يتخذ بعض الناس في أيامنا هذه وكثير منهم الشباب، أناسا يعتبرونهم قدوة، يقلدونهم في أخلاقهم وأطوارهم وتصرفاتهم وحتى مظهرهم وملبسهم، محاولين الاقتداء بهم ليكونوا مثلهم. غير إن أكثر هؤلاء ليسوا على سلوك قويم، ولا يتبعون الطرق الصحيحة في الحياة ولا يملكون نصيبا من الأخلاق. لذا أصبح ترغيب الناس وحثهم على الاقتداء بأصحاب الأخلاق والسلوك القويم مسؤولية هامة وأن على المسلم أن يدرك، إذا أراد أن يقتدي بأحد ويتبع طريقته واسلوبه ويتمثل به، فسوف لن يجد سوى نبينا محمد ( ص ) المثل الأعلى له. وهذه الحقيقة تقرها الآية الكريمة:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا(21) سورة الأحزاب / 21
نحن الذين لم نر وجه الرسول ( ص ) ولم نعش عطره، لنا في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأخبار السيرة الطاهرة معالم واضحة للسير على هذه والتشبه بأخلاقه والمجاهدة بصالح الأعمال لكي نكون تحت لوائه يوم القيامة وبالقرب منه.
إن من أهداف هذا الكتاب، التعريف والتذكير بجوانب عديدة من سيرة نبينا ( ص ) والترغيب والتشويق إلى الاهتداء بسيرته الجميلة وأخلاقه الكريمة وشخصيته الأصيلة.