من لقاء أ. عدنان أوكتار على قناة A9 بتاريخ 31 مايو 2015
عدنان أوكتار: سورة الكهف، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، انظر إلى جمال الكلمات! "الرحمن الرحيم": كلمات تدل على المحبة، الرحمن أي الحامي والخيّر والمُحب والمُهتم.
يقول بديع الزمان، حتى القطط تُسبح الله بقول "يا رحمن يا رحمن" عند الخرخرة، يتخرخرون بقول "يا رحمن"، تُعبر القطط عن حبها بإخراج ذلك الصوت بسعادة. القط سعيد لأنه يُحب الله. يقول بديع الزمان أن القط يُسبح الله بقول "يا رحيم"، كلمتي "الرحمن" و"الرحيم" تدلان على المحبة، الحب في جوهر تلك الكلمات، تعني الرحمن المحبة والخير والرعاية والاهتمام والدعم وحب الصالح لعباده.
جوكالب بارلان: يقول الرسول إنه لا ينتظر منا سوى المحبة، إذًا، فالمحبة دائمًا هي الهدف.
عدنان أوكتار: نعم، "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب"، انظر، بدأ الله بقول "الحمد"، "الحمد لله" تعبير عن المحبة. ماذا يعني حمد الله؟ تقول "يا الله، إني أحبك وأشكرك"، هذا هو الحمد.
أنا أحبك بعمق وجنون وشاكر لأفضالك مدى الدهر، ذلك معنى الحمد. "الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب"، بالطبع، أنزل الكتاب على مُحمد، إن لم يكن، لما عرفنا ما يجب علينا فعله بدون كتاب الله. إن لم يُعلمنا الله، لما اهتدينا.
لما فهمنا الآيات، لما علمنا شيئًا عن الجنة والنار، لما علمنا شيئًا، ولكان ذلك خطيرًا. إن لم يكن هناك دين، لا أريد حتى أن أصف ذلك بالحرف، لأنه مخيف. لكان أمر كالقتل مباحًا، ولأُبيح كل أمر مشين.
قد يقول الإنسان "فعلتها لأني أردت فعلها"، لأنه لا يعرف الصواب من الخطأ. كيف كنت لتتهم ذلك المجرم، ما هي جريمته؟ إرسال الله الكتاب لنا من النعم والبركات، بدون الكتاب كنا لنفقد عقولنا، لما عرفنا من نحن من ذلك الكون الفسيح. كما تعلم، نحن نشاهد مناظر تُعرض في عقولنا.
لما استطاع الإنسان فهمها ولفقد عقله، نحن جميعًا راضون بأحكام الله التي أخبرنا بها، لذلك نحن متفقون مع العالم. "وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا" (سورة الكهف). لا اعوجاج في القرآن، يقول الناس: "يوجد اعوجاج ونقوّمه بالحديث"، تلك صفات المشركين.
سيحفظ الله كتابه وسيفهمونه، لكنهم لن يؤمنوا. إنهم لا يؤمنون بكفاية القرآن. جعله الله واضحًا وصريحًا. يقول الله عن كتابه "قَيِّمًا"، آمنوا به. كما يخبرنا الله بكمال القرآن واستقامته وأنه لا يأتيه الباطل، ذلك ما تعنيه كلمة "قَيِّمًا"، "لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ"، يخبرنا الله أن في حالة عدم الالتزام بأحكامه والإفساد في الأرض، فسيلقي في قلوب المجرمين الرعب.
ستقع الزلازل، سيجوع الناس ويعانون في حياتهم، ويعد الله المجرمين بالجحيم في الآخرة. تأمل قوله في الآية "بَأْسًا شَدِيدًا"، لم يقل بأسًا متوسطًا، ولكنه شديد. وكما نرى، فإن هناك بَأْسًا شَدِيدًا في العالم الإسلامي.
إلا أنه تعالى يقول "وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ"، يأتي هنا الجمال في كلمة "يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ". الإخلاص! ماذا يعني الإخلاص؟ الذي يعمل الصالحات هو من يفعل الأشياء الجميلة بالشكل الصالح، الذي يُحب بالشكل الصالح.
حتى أن كلمة "الصالحين" مُريحة عند سماعها، تأمل: "الرحمن الرحيم" كلمتان مُريحتان، تُعبران عن المحبة. اسم الله القهار، فيه رسالة خفية بالمحبة، لأن الله ينتقم من أعداء المؤمنين بمعاقبتهم. يُعذب المشركين ويُنجي المؤمنين، يأخذ الله الحقوق لمن يُحب. ولذلك، من يُحبه الله، يشعر بالرضا، وتلك طريقة أخرى يُرينا الله بها محبته، يُعذب الله المشركين بطردهم من رحمته، توجد في الكلمة رسالة خفية بالمحبة.