إدراك الخير في كل ما يحدث

صفحة. 110

إن الله تعالى الحكيم القوي ي القوة المطلقة هـــو الـﺫي قدر للإنسان جميع ما يسمعه من قول وكل ما يصادفه من حوادث منـﺫ اللحظة التي فتح فيها عينيه على العالم. وقد خلق كل ﺫلك وفق تخطيط محكم وحكمة بالغة كما جاء في قوله تعالى: ﴿إَنـﹽَا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ القمر، الآية 49

ولـﺫلك فعلى الإنسان أن يخضع خضوعا كاملا لهـﺫا القدر المليء بالحكمة والعلم. والمؤمن الـﺫي يكون قلبه مفعما بالإيمان، ويسلم أمره إلى الله تعالى لن يستسلم أبدا للحزن، ولن يصيبه الخوف ولن يغرق في اليأس.

إن المؤمن لا يليق به أن ينسى التوكل على الله تعالى وينتابه القلق والحزن واليأس والتشاؤم، ومن يكون هـﺫا حاله يشقى في الدنيا ويغفل غفلة كبيرة عن مصيره في الآخرة. وعلى العكس من ﺫلك، فالمؤمن الصادق، في مواجهة بعض الأحداث التي يكون ظاهرها شر، لا ييأس بل يتوسم فيها الخير ويعلم أن مع العسر يسرا. فالله تعالى بين في الآية 216 من سورة البقرة  أنه ﴿عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهوَ شَرٌّ لَكُمْ وَالله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾. والمؤمن الـﺫي يدرك هـﺫه الحقيقة يعيش في سعادة متواصلة لا كدر فيها.

إن القدر الـﺫي بينه الله تعالى لا عيب فيه، والمؤمن ينظر إلى ملايين الحوادث المكونة لهـﺫا القدر فلا يرى فيها سوى الحكمة والجمال والكمال.      


إدراك الخير في كل ما يحدث

محتويات الكتاب

عناوين وفصول الكتاب