لذا, فهذه الحياة الدنيا هي ميدان الاختبار الذي ينبغي لبني البشر أن يجتازوه ليحددوا أية حياة خلود سوف يحيونها في الآخرة , فهذا الامتحان الذي يخضعون له في الحياة الدنيا سيؤهلهم لدخول الحياة السرمدية في الآخرة. فما عليك والحال كذلك إلا اتباع رضوان الله عز وجل. وفي الحقيقة ما الحياة الدنيا سوى اختبار انتقالي وفترة تدريبية وهبها الله سبحانه لكل إنسان ليكون مسئولا عن التدبر فيها للوصول إلى معرفة الله سبحانه, وإطاعة أوامره والعمل على كسب رضاه, والتحلي بالفضيلة والصبر ومبادئ الأخلاق في مواجهة أي طارئ قد يحدث له طالما بقي على وجه هذه الأرض. ولا يعرف السر العظيم لهذا الامتحان سوى المؤمنين. فالمؤمن على يقين أن كل شيء أدرج في الامتحان هو من قدر الله سبحانه ابتداءً, ليقوى على مواجهة أي طارئ برباطة جأش كبيرة.
فهؤلاء الذين أدركوا هذا السر وفقاً لهذه الحقيقة الخفية الجلية في آن واحد, سينالون نعيماً مقيماً ما له من نفاد.