من ناحية التركيب العام، وعندما يتم فحص أوراق النبات معمليا، تظهر تلك الأوراق أنظمة دقيقة ومعقدة، خلقت خصيصا لتضمن إنتاج الطاقة بكفاءة عالية
يحتاج النبات إلى الحصول على الضوء وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الطاقة.
تم ترتيب كافة المكونات داخل أوراق النبات بطريقة تسمح لها بالحصول على تلك المكونات بسهولة.
تمتلك الأوراق سطحا خارجيا عريضا.
هذا يمكّنها من تبادل الغازات اللازم لحدوث عملية التمثيل الضوئي بسهولة.
إن الشكل المسطح للورقة يجعل الخلايا قريبة للسطح.
هذا التكوين يسهل عملية تبادل الغازات، كما أنه يتيح لضوء الشمس الوصول لكافة الخلايا المسؤولة عن التمثيل الضوئي.
إذا كانت الأوراق قد خلقت على صورة أخرى غير الشكل المسطح الرقيق، أو كانت قد خلقت بصورة عشوائية، لكانت عملية التمثيل الضوئي تحدث فقط في الخلايا القريبة للسطح.
وهذا كان سيؤدي إلى أن النبات لن يتمكن من توفير القدر الكافي من الطاقة والأكسجين
نتيجة لذلك، كان سيحدث نقص شديد في الطاقة على الأرض.
إن روعة الخلق في أوراق النبات لا تقتصر فقط على الشكل.
إن أنسجة أوراق النبات حساسة جدًا للضوء، لذلك، تتجه الأوراق دائما ناحية الضوء.
يمكن ملاحظة توجه الأوراق باتجاه أشعة الشمس بسهولة في النباتات المزروعة في الأصص.
تعتبر الأوراق محطات الطاقة بالنسبة للنبات، وهي مصانع الغذاء، كما أنها أيضا معامل تتم فيها عمليات كيميائية شديدة الأهمية.
كلما زادت مساحة سطح أوراق النبات، كلما زادت قدرتها على العمل. على سبيل المثال، تنمو النباتات ذات الأوراق العريضة في المناطق الكثيفة في الغابات المدارية.
يحدث هذا لأسباب وجيهة.
من الصعب على أشعة الشمس الوصول إلى كل مكان بنفس القدر في الغابات المدارية المطيرة التي تتشابك فيها أغصان الأشجار بكثافة.
يؤدي هذا إلى ضرورة وجود أوراق ذات مساحات كبيرة لدى النبات، لكي يحصل على أكبر قدر ممكن من الضوء.
في هذه المناطق التي يصل إليها القليل جدا من ضوء الشمس، من الضروري لأوراق النبات أن تكون كبيرة المساحة، وذلك للتمكن من إنتاج الغذاء.
وبفضل هذه الخاصية، تحصل النباتات المدارية على ضوء الشمس من عدة زوايا، بالطريقة التي تمكنها من تحقيق أكبر استفادة منها.
على النقيض من ذلك، تكون أوراق النباتات في البيئات القاحلة القاسية صغيرة الحجم.
السبب هو أن في تلك الظروف المناخية، يكون التحدي الأكبر الذي يواجه النبات هو فقد المياه. وكلما زادت مساحة سطح الورقة، زاد تبخر المياه منها، أي أنها تفقد المزيد من الماء.
لهذا السبب، فقد خلقت تلك الأوراق على النحو الذي يمكّنها من توفير المياه لأقصى درجة.
هذه الخاصية تصل لذروتها في البيئات الصحراوية. فالصبار، على سبيل المثال، ليس له أوراق، بل أشواك. في تلك النباتات، تتم عملية التمثيل الضوئي في جسم النبات اللبي، كما يتم تخزين المياه أيضًا في الساق.
ومع ذلك، فإن هذا وحده ليس كافيا للتحكم في فقد الماء. فحتى لو كانت أوراق النبات صغيرة جدا، سيستمر فقد المياه عن طريق مسامها.
لذلك، فإن من الضروري وجود نظام لمعادلة التبخر. تمتلك النباتات وسيلة لتنظيم التبخر الزائد، وذلك عن طريق التحكم في فتحات المسام، بتكبيرها أو تقليصها.
إن امتصاص الضوء اللازم لعملية التمثيل الضوئي ليس الوظيفة الوحيدة لأوراق النبات. فحصولها على ثاني أكسيد الكاربون من الهواء ونقله إلى حيث يتم التمثيل الضوئي له الأهمية نفسها.
تقوم النباتات بهذا الدور عن طريق المسام الموجودة في الأوراق.