يثني القرآن ويذكر الخصائص والمميزات الجميلة لكل نبي ورسول. وعلى المؤمنين الذين اتبعوا طريق الهدى وسلوك سبيل ربهم أن يدققوا جيدا فيما ورد من نصوص عن هؤلاء الأنبياء الأصفياء المكرمين من ذكر لخصالهم الحميدة وأخلاقهم العالية، ويتخذوا من أسلوب حياتهم واعتصامهم بربهم وعمق إيمانهم وتوكلهم مشاعل يهتدون بها في الإقتداء. وقد كان لكل رسول ونبي طريقته الخاصة في دعوة قومه إلى الإيمان بالله وتبليغهم أوامره ونواهيه نظرا لاختلاف خصال وطبيعة الأقوام والمجتمعات التي ظهروا فيها، وتباين الظروف وردود الأفعال التي واجهتهم. ولنا أمثلة ونماذج صالحة لما لاقوه من مصاعب وعراقيل ومحن كبيرة وما أظهروه من تصرفات وإجراءات، هم والذين اتبعوهم من المؤمنين.
إن الهدف من هذا الكتاب، الوقوف على حياة وشمائل وأساليب سيدنا إبراهيم ( ع) الذي قال فيه تعالى( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(4) ( الممتحنة)، والتعرف إلى سيدنا لوط ( ع) الذي عاصره وجاوره، مع عرض لمميزاتهما وخصالهما السامية باعتبارهما النموذج والمثل الأعلى للاقتداء بهما. وما ورد بشأنهما من آيات في القرآن تتضمن الكثير من الحكم والعبر. وقد حاولنا في هذا الكتاب عرض ما يمكن الأخذ بها ولأجل إدخالها ودمجها في أساليب معيشتنا وطرز حياتنا على وجه الخصوص.