هيا لننشر حقيقة الخلق سويا

إن البراهين والدلائل علي حقيقة الخلق تتكون من كافة المعارف والحقائق التي تكشف عن وجود الله عز وجل ووحدانيته وقدرته السامية وإبداعه وهذه هي الوسائل التي تمكن الناس من معرفة الله وإدراك وجوده والتوجه إليه واللجوء إليه سبحانه وتعالي.

وسوف نكشف لعيون الغافلين العديد من البراهين علي حقيقة الخلق والكمال تلك البراهين التي تملأ الكون من حولهم والتي ستكون فعالة في التخلص من غفلتهم.

فهناك العديد من العلامات التي تؤدي إلي الإيمان والتي اعتاد الجميع علي رؤيتها علي مر السنينولكن لم يتفكروا فيها.

فجسم الإنسان نفسه هو في حد ذاته دليل علي عظمة الخلق وعظمة الخالق، وعيوننا هي الأكثر تعقيدا وتفوقا علي أكثر الكاميرات تطورا وحداثة، وكافة الأجهزة الداخلية في أجسادنا تعمل سويا في توافق وانسجام وتوازن، وتقوم بتنفيذ أكثر العمليات الكيميائية تعقيدا والتي لايمكن أن تتم إلا في مختبرات عملاقة.

لذا يجب علي المسلمين واليهود والمسيحيين أن يعملوا سويا من أجل القضاء علي ثقافة الغفلة واستبدالها بثقافة طاعة الله وشكره عز وجل علي نعمه وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تحس الناس علي التفكير في الحقائق المذكورة أعلاه لرؤية وفهم البراهين علي وجود وعظمة الخالق، فيجب أن تكون هناك نهاية للمشاكل التاريخية وكافة أشكال التحيز والتعصب وسوء الفهم والنزاعات المبنية علي أساس التعصب الديني بين المسلمين واليهود والمسيحيين ويجب ألا ننسى أنه ليس هناك وقت لنضيعه ومن الواضح أن كلا الجانبين يجب أن ينتهجوا نهجاً أخر مبنى على التفاهم والرحمة .

فالشىء المهم هو ذكر النقاط المشتركة بدلا من الخلافات؛ لنصبح بناءين لا مدمرين، وأيضاً التعاون والمساعدة بدلاً من العرقلة، وتبسيط الأمور بدلاً من تعقيدها، والتكامل بدلا من الانفصال، والوحدة بدلاً من التفرق .

يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: "ألمْ تروْا كيْف خلق اللّهُ سبْع سماواتٍ طِباقا (15) وجعل الْقمر فِيهِنّ نُورا وجعل الشّمْس سِراجا (16) واللّهُ أنْبتكُمْ مِن الْأرْضِ نباتا (17) ثُمّ يُعِيدُكُمْ فِيها ويُخْرِجُكُمْ إِخْراجا (18) واللّهُ جعل لكُمُ الْأرْض بِساطا (19) لِتسْلُكُوا مِنْها سُبُلا فِجاجا (20)"(سورة نوح 15 : 20)

والكون كله ملىء بعدد لا يحصى من هذه التفاصيل التى يجب أن يتفكر فيها الناس ملياً فى حياتهم اليومية .

ولهذا السبب فإن الوعظ وحث الناس على التأمل فى خلق الله سيشجع الطرف الآخر على التفكير ويلعب دوراً هاماً فى تقدير قوة الله عز وجل وقدرته .

فمن الواجب على كل مسيحى ويهودى ومسلم صحيح الاعتقاد أن يبذل ما يستطيع من الجهد فى هذا الصدد .

والمسار الصحيح لكل من اليهود والمسحيين والمسلمين الذين يؤمنون بالله الواحد هو العمل على كسب رضوانه والإخلاص له والتضحية بالنفس فى سبيله والعمل سوياً تحت راية القيم الأخلاقية المشتركة .

والدعاية المكثفة سواء العلنية أو السرية قد أشاعت فى مختلف أرجاء العالم ما يسمى بنظرية التطور أو العلم، فالعديد من الصحف التى نطالعها، أو الملصقات الإعلانية، أو الكتب أو الأفلام التى نشاهدها، وحتى الأفلام الوثائقية التى نشاهدها على شاشات التلفاز أو حتى على شبكة الإنترنت جميعها مليئة بالرسائل التى تنكر الخلق ووجود الخالق.

نحن الآن نجد الدلائل والبراهين على الخلق فى كل مكان فالله سبحانه وتعالى خالق الكون كله وما نراه حولنا بدءا من أصغر خلية فى أجسادنا وصولاً إلى المجرات التى لا حدود لها ، هذا الكمال والإبداع والفن الرائع فى تلك الأنظمة برهان قوى ودليل واضح على ذلك الخلق وقدرة الخالق.