إن الديانات الصحيحة لها نفس الفكر والنموذج الأخلاقى، فكافة الديانات لديها نفس المعتقدات الأساسية فيما يتعلق بوجود الله و وحدانيته والغرض من خلق البشر، والكائنات جميعها والسلوك المثالى وأسلوب الحياة الذى يرضى الله عز وجل وطبيعة مفاهيم الخير والشر، والخطأ والصواب، وما يجب فعله استعداداً للدار الآخرة والحياة الأبدية.
وحين ننظر فى الإنجيل أساس المسيحية ،و التوراة أساس الديانة اليهودية والقرآن الكريم أساس الديانة الإسلامية نجد أنها جميعاً توصى بأستخدام أفضل الكلام والسلوكيات فى العلاقات الشخصية و أفضل أشكال السلوك التى يجب أن يتبناها المؤمنون بالله جاء وصفها فى الإنجيل كما يلى:
"انظروا أن لا يجازي أحد أحدا عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض و للجميع" (تسالونيكي الأولي 5 :15)
وفى العديد من الأيات القرآنية يصف لنا الله عز وجل أهمية الفضائل الأخلاقية ودفع الإساءة والشر بالخير ويرشدنا للتعامل مع اليهود والنصارى من أهل الكتاب بالمودة.
وقد أخبرنا القرآن صراحة أن أهل الكتاب أقرب إلى المسلمين من المشركين (أى الملحدين)، فأهل الكتاب لديهم نفس المعايير الأخلاقية المبنية على الوحى من الله عز وجل، والحلال والحرام؛ لهذا السبب أحل الله للمسلمين أن يأكلوا من طعام أهل الكتاب ، وأيضاً أباح للرجل المسلم أن يتزوج المرأة الكتابية، وهذه هى الأشياء التى تجعل العلاقات الإنسانية أكثر دفئاً وتساعد على بناء حياة أكثر سلاماً.
ومنذ أن نصح القرآن بهذا المنظور المعتدل فمن غير المتصور أن يتبنى الشخص المسلم رأيا أخر سوى ذلك.
وقد أمر الله تعالى المسلمين فى كتابه العزيز أن يتجادلوا مع أهل الكتاب بالحسنى، ومما لاشك فيه أن أهم سمة مشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب هى الإيمان بالله الواحد :
يقول الله تعالي في كتابه العزيز: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (الأية 46 من سورة العنكبوت).
ويقول تعالي في كتابه العزيز أيضا: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ..." (الأية 64 من سورة آل عمران).