إنك - بجسمك المكون من ذرات - تتنفس الذرات في الهواء، وتأكل الذرات في الطعام، وتشرب ذرات الماء. وما تراه ليس سوى تصادم إلكترونات الذرات في عينك بالفوتونات. وماذا عما تشعر به عن طريق اللمس؟ إن الإحساسات التي تشعر بها تتكون ببساطة عن طريق تنافر الذرات في جلدك مع ذرات الأشياء.
وفي الواقع، فإنه لا يكاد يوجد إنسان لا يعرف أن جسمه، والكون، والعالم، وباختصار كل شيء يتكون من ذرات. ومع ذلك، فربما لم يفكر أغلب الناس حتى الآن مطلقا في طبيعة النظام الذي يمتلكه ذلك الكيان الذي نسميه ''الذرة''. أو حتى إذا كانوا قد فكروا، فإنهم لم يشعروا بالحاجة إلى تقصي هذه المسألة، لأنهم يعتقدون دائما أن هذا الأمر يعني الفيزيائيين وحدهم.
ومع ذلك، فإن الإنسان يعيش طوال حياته ملتحمًا مع هذا النظام المحكم. إن هذا نظام يبلغ من الدقة والإحكام ما يجعل كل ذرة من تريليونات الذرات التي يتكون منها الكرسي الذي نجلس عليه تتمتع بنظام يمكن أن يُكتب عنه كتاب كامل. إننا نحتاج إلى أن نملأ صفحات حتي نصِف تكوين ذرة واحدة فقط ونظامها وطاقتها. وفي هذا الكتاب، نعرض استحالة احتمال التكوُّن التلقائي للذرة، الوحدة البنائية لكل شيء سواء أكان حيا أم غير حي، ويثبت الطبيعة البديعة، المنزهة عن كل نقص، لخلق الله العلي القدير