهمها فحسب، وستعلمها على الأرض، أو في الآخرة، لكن هذا يحدث لحكمة.

بولتين سيزجين: "لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ" (سورة يوسف، 7).

عدنان أوكطار: لهؤلاء الذين يسألون، هناك سور، وأدلة، وحِكَم، وأدلة على الحياة، الآية موضوع مهم للماسونية، الحكمة، والغموض، والتفسير، تفسير شيء ما، وكشف خباياه.

بولتين سيزجين: قلت مسبقًا، "بما أنَّها في القرآن، فهناك من يسأل عنها" مثلًا، قصة وحياة سيدنا يوسف (عليه السلام).

عدنان أوكطار: بالطبع، لأنَّ الناس تسأل، لذا يفسر لنا الله.

بولتين سيزجين: "إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا" (سورة يوسف، 8).

عدنان أوكطار: نعم بغيرة، أعني أنَّ أكبر مصيبة في حياة الناس هي هذه، لو أنك شخص ناجح، يغار الناس منك، هذا معروف في كل العالم، في تركيا أيضًا، يمزقون الشخص الناجح، أمام أنظار الجميع. وكأن كونك ناجحًا جريمة، ولهذا السبب، يحتفظ الناس بنجاحاتهم سرًا، أو على الشخص الناجح أن يتحلى بالتواضع الشديد.

لو أصبح الشخص الناجح أنانيًا، سيصبح الناس أشرارًا، ولهذا السبب، التواضع درع حماية، كون المرء أنانيًا، يُعد مرضًا يُثير الضغائن ويجذب المشاكل، لو ذهبت لرجل وقلت له: "أذكى رجل في العالم"، سيصبح الجميع أعداءً له، الجميع  تقريبًا. لكن لو قلت: "أنا مثل الأرض، أداة الله العاجزة"، عندها يُصبح هذا سببًا للحب، لأنَّه قولٌ يُحبه الله، نعم.

بولتين سيزجين: "وَنَحْنُ عُصْبَةٌ" (سورة يوسف، 8).

عدنان أوكطار: يكشف لنا القرآن هنا أن الوثنيين متحدون. الوثنيون أناس مرضى، مثل عصابة من المنافقين. مثلًا، مثل عقلية المافيا الإجرامية، وعقلية حزب العمال الكردستاني الإجرامية. على سبيل المثال، لا يملك المسلمون هذا النوع من التعاون الذي يملكه حزب العمال الكردستاني بين أعضائه، لا يملكون حتى عشرة في المائة منه، يعيش الرجل على الجبل مثلًا، على ارتفاع ثلاثة آلاف متر، يعيش في كهف هناك.

لو أخبرت مسلمًا "اذهب وعش في جبل"، قلة من المسلمين ستقبل بهذا، لو قلت: "ضحّ بحياتك لأجل قضية"، سيقول: "عندي أطفال"، ويقول: "لدي زوجة"، ويقول: "سيُنهي الأطفال تعليمهم، وسأترقَّى في عملي، وسأزوِّج أطفالي"، إلخ، لن يُكرس حياته.

لكن حزب العمال الكردستاني يضع حياته على المحك، يمنحه الله النجاح رغم عدم إيمانه، لأن حزب العمال الكردستاني مصمم، يمنحهم الله وقتًا محددًا، رغم أن نظامهم غير مؤمن، ثم يأخذهم الله، لأنهم يؤمنون بالخرافات، وعمر الخرافات على الأرض حوالي أربعين سنة، عمر الكفر، وهذه الفترة البالغة أربعين عامًا على وشك الانتهاء.

بولتين سيزجين: "إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (سورة يوسف، 8).

عدنان أوكطار: هذا هو عصيان الوثنيين، فمثلًا، ترى هنا أنَّهم يهينون سيدنا إسرائيل عليه السلام، يُلقي الوثنيون النكات عن الله، وعن الدين، يسخرون، هم غير محترمين، ويميلون إلى التحدث بوقاحة، هذا ما نراه في التوراة أيضًا.

نستطيع أن نرى عندما نقرأ التوراة، أنها تتحدث عن الأنبياء بطريقة متهورة، على سبيل المثال، أخبرتكم عن سيدنا سليمان (عليه السلام)، يطلقون عليه وثني، ومريض، من بين أسماء أخرى في التوراة، يتحدثون بدون تفكير، إنهم متهورون إلى درجة لا تُصدق، لا يحترمون الأنبياء، ليسوا كلهم، لكن معظمهم، ونستطيع أن نرى هذا المرض عندما ننظر إلى التوراة، هذا التهور يكشف عن نفسه مع الوثنيين أيضًا.

بولتين سيزجين: "اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ" (سورة يوسف، 9).

عدنان أوكطار: تنبع عقلية القتلة من الوثنيين من هذه النقطة، كما ترى، الوثنيون في عصرنا إما يقرصنون، أو يقطعون، أو ينشرون، حتى في الماضي، كان طغاة إسرائيل، أبناء إسرائيل، مهتمين بالقتل. طغاة إسرائيل مهتمون بالقتل.

يجب أن تُحب المقهورين، تحميهم، تساعدهم، تتخذهم إخوانًا، يجب أن تتحدث إليهم، وتُظهر سلوكًا دافئًا نحو المقهورين، لاحظ أنه حتى في هذا العصر يوجد طُغاة، طغاة أبناء إسرائيل كانوا موجودين في ذلك العصر أيضًا، لاحظ أنهم يحسدون المقهورين، ويقولون: "اقتل فورًا"، يُلقون طفلًا صغيرًا في بئر، يُعرضونه للمخاطر والكوارث، بوسائلهم الشريرة.

بولتين سيزجين: "وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" (سورة يوسف، 9).

عدنان أوكطار: هذا هو ادعاء التفوق في مثل تلك الحالات، على سبيل المثال، يقول: "ستكون هناك ثلاث وسبعون فرقة مختلفة، سيهلك اثنان وسبعون، ونُصبح نحن الأفضل"، انظر، يُضحي بإخوته الآخرين، يُضحي باثنين وسبعين فرقة من إخوانه، حتى يُصبح هو متفوقًا.

 هذه هي عقلية الوثنيين، كانت لدى الإسرائيليين نفس العقلية في هذا الوقت، بعضهم لا يحترم البشرية، ولا ينظرون لهم كبشر حتى، يؤمن هؤلاء بأنهم وحدهم سيذهبون للجنة، الإسرائيلي الحكيم بينهم لا يُفكر بتلك الطريقة.

بولتين سيزجين: "قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ" (سورة يوسف، 10).

عدنان أوكطار: يبدو إذّا أن هناك على الأقل "أخ" واحد في كل مكان، هذه علامة أخرى على العلم بنعمة الله، لو أنَّه قال "لا يجب أن نقتله، أو نُلقيه في البئر"، لآذوه هو أيضًا.

لكي يمنع قتل يوسف، يقول: "ألقوه في البئر، قد يعثر عليه بعض المسافرين"، في الواقع، هو متأكد من المسافرين، لذا نفهم من ذلك أن الخضر كان متنكرًا كأحد الإخوة، أو ربما يكون شخصًا انضم للمجموعة بطريقة ما، لأن الله يقول "أحدهم".

نحن نفهم أنَّه الخضر، لأنَّه لم يكن ليعلم ما إذا كان هناك مسافرون، في العادة، لو ألقيت طفلًا في البئر، سيموت من الجوع، أو العطش، وسيستشهد، لن يحدث أي شيء آخر، لأنَّه متى سيصل المسافرون؟ لو كان هناك ماء في البئر لغَرِق الطفل ومات، لماذا سيأتي المسافرون لهذا البئر الجاف ليلقوا دلوًا إنْ لم يكن هناك ماء؟ لماذا سينظرون؟

لكنه يؤمن أن المسافرين سيُلقون بالدلو في البئر، الدلو هو القوة التي ستُنقذ سيدنا يوسف عليه السلام، ماذا يُمثل سيدنا يوسف عليه السلام؟ إنَّه يُمثل الإسلام، ماذا يُمثل الدلو؟ إنَّه يُمثل نظام المهدي، لأنَّه يفسر الدلو، هل تُطلقون عليه دلوًا؟

أوكطار بابونا: نعم.

عدنان أوكطار: إنه يُمثل الدلو، ويصبح رمزًا يُمثل القوة المنقذة للإسلام.

بولتين سيزجين: "قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ" (سورة يوسف، 11).

عدنان أوكطار: ننظر لهؤلاء الوثنيين على أنَّهم معسولو الكلام، مُحتالون، مخادعون، يدعون التدين، ويستغلون الدين والإسلام، يملكون جانبًا غير أخلاقي، وآخر غيورًا، بمعنى آخر، نرى أنهم مجموعة من الأشخاص المختلين نفسيًا الذين ينتهزون أية فرصة لتدمير المسلمين، الذين يزرعون الشقاق، ويُحاولون تدمير كل شخص يتبنى عقلية المهدي.

ونفهم بالإضافة لذلك أن الوثنيين لديهم حقد ضد حركة المهدي، سيدنا يوسف (عليه السلام) شخصٌ يُمثل حركة المهدي، عندما يسمعون عن السيد المهدي (عليه السلام)، يفكرون دومًا في القتل أو الإقدام على أي فعل مشابه، لكن، بينما يقومون بهذا، يُظهرون أنفسهم دومًا كما لو أنَّهم يتبنون طرق القرآن والإسلام.

بمعنى آخر، يتظاهرون بأنَّهم يفعلون هذا لله، وفي صورة المسلم الحقيقي، نرى هنا أن الوثنيين غير أخلاقيين، ويستغلون الدين ويحكمون على الدين بطرقهم الخائنة، المتلونة.

بولتين سيزجين: "أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة يوسف، 12).

عدنان أوكطار: انظر، إنَّه يتظاهر بأنَّه سيفعل الخير، لكن رب القرآن يقول "إنَّه خائن". بمعنى أنَّك لا يجب أن تثق في مظهر الوثني، السلوكيات الجيدة، والجذابة التي يُظهرها حولك، أو الخطابات، والحوارات، التي يُجرونها لا يجب أن تلقى آذانًا مصغية، عالمه الشرير، الخفي، المجنون، هو الحقيقة. إدراك عالمه الشرير، الخفي، المجنون أمر ضروري، يشير القرآن إلى هذا، نعم.

بولتين سيزجين: "قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ، قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ" (سورة يوسف، 13، 14).

عدنان أوكطار: يقولون إننا مجموعة تعتني ببعضها البعض، هذه هي خصائص الوثنيين، يُكنُّون الولاء لبعضهم البعض، بمعنى آخر، يسرقون معًا، ويتآمرون معًا، ويسعون للارتقاء في المناصب معًا، لكنهم متنافرون فيما بينهم أيضًا، هذا ما تُشير له الآية، اقرئي آخر جزء مرة آخرى.

بولتين سيزجين: "لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ" (سورة يوسف، 14).

عدنان أوكطار: إنَّه يلجأ للخداع هنا، ليس لأنه سيتكبد أي خسائر، هذه صفة شائعة في الوثنيين، يتظاهرون بأنهم ضد شيء ما، لكنهم في الواقع يعززون منه، بمعنى آخر، يشجعون على العنف، يكشف القرآن القيم الأخلاقية الحقيقية، وخداع الوثنيين من جميع جوانبه. نعم.

بولتين سيزجين: "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ" (سورة يوسف، 15).

عدنان أوكطار: قاع البئر.

بولتين سيزجين: "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" (سورة يوسف، 15).

عدنان أوكطار: نعم، بمعنى آخر، يعلم سيدنا يوسف (عليه السلام) حقيقة أفعالهم على شكل وحي، نعم، كرري ما قلتِ مرة أخرى.

بولتين سيزجين: "لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" (سورة يوسف، 15).

عدنان أوكطار: يُمنح هذا له كمعرفة، معرفة غريزية، معرفة غريزية ستبرز في يوم ما، لهذا لا يأتيه هذا الوحي على هيئة صوت يسمعه بداخله، نحن ندرك أن هذه المعرفة ممنوحة من الله، مشفرة بشكل خاص في روحه، عندما يحين الآوان، ستبرز تلك المعلومات. على سبيل المثال، ربما بعد عشر سنوات، هذا الوحي - المُشفر في دماغه - سيستيقظ.

بولتين سيزجين: "وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ" (سورة يوسف، 16).

عدنان أوكطار: جاؤوا في الليل لأنَّه من المستحيل إجراء بحث في الظلام، ما الذي يُشير إليه بكاؤهم؟ الصفة المشتركة بين الوثنيين، يتنكرون على هيئة أناس يبكون، وينتحبون بعمق، وبعاطفة، وبعض البسطاء قد ينطلي عليهم هذا التمثيل، إذا جاز التعبير، وبذلك يتمكنون. لكن، يجب على المرء أن يبكي من خشية الله فقط، بدافع من حبه لله، لكن يبكي الوثني هنا من أجل التظاهر فقط. يستخدم البكاء كوسيلة، كجزء من حيلته. لهذا، يُبرز القرآن حقيقة أن الوثنيين يستخدمون البكاء كوسيلة لتنفيذ مكائدهم، يصف القرآن لنا كل جانب من صفاتهم، ووسائلهم غير الشريفة بشكل واضح إلى حد ما. نعم.

بولتين سيزجين: "قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ" (سورة يوسف، 17).

عدنان أوكطار: عندما يخطط الوثنيون لشيء ما، وعندما يبتكرون مكيدة، يُمكننا وقتها أن نرى أي نوع من المنطق التقليدي الأصولي الأحمق يوظفونه لحياكة شبكة أكاذيبهم، عندما يكونون على وشك القيام بشيء، عندما يكونون على وشك تدمير شيء، يُمكننا أن نراهم يُعِدون خطتهم الداعمة لهذا.

بعبارة أخرى، نستطيع رؤية كيف يمتلكون هذه المعرفة البليدة التي تساعدهم على الإتيان بأكاذيبهم عند محاسبتهم على أفعالهم الخبيثة التي ارتكبوها. فمثلًا، يقولون: "فعلت هذا وذاك بنيّة صافية، لكن ترتب عليه ذلك، ماذا عساي أن أفعل؟" بينما يرتكبون أفعالهم الشريرة عن قصد، وهم يدركون تمامًا عواقب أفعالهم، لكنهم يستمرون في التصرف كما لو كانت لا يمكن تفاديها.

فمثلًا، عندما يسعون لارتكاب شر، إفساد شيء ما، أو تدمير نظام، يقومون بهذا بأسلوب يبدو كما لو أنه لم يكن خطأهم، لكنه وقع نتيجة للمسار الطبيعي للأحداث، لذا عندما يسعى الوثنيون لارتكاب مثل هذه الأفعال الشريرة، عندما يقومون بتلك المكائد غير الأخلاقية، يضعون خططهم الكريهة مسبقًا، لهذا يُحذّر القرآنُ المؤمنينَ من مؤامرات الوثنيين، حتى يُدركوا هذا مسبقًا ولا يقعوا فريسة لخداعهم.

بولتين سيزجين: "وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ" (سورة يوسف، 18).

عدنان أوكطار: لاحظ أن هذه وسيلة أخرى حمقاء للوثنيين، من الواضح تمامًا أن هذه حيلة، يمكن للشخص أن يرى بوضوح تجاهلهم الصارخ للقانون والعدالة، بمعنى آخر، يمكن للشخص أن يُدرك أنَّهم لا يرون أي مشكلة في التلاعب، أو انتهاك القانون بشكل يتناسب مع غاياتهم، أو تدمير الدليل القانوني، بمعنى آخر، يزورون أدلة كاذبة.

يُمكن بكل وضوح رؤية أنهم يتبعون نظامًا يعتبر تزوير الأدلة أمرًا مقبولًا، ويمكنهم التمادي إلى حد قتل شخص ما إذا ما دعت الحاجة لذلك، هنا، يشير القرآن أيضًا إلى هيكل الدولة العميقة، ويكشف وسائلهم المخادعة الخائنة، ومكائدهم، يُمثّل سيدنا إسرائيل (عليه السلام) في هذا المثل الحكومة. يُشير القرآن إلى أنَّه حتى في وجود دولة شرعية، سترتكب دولة عميقة غير قانونية أفعالًا لا أخلاقية، ستُكرس القتل، وستزور أدلة كاذبة، وستلجأ إلى كل أنواع التكتيكات الغادرة لإخفاء أنشطتها الشريرة.

بولتين سيزجين: "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا" (سورة يوسف، 18).

عدنان أوكطار: بالطبع هذا من فعل النفس.

بولتين سيزجين: "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" (سورة يوسف، 18).

عدنان أوكطار: بالفعل، ما يجب على المسلمين فعله هو الصبر، لأنَّ كل شيء يحدث هو من فعل الله.


يشارك
logo
logo
logo
logo
logo
التحميلات